الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لافروف لا يبدّد الغموض و"الهستيريا الإعلامية" مستمرة \r\nالتعزيزات الروسية بين دعم الأسد وزيادة الضغط قبل الجمعية العمومية

لافروف لا يبدّد الغموض و"الهستيريا الإعلامية" مستمرة \r\nالتعزيزات الروسية بين دعم الأسد وزيادة الضغط قبل الجمعية العمومية
لافروف لا يبدّد الغموض و"الهستيريا الإعلامية" مستمرة \r\nالتعزيزات الروسية بين دعم الأسد وزيادة الضغط قبل الجمعية العمومية
A+ A-

سواء أكانت التعزيزات الروسية في سوريا لدعم قوات الرئيس السوري بشار الاسد أم محاولة لزيادة الضغط قبل دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة التي يفترض أن تشهد أروقتها محادثات مكثفة في شأن سوريا، لا يبدو أن موسكو ستكون في وضع مريح وهي تدعم طرفاً وقت تسعى الى فرض نفسها لاعباً أساسياً في العملية السياسية.


منذ نحو أسبوعين، تتوالى التقارير عن تعزيزات عسكرية روسية في سوريا. ومساء أمس، نسبت "رويترز" الى مصدرين لبنانيين قالت إنهما مطلعان على الوضع السياسي والعسكري في سوريا، أن قوات روسية بدأت تشارك في عمليات عسكرية هناك دعما للقوات الحكومية. وقال أحدهما:"لم يعد الروس مجرد مستشارين. قرروا الانضمام الى الحرب ضد الإرهاب".
وأشار مصدر لبناني آخر إلى أن أي دور قتالي روسي لا يزال محدوداً. وقال: "بدأوا بأعداد قليلة، لكن القوة الكبرى لم تشارك بعد. هناك أعداد من الروس يشاركون في سوريا لكنهم لم ينضموا بعد بقوة الى القتال ضد الإرهاب".
والى تأكيدهما مشاركة قوات روسية في القتال، أفادا أن الروس يبنون قاعدتين في سوريا، احداهما قرب الساحل والأخرى على عمق أكبر في البر لتكون قاعدة للعمليات.
وجاءت المعلومات اللبنانية عقب سلسلة تصريحات وتقارير في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية الغربية وبعد صور جوية وأرضية عن جنود روس ومعدات روسية في سوريا.
وأمس تواصلت فصول هذه "الهستيريا الاعلامية" كما وصفتها الباحثة في معهد موسكو للعلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الروسية ماريا دوبوفيموفا، إذ نسبت شبكة "فوكس نيوز" الاميركية للتلفزيون الى مسؤولين أميركيين أن الصور التي التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تكشف مزيداً من الرحلات لطائرات الشحن الروسية العسكرية "أن- 24" من طراز "كوندور" الى سوريا، وهي محملة جنود، بينهم 50 من رجال البحرية الروسية مع آليات مدرعة. وذهب أحد المسؤولين الى حد تشبيه حجمها بالغزو الروسي للقرم.
وفي التقارير الجديدة أيضاً صور جوية التقطت في الرابع من أيلول لمطار باسل الاسد في اللاذقية تظهر رحلات متواصلة لطائرات نقل عسكرية روسية الى المطار حيث يبدو أن الروس يبنون قاعدة عمليات.


قلق واشنطن
هذه التقارير عن التعزيزات العسكرية أقلقت واشنطن. ومع ان موسكو نفت أمس تعزيز وجودها العسكري في سوريا، فإنها أقرت للمرة الاولى بأن رحلاتها التي تعبر خصوصا المجال الجوي البلغاري تنقل ايضا تجهيزات عسكرية وليس فقط مساعدات انسانية كما كانت تقول حتى الآن.
وهكذا عوض أن يبدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قلق الغرب من تصاعد النشاطات العسكرية لبلاده، زاد الغموض في شأن نيات موسكو.
ففي مؤتمره الصحافي أمس، أوضح لافروف انه ناقش المخاوف الاميركية مع نظيره الاميركي جون كيري، الا أنه وصف المخاوف الاميركية بأنها "غريبة". ولفت الى أن "الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة يرتكب خطأ جسيما بعدما طلب التعاون من سوريا"، مكررا موقف الكرملين القائل بأن "الجيش السوري هو القوة الأكثر فاعلية لمواجهة التهديد الارهابي على الأرض".
وأوضح أن واشنطن ليست واثقة من نيات موسكو، خصوصاً أنه سبق للروس أن نفوا ارسال معدات وقوات الى شرق أوكرانيا. ولا يبدو أن ثمة توافقاً داخل أجهزة الاستخبارات الاميركية على ما اذا كان الروس يريدون الاكتفاء بدور انساني او انهم سيشاركون في المعارك، وضد من سيوجهون جهودهم: ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" وحدها ام ضد المجموعات المسلحة التي تقاتل نظام الاسد والجهاديين في وقت واحد؟


دعم الاسد أم انتقال سياسي؟
وفي ظل هذا الغموض، تتزايد التكهنات في شأن النيات الروسية.
وفي رأي المحلل في شؤون الدفاع بافل فلغنهاور أن "روسيا تزيد الضغط وتلعب لعبة ابتزاز"، فبعدما فقد اقتراحها لتشكيل تحالف ضد "الدولة الاسلامية" يشمل الاسد زخمه "تريد أن تدفع اقتراحات أخرى لأخذها بجدية أكبر... واثارة مخاوف من أن موسكو قد تستخدم قواتها هناك لاهداف أخرى".
وقال محلل الشؤون الجيوسياسية الاقليمية تيودور كرازيك، ومقره الخليج، إن دوافع موسكو متعددة الوجه. فبعد لقاء الرئيس فلاديمير بوتين ثلاثة زعماء عرب وعلى مسافة قصيرة من دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يخطط للكرملين ليكون القوة الرئيسية وراء الاحداث المرتقبة في دمشق. وأضاف أن روسيا تستعد لعملية انتقالية في سوريا "فالمعدات والجنود ليسوا لحماية العلويين فحسب، وإنما أيضاً لتطوير حملة مساعدات انسانية".
وأعرب مدير مجلة "انتربرتر" التي تترجم مقالات من الروسية الى الانكليزية ومحلل شؤون روسيا والشرق الاوسط جيمس ميلر عن ثقته بأن التقارير عن التعزيزات الروسية في سوريا ليست مضخمة. وقال لـ"النهار" عبر البريد الالكتروني إنه من المحتمل أن يرتفع الى الف عدد الجنود الروس في سوريا في الاسابيع المقبلة، لتعزيز المواقع الحساسة للاسد في اللاذقية، ولكن ربما أيضاً في دمشق. فبعدما ضعف سلاح الجو السوري في شمال البلاد "من شأن المقاتلات الروسية أن تعزز قدرات الاسد".
وفي تقديره أن هدف الجنود الروس هو مقاتلو المعارضة في ادلب واللاذقية، وهي من المناطق التي أخرجت منها "الدولة الاسلامية". باختصار، يعتقد أن الهدف الاساسي للمهمة الروسية ليست مكافحة الارهاب وإنما ابقاء الاسد في السلطة. فبعدما حاول بوتين تصوير موسكو على أنها "هيئة خيرية" تقف في مواجهة التدخل الغربي الذي يحاول اطاحة الغرب وزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط، "سيبدو ضعيفاً اذا سمح بسقوط الاسد وسيتبدد وهم القوة الروسية".
الى ذلك، قال إن بوتين قد يكون قرر أن مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية أقل كلفة بالنسبة اليه من تفكيك وحدة الدولة الاوكرانية "مع أنني لا أتوقع أن يتخلى عن مهمته في أوكرانيا"، لكنه سيوقفها فترة قصيرة للتركيز أكثر على سوريا، آملاً في اقناع العالم بحل روسي لسوريا ورفع العقوبات عن موسكو لغزوها القرم.
وفي التعزيزات الروسية "إحراج" لأميركا أيضاً. ولاحظ ميلر إن "الرئيس باراك أوباما لم يبذل جهداً كافياً لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية والشعب السوري، والآن تنشر روسيا جنوداً وتقصف المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن. تبدو واشنطن في موقع الضعيف وموسكو في موقع القوي. وفي النتيجة يمكن أن تضطر واشنطن الى دعم حل سياسي يبقي بشار في
السلطة".


[email protected]
Twitter: @monalisaf

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم