الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا تُعيد الرقابة على الحدود مع النمسا للحد من تدفّق اللاجئين \r\nتعليق حركة القطارات بين البلدين وإجراء مماثل في التشيكية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
ألمانيا تُعيد الرقابة على الحدود مع النمسا للحد من تدفّق اللاجئين \r\nتعليق حركة القطارات بين البلدين وإجراء مماثل في التشيكية
ألمانيا تُعيد الرقابة على الحدود مع النمسا للحد من تدفّق اللاجئين \r\nتعليق حركة القطارات بين البلدين وإجراء مماثل في التشيكية
A+ A-

حيال تفاقم أزمة اللاجئين، قررت ألمانيا ان تعيد موقتاً عمليات المراقبة على الحدود مع النمسا التي يصل منها عشرات الآلاف من اللاجئين، وبذلك أوقفت تطبيق اتفاق شنغن لحرية التنقل في أوروبا، ورأى وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير أن اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا يجب ألا يختاروا بأنفسهم مكان إقامتهم.


أعلنت سلطات مدينة ميونيخ الألمانية أمس بلوغ "الحد الأقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين، وذلك غداة إطلاقها نداء للمساعدة على ايوائهم، بعدما وصل إليها 13 ألف شخص السبت.
وفي المدينة التي تشكل نقطة دخول المهاجرين الى ألمانيا من طريق البلقان، اضطر عشرات اللاجئين الى النوم في العراء على فرش عازلة للحرارة لأنه لم تعد هناك اماكن كافية لهم، كما بثت محطة التلفزيون البافارية "بي ار" وحذرت من كارثة إنسانية وشيكة في ميونيخ.


بين ألمانيا والنمسا
وحيال هذا الوضع، قرر زير الداخلية الألماني اتخاذ إجراءات موقتة على الحدود مع النمسا، في محاولة لخفض عدد طالبي اللجوء إلى بلاده. وقال إنه "في هذه اللحظة، تعيد ألمانيا موقتاً فرض إجراءات ضبط الحدود على الحدود الداخلية (للاتحاد الأوروبي). سيكون التركيز أولا على الحدود مع النمسا. وهدف هذه الإجراءات هو الحد من التدفقات الحالية إلى ألمانيا والعودة إلى الإجراءات المعتادة التي تنظم دخول الأشخاص إلى البلاد". وأضاف أن هذا الأمر بات ضرورياً لاعتبارات أمنية، كما ينبغي ألا أن يختار اللاجئون بأنفسهم مكان إقامتهم، "هذا لا يحصل في أي مكان من العالم". وشدد على أنه "ليس من واجبنا أيضاً أن نوفر المزايا التي يمنحها القانون الألماني للاجئين لأولئك الذين أعيد توطينهم في دولة أوروبية أخرى ثم عادوا إلى ألمانيا بطريقة أو بأخرى".
في غضون ذلك، أعلنت شركة السكك الحديد النمسوية تعليق حركة القطارات مع ألمانيا. وحذت حذوها السكك الحديد الألمانية. كما قررت براغ اتخاذ إجراء مماثل على حدودها مع النمسا.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونظيرها النمسوي فيرنر فايمان بحثا الأحد في احتمال "العودة الى الوضع الطبيعي" من حيث الضوابط على حدودهما المشتركة والتي خففت في 4 أيلول. وأوردت مجلة "در شبيغل" الألمانية في موقعها الالكتروني أن كل رجال الشرطة الفيديراليين وضعوا في حال تأهب وأُرسل جميع العاملين منهم في بافاريا إلى الحدود.
ودعا المفوض الألماني في الاتحاد الأوروبي غونتر أوتنغر إلى "تعديل المبالغ التي تقدم لطالبي اللجوء إلى ألمانيا كي تتقارب مع ما يقدم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. نريد تحقيق نوع من التناغم في المزايا المادية لطالبي اللجوء في أرجاء أوروبا لأنه في حال وجود تباين سوف يتيح ذلك حوافز خاطئة".


باقي أوروبا
وفي المجر سجل رقم قياسي جديد السبت بوصول 4330 لاجئاً الى هذا البلد. وجددت باريس انتقاد المجر، وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير إنه "مع الأسلاك الشائكة، وضعت المجر نفسها خارج قيم الاتحاد الاوروبي التي لا تقوم على بناء جدران أو وضع اسلاك شائكة".
وأكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عزمه تحصين البلاد مع نشر قوات إضافية على الحدود.
وعلى الحدود الصربية - المجرية، قال جو يونغ، وهو متطوع بريطاني، إن المهاجرين غامروا من أجل أن يصلوا إلى بودابست. وأضاف: "الناس عصبيون بصورة مفهومة في شأن ما يعنيه لهم إقفال الحدود إلى الجنوب، لذلك يسارعون الى اقتناص هذه الفرصة الأخيرة. هذا يعني، لسوء الحظ، أن الناس وسط هذا اليأس يسلمون أنفسهم في حال ضعف أكبر الى المهربين والى سيارات الأجرة المكلفة حقاً من الحدود".
وعشية اجتماع طارىء لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسيل للبحث في أزمة الهجرة، دعت السلطات الفرنسية الى اجراءات استقبال مشتركة للاجئين عبر مراكز تسجيل مشتركة عند نقاط الوصول.
وفي لندن سار عشرات الآلاف من البريطانيين في تظاهرة دعم للاجئين وراء لافتات مثل "نعم لفتح الحدود" و"اللاجئون الى الداخل والمحافظون الى الخارج"، لمطالبة حكومة ديفيد كاميرون بانتهاج سياسة استقبال أكثر ليونة مع اللاجئين.
وشهدت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن مسيرة مماثلة شارك فيها 30 ألف شخص. وخرجت تظاهرات أصغر حجماً في مدريد واستوكهولم وهلسنكي ولشبونة.
وفي فرنسا كان عدد المشاركين قليلاً، إذ جمعت تظاهرة نيس في جنوب البلاد نحو 700 شخص، بينما لم تجمع تظاهرة باريس سوى مئة شخص. وقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة مفاجئة لمقر لايواء اللاجئين السوريين قرب باريس، وتعهد الإسراع في اجراءات حصولهم على اللجوء. وكانت الحكومة الفرنسية التزمت استقبال 24 الف لاجىء حتى السنة المقبلة.
الا ان الوضع كان مختلفا وراء الستار الحديد السابق. ففي فرصوفيا سار آلاف الاشخاص وراء لافتات مناهضة للإسلام مثل "الإسلام يعني الموت لأوروبا".


في البحر
على صعيد آخر، أعلن خفر السواحل اليوناني وفاة 34 شخصاً، بينهم أولاد، غرقاً قبالة سواحل اليونان في مركب كان فيه نحو مئة مهاجر. وأُنقذ 68 راكباً بينما تمكن 29 من السباحة حتى شاطئ الجزيرة جنوب شرق بحر ايجه.
وغرق المركب قبالة شواطئ جزيرة فرماكونيس التي تبعد 15 كيلومتراً عن تركيا.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 2700 مهاجر قتلوا في البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع السنة من اصل نحو 430 ألفاً عبروا البحر على أمل تامين حياة أفضل في اوروبا. و310 آلاف من هؤلاء مروا عبر اليونان.
ورفضت أثينا انتقادات لطريقة إدارتها لملف المهاجرين. وصرحت رئيسة الوزراء بالوكالة فاسيليكي ثانو أثناء زيارة لميتيلين في جزيرة ليبسوس، إن "اليونان تتقيد تماماً بالاتفاقات الأوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الانساني".
ودعت ميركل اليونان السبت الى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي بشكل أفضل، وطالبت بحوار مع أنقرة التي يمر عبر أراضيها عدد من اللاجئين.


والد أيلان
وفي شهادة استرعت الانتباه، كشف ركاب أن عبدالله، والد الطفل السوري الغريق أيلان الكردي، كان يعمل مع المهربين وقاد القارب الذي غرق خلال محاولة الوصول إلى اليونان.
وقال العراقيان أحمد هادي جواد وزوجته زينب اللذان فقدا ابنهما وابنتهما في الحادث، إن الكردي أصابه الذعر وزاد سرعة القارب حين ارتطمت به موجة، مع العلم أنه كان أفاد أن مهرباً تركياً كان يقود القارب، وأنه تولى القيادة بعدما قفز الأخير الى المياه.
وأوضح جواد إن الكردي سبح في اتجاه زوجته وتوسل إليهما ألا يفضحا دوره الحقيقي في الحادث. وذكر أن الوسيط بينه وبين المهربين كان شخصاً يدعى "أبو حسين"، ونقل عن الأخير أن الكردي هو منظم الرحلة. لكن الأخير في حديث الى صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية نفى المزاعم التي وردت أيضاً على لسان عراقي آخر هو أمير حيدر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم