الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

14 سنة بعد 11 أيلول 2001... هل أصبحت أميركا محصّنة ضد الارهاب؟

المصدر: النهار
جورج عيسى
14 سنة بعد 11 أيلول 2001... هل أصبحت أميركا محصّنة ضد الارهاب؟
14 سنة بعد 11 أيلول 2001... هل أصبحت أميركا محصّنة ضد الارهاب؟
A+ A-

سيظلّ العالم يتذكّر الهجمات الارهابيّة في 11 أيلول 2001 لأنّها إحدى المحطّات الاساسيّة التي طبعت التاريخ المعاصر وغيّرت النظرة الى السياسات الدولية في الحقبة الحالية. أمّا الاميركيّون أنفسهم فيتذكّرون أحبابهم الذين سقطوا في تلك الحوادث، على أن يبقى الأهمّ في هذا المجال، استذكارهم أنّهم لا يعيشون في دولة "لا تُقهر" أمنيّاً على رغم تفوّقها العسكري والاستخباري.


إلّا أنّ الأيّام والسنوات التي تلت ذلك التاريخ لم تشهد هجمات إرهابيّة على نطاق واسع داخل #الولايات_المتّحدة. طبعاً لم يخلُ الأمر من بعض الحوادث المحدودة مثل هجمات بوسطن 2013 مثلاً، غير أنّ #واشنطن لم تتلقَّ ضربات موجعة من الارهاب واسعة ومدمّرة مثل تلك التي شهدتها منذ 14 سنة.


فهل أصبحت الولايات المتحدة بمأمن حقاً عن هجمات مزلزلة كهذه؟


في شهر تمّوز الماضي، نشرت صحيفة "الواشنطن تايمس" الاميركيّة أنّه خلال ثلاثة أسابيع فقط، اعتقل مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف.بي آي" عشرة مواطنين أميركيّين على علاقة بتنظيم "#الدولة_الاسلاميّة" كانوا يخطّطون لهجمات داخليّة. وأشارت الى أنّه منذ أحداث 11 أيلول تمّ اكتشاف أكثر من 116 محاولة لارتكاب أعمال إرهابيّة من قبل مجموعات داخل #الولايات_المتحدة.


النائب الجمهوري ورئيس لجنة الامن القومي في مجلس النواب الاميركي مايكل ماك كول قال لقناة "فوكس نيوز" الأميركيّة أنّ واشنطن "أمام جيل جديد من الارهابيّين يستخدم الانترنت بذكاء كبير، لا أمام أسامة بن لادن وبعض سعاةِ بريدٍ معه"، مؤكّداً على جدّيّة التحديات الارهابيّة التي تواجهها دولته.


المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزيّة الاميركيّة "سي آي أي." مايكل هايدن أعلن أنّ أفضل أنواع الدفاع عن النفس هو الهجوم على التنظيمات الإرهابيّة في الشرق الاوسط، لأنّه يعتبر أنّ هزيمتهم على الأرض سيقلّل من جذبهم لمزيد من المتطرّفين حول العالم.


لكنّ ذكرى 11 أيلول ترتبط أساساً بهجمات شنّها الإرهابيّون بالطائرات. فهل أصبحت خطوط الطيران الأميركي آمنة بالحدّ الأدنى المطلوب؟


إذا ما عدنا الى الوراء قليلاً وتحديداً الى الذكرى العاشرة على تلك الاحداث، نرى الكاتب ريك سيني في موقع "أي بي سي نيوز" الاميركي يستذكر كيف كان ركوب طائرة خلال الاشهر التي تلت حوادث 11 أيلول يستلزم شجاعة كبيرة. فقبل هذا التاريخ كان المجرمون يخطفون الطائرات إمّا للوصول الى وجهة آمنة معيّنة مثل #كوبا أو من أجل الابتزاز والحصول على الاموال. وتابع الكاتب الحديث عن ذهنيّة ركّاب الطائرات التي تطوّرت مع السنوات. فحتى خلال الاحداث نفسها، استطاع ركّاب الطائرة الرابعة صدّ الارهابيّين ومنعهم عن قيادتها باتجاه هدفها النهائي لتسقط في #بنسلفانيا. وظهرت جليّة ايضاً ردّة فعل أخرى أبداها ركّاب إحدى الطائرات التي كانت متجهة من #هولندا الى #الولايات_المتحدة حيث أحبطوا محاولة نيجيريّ تفجير نفسه حين دخلت الطائرة الاجواء الأميركيّة يوم عيد الميلاد في 25 كانون الأوّل 2009.


ويشدّد الكاتب على أنّ الرحلات الجوّيّة أصبحت أكثر أماناً بفضل شجاعة الركّاب وزيادة الإجراءات الأمنيّة وتوسيع مشروع مارشال الجوّي لسلامة الطيران وتسليح قباطنة الطائرات بالاضافة الى تأمين أكثر من 50000 موظّف يراقبون المطارات والرحلات. لكنّ "الامان يأتي بسعر مرتفع وبدون أيّ ضمانة". وختم قائلاً:"لقد حاول الارهابيّون منعنا من الطيران، لكنّنا مع ذلك، نطير".


سلاح حُرمَ منه الارهابيّون


الكاتبة جاكلين كليماس في صحيفة "واشنطن أكزامينر" الاميركيّة تشير إلى أنّ اصطدام الطائرة الاولى ببرج التجارة العالمي ترك انطباعاً في لحظتها، حتى لدى خبراء الدفاع، بأنّ ما حصل هو مجرّد حادث مأسوي. لكنِ الآن، يبدو أيّ إطلاق نار أو حادث أو انفجار هو عمل إرهابي حتى اثبات العكس. وتنقل عن خبراء قولهم إنّ هذا التحوّل في ردّة الفعل يجعل استهداف الدولة الأميركيّة أكثر صعوبة. وتعرض الصحيفة لسرعة استجابة الاميركيّين الثلاثة في منع مسلّح على قطار #تاليس الفرنسي من قتل العشرات منذ أقلّ من شهر. وبسبب فقدان الاميركيّين للشعور الذي كان يلازمهم بأنّهم شعب لا يقهر، أصبح على الارهابيّين أن يبتكروا أساليب أخرى، لا الاتكال فقط على عنصر المفاجأة الذي لم يعد يجدي نفعاً مع الاميركيّين.


البروفسور في علم النفس في جامعة ماريلاند آري كروغلانسكي يقول للصحيفة عينها أنّ دخاناً متصاعداً من سيّارة في ساحة "تايمس سكوير" لفت نظر البائع الذي أجهض عمليّة إرهابيّة كانت في طريقها الى التنفيذ سنة 2010. الدخان نفسه ما كان ليعني أيّ دلالة قبل هجمات 11 أيلول. أمّا الخبيرة في سيكولوجيا الارهاب آن سبيكهارد فتؤكّد للصحيفة نفسها أيضاً أنّ الارهابيّين فقدوا مع الوقت القدرة على التسبّب بالقلق الحادّ للاميركيّين على اعتبار أنّ فكرة الارهاب أضحت، مثل حوادث السير، جزءاً طبيعيّاً من الحياة في البلاد.


استطاع الاميركيّون مواجهة التهديدات الارهابيّة بنجاح، على الأقلّ داخل حدودهم. وصحيح أنّ الارهابيّين فقدوا عنصر المفاجأة جوّاً، بعد أن كانوا فقدوها برّاً إلّا أنّ تحدّيات الارهاب ما زالت تطرق باب جميع دول العالم بما فيها الدولة الاميركيّة. وربّما يبقى السؤال الأصعب لا ينصبّ باتجاه الاستفسار عن قدرة #واشنطن على محاربة الارهاب داخل أراضيها، بل عن قدرتها على ضربه خارجيّاً والأهم على إزالة أسباب وجوده من الأساس ... فهل تنجح في ذلك؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم