الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا البرد ولا المطر يقف في طريق المهاجرين

المصدر: "أ ف ب"
لا البرد ولا المطر يقف في طريق المهاجرين
لا البرد ولا المطر يقف في طريق المهاجرين
A+ A-

يقف المهاجرون تحت المطر يحمل بعضهم اطفالا رضع نزعت عنهم ملابسهم المبللة ولفوا باغطية، لكن هذا الوضع المأساوي لم يؤثر على تصميم هؤلاء اللاجئين القادمين من الضفة الشرقية للمتوسط قاصدين اوروبا الغربية.
ففي جيفجيليجا الواقعة جنوب مقدونيا على الحدود مع اليونان، استمر هطول المطر غزيرا اكثر من 12 ساعة منذ مساء الاربعاء وحتى صباح الخميس ولكن المهاجرين المبللين والمرتجفين من البرد واصلوا طريقهم.
وذكرت مصادر متطابقة ان نحو خمسين حافلة تنقل نحو 2500 مهاجر وثلاثة قطارات تقل نحو ثلاثة آلاف آخرين انطلقت ليل الاربعاء الخميس من جيفجيليجا باتجاه الحدود مع صربيا في شمال مقدونيا.
وصرح شرطي مقدوني طالبا عدم كشف هويته ان "الشرطيين اليونانيين رحلوا وتركوهم يمرون بدون احد ادنى من التنظيم"، ثم تمتم "يبدو ان هذه الأعداد لن تنتهي قريبا"، قبل أن يشير الى مجموعة من خمسين مهاجرا للصعود إلى حافلة.
وصباح الخميس، شاهد صحافيون من وكالة فرانس برس نحو عشر حافلات تقل حوالى 500 راكب تتحرك خلال مهلة عشرين دقيقة في حين كانت 15 حافلة اخرى تستعد لنقل مهاجرين آخرين الى الحدود. وتنطلق هذه الحافلات بوتيرة واحدة كل 15 دقيقة.
ويجري كل ذلك عند طرف جسر عرضه ستة امتار وطوله خمسين مترا. ومن هنا وعلى امتداد كيلومترين في طريق وحلي يصل الى الحدود اليونانية، يتجمع المهاجرون في مجموعات تضم كل منها نحو خمسين شخصا.
وفي منتصف الطريق اقامت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة مركز استقبال يؤمن حدا ادنى من العناية والغذاء والماء الى هؤلاء اليائسين.
وقال شاب في الثلاثين من العمر وهو يبتسم على الرغم من الامطار "انا عمر من الفلوجة" المدينة التي شهدت مواجهات عديدة منذ حرب الخليج. وهتف هذا المهندس العراقي وهو يصعد الى حافلة "بلجيكا" مشيرة بذلك الى وجهته في ختام رحلته التي استمرت اكثر من اسبوعين.
اما السوري محرم الذي غرق حذاؤه وبنطاله في الوحل حتى الركبتين، فكان يحمل طفلة تبلغ من العمر سنتين لفها ببطانية قدمتها له اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وتمسك زوجته رويدة التي بلل المطر غطاء رأسها، بيد الطفل الاكبر الذي يبلغ من العمر اربع سنوات.
وقال الرجل الثلاثيني الذي يؤكد انه كان من كوادر شركة التوزيع الفرنسية كارفور في دمشق "نريد الذهاب الى فرنسا".
ويشعر البعض بارتياح عندما يرون الحافلات الى درجة انهم يهتفون "حرية حرية" ويرفعون اشارة النصر. لكن الاجواء متوترة، وسرعان ما يندلع شجار هنا وهناك لكن رفاق الطريق يحلون الخلاف بسرعة.
وقال وليد (33 عاما) وهو سوري من دمشق "عبرت البحر من تركيا الى اليونان على متن زورق مطاطي محمل. اسير على الطرق منذ عشرة ايام" قبل ان يضيف انه لم يتناول اي طعام منذ يومين.
واضاف الرجل الذي درس المحاسبة بلغة انكليزية جيدة "لا يهم بلد الاستقبال. اريد فقط ان اتمكن من احضار ابنتي الاثنتين وزوجتي".
لكن ومثل كثيرين غيره من رفاق الطريق ليس لدى وليد اي فكرة عن وجهته. وسأل صحافي فرانس برس "ماذا بعد ذلك؟"، مؤكدا انه لم يفعل سوى "ركوب الموجة" الى اوروبا الغربية.
واضاف "سمعت ان هناك مشاكل في المجر. هل هذا صحيح؟"، قبل ان يبدأ بترجمة الاخبار الى العربية للآخرين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم