الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مآسي الغرق لا تثني اللاجئين السوريين عن حلم الوصول الى اوروبا

المصدر: "أ ف ب"
مآسي الغرق لا تثني اللاجئين السوريين عن حلم الوصول الى اوروبا
مآسي الغرق لا تثني اللاجئين السوريين عن حلم الوصول الى اوروبا
A+ A-

يؤكد علي المهاجر السوري في احد مقاهي بودروم في #تركيا حيث ينتظر فرصته للتوجه الى اليونان، ان تصميمه على الوصول الى اوروبا يبقى قويا اكثر من اي وقت مضى مع قرار اوروبا فتح حدودها بعد مأساة الطفل الكردي.
ورغم الحوادث المميتة التي شهدتها رحلات المهاجرين، يريد علي البالغ من العمر 31 عاما، عبور بحر ايجه متجها الى اليونان العضو في الاتحاد الاوروبي آملا بالوصول الى بريطانيا او المانيا، خصوصا وان برلين قررت استقبال المزيد من اللاجئين.
لكنه غير قادر على ايجاد المهرب الصحيح الذي يمكن ان يعهد اليه الاف الدولارات، وهو المبلغ المطلوب لنقله وعائلته لعبور بحر ايجه في مركب واه الى جزيرة كوس اليونانية.
وقال مهندس الاتصالات المتدرب من مدينة #الحسكة التي كانت مسرحا للقتال بين المقاتلين الاكراد وجهاديي تنظيم #الدولة_الاسلامية، "اقوم حاليا بالبحث عن المهرب الافضل، لكن جميعهم كاذبون".
واضاف "يعطون اسعارا مختلفة، ويقولون ان لا شيء مضمونا"، مشيرا الى ان المهربين كانوا يعرضون ستة آلاف دولار لنقله مع شقيقته ووالدته.
وبودروم، المعروفة بانها افضل المنتجعات التركية الراقية، تحولت في الصيف الحالي الى مركز للاجئين السوريين الهاربين من الحرب الدائرة في بلادهم والساعين الى الاستفادة من الظروف الهادئة والقيام بالرحلة القصيرة المحفوفة بالمخاطر الى جزيرة كوس.
ويتواجد المهاجرون في منطقة كتبت فيها لافتات المحال بالعربية والكردية.
ولا يبدو عليهم الانزعاج من المخاطر التي حصدت ارواح العشرات في الصيف الحالي، خصوصا بعد غرق الطفل ألان الكردي الذي اثارت صورة جثته ملقاة على شاطئ تركي موجة من الصدمة في اوروبا.
وفي الواقع، يدرك كثيرون ان تلك الصورة تسببت في تغيير كبير وسريع في المواقف المترددة للعديد من دول الاتحاد الاوروبي تجاه اللاجئين.
وحتى اصغر محلات البقالة تبيع سترات النجاة، وهي احدى المعدات التي لا غنى عنها خلال العبور، وفي كثير من الاحيان تكون بأسعار منخفضة مثيرة للريبة.
يقول علي "اريد الهروب ولا اريد العودة ابدا الى بلادي مرة اخرى".
واضاف "اعلم انه من الآن فصاعدا، سنحصل على مزيد من الاحترام في اوروبا لاننا على الاقل حصلنا على فرصة. لقد تأثرت بشدة حين عرض بعض الاشخاص في اوروبا استضافتنا في منازلهم".
وتابع "اعرف ان الرحلة ستكون خطيرة، لكنني لست خائفا من الموت".
عدد المهاجرين المتواجدين في شوارع بودروم الآن، هم اقل مما كانوا عليه قبل بضعة أسابيع، ويقول المهاجرون والسكان المحليون على حد سواء ان قوات الامن التركية امرتهم بالبقاء في الفنادق.
وبعض الذين لا يستطيعون دفع اجرة الفندق، ينامون في صناديق من الكرتون او على مقاعد الحدائق العامة في المدينة، ويتناولون بقايا الاطعمة من مخلفات المطاعم السياحية.
الدافع الآخر للمغادرة هو الوضع في تركيا نفسها، التي استضافت 1,8 مليون لاجئ سوري منذ بداية الحرب في العام 2011، لكنها تعاني الآن من ازمة داخلية دامية.
في بودروم، تتواجد علا، وهي طالبة سابقة في علم النفس، منذ اسبوعين مع شقيقتيها، بعدما وصلن الى تركيا قبل ستة اشهر.
الشقيقات الثلاث ينمن خارج مسجد، يتخذنه مكانا للاستحمام وشرب المياه.
تقول علا ان "صورة ألان محزنة حقا، ولكن اعتقد انها ستساعد على تحسين امورنا". واضافت "انا وشقيقتاي لا نجيد السباحة، لذلك انا خائفة قليلا. ولكن لا يهم اذا مت في سوريا، او في تركيا او في البحر".
وقالت ان البقاء في تركيا، حيث اشادت بحسن الضيافة تجاه اللاجئين، يعتبر مخاطرة كبيرة جدا وسط مؤشرات على نفاد صبر انقرة.
واوضحت "لا نعرف اذا كانوا سيغلقون الابواب خلال يومين، او اذا ما كانت تركيا ستعيدنا الى مخيمات (اللاجئين)".
واضافت ان في المقلب الآخر "تحاول الحكومات الاوروبية فعلا القيام بشيء من اجلنا، والناس يبدون مزيدا من التعاطف".
لكنها لفتت الى ان العائلة لا تملك سبعة آلاف يورو (7800 دولار) التي يطلبها المهربون لنقلها مع شقيقتيها واطفالهن الى اليونان.
وروت كيف ذهبت هي وشقيقاتها الاسبوع الماضي الى فيلا فاخرة في بودروم يقيم فيها مهربون سوريون. وقالت ان احد المهربين عرض عليهن نقلهن في مركب مجانا في مقابل ممارسة الجنس.
وفي ذلك الحين، قررن شراء مركب خاص بهن، وسترات نجاة، ليحاولن العبور لوحدهن.
وقالت "ربما سنقوم بالأمر الاسبوع الحالي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم