الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قصة الأستاذ الذي حجز قبره... فتوفيَ!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قصة الأستاذ الذي حجز قبره... فتوفيَ!
قصة الأستاذ الذي حجز قبره... فتوفيَ!
A+ A-

"هذا القبر مريح، احجزوه لي"، تلك كانت كلماته قبل أيام من وفاته، ليدفنَ فيه بعد أن كان شبح الموت ينتظره في إحدى الورش التي يعمل فيها، فرمى به من على سطح المبنى ليودّع الحياة ويسكن جسده المكان الذي عبّر عن اعجابه بمساحته. هذا جزء بسيط من قصة استاذ المحاسبة في مهنية بخعون الضنية الرسمية احمد ديب.


يوم الثلاثاء الماضي وقع الحادث، بعد أن دفعت صعوبة الحياة أحمد ابن الـ 29 ربيعا الى مساعدة والده في اعمال الباطون، "اذ لا تكفي الساعات التي سُمح له فيها بالتعليم، لتأمين المردود الكافي لعيش حياة كريمة، لذلك اضطر كغيره من الأساتذة المتعاقدين مع الدولة للبحث عن عمل اضافي،علماً بأن احمد تشرّب المهنة من والده وزاولها بإتقان، بحسب ابن عمه محمد.



ضربة قاضية
"عند حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً من ذلك اليوم المشؤوم، وبينما كان احمد يعمل على سطح احد المباني المؤلف من ثلاث طبقات، هوت به الخشبة فوقع وتوفي على الفور لأن الضربة طالت رأسه من الخلف". يصمت محمد قليلا، ويتذكر مشهداً مرّ قبل ايام بينما كان بعض ابناء البلدة يحفرون قبورًا، وبعدما تم تجهيز أحدها نزل احمد وتمدد داخله، ثمّ تنهّد وقال لأصدقائه:"هذا القبر مريح احجزوه لي"، فكان فعلاً مثواه الأخير.



صاعقة من نوع آخر
لم يتسنَّ لابن بلدة بيت الفقس الحاصل على شهادة جامعية في ادارة اعمال والمحاسبة ان يحقق ما يحلم به "كان ينوي الارتباط قريبا وتكوين عائلة، وكان يجهز بيته لذلك، لكن للاسف القدر كان سريعًا بغدره، قضى على احلامه واحلام عائلته المكونة من خمس شقيقات وشقيقين احمد وبلال فسقط خبر وفاته كالصاعقة عليها فهي التي كانت تعول على ابنها البار الذي حافظ على علاقة طيبة معها، اذ كان شابًا حنونا وهادئًا الى ابعد الحدود".
كما صدم تلامذته بالخبر، كيف لا وقد عاملهم كأخوته يسمع لهم مشاكلهم ويسعى الى حلها، "هو الاستاذ الوحيد الذي احتفل التلاميذ بعيد مولده في المهنية، وعند وصول خبر وفاته امتلأت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بصوره اضافة الى فيديوهات للحظات قضوها معه، وتعليقات عن مدى حزنهم على استاذ من الصعب ان تتكرم الدنيا عليهم بمثله ثانيا"، ولفت إلى أن "الضيعه كلها بكت ولو كان لحجارها صوت لسمعناه وعند تشييعه حضر كل ابنائها ليودعوا الانسان الخلوق الذي لم يفتعل يوما اشكالا".



خسارة كبيرة
شخصيته قوية وكذلك علاقاته الاجتماعية، كان حريصاً على لقاء اصدقائه والسهر معهم، " كان يضيف إلى السهرة جوًّا راقيًا، فهو مثقف وهوايته الاساسية هي القراءة بالاضافة الى زيارة المناطق الجبلية".


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم