الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

سعدنايل تكسب جولة على "حزب الله"

المصدر: زحلة – "النهار"
دانييل خياط
سعدنايل تكسب جولة على "حزب الله"
سعدنايل تكسب جولة على "حزب الله"
A+ A-

كسبت "#سعدنايل" جولة على "#حزب_الله" في النزال القائم بينهما، منذ فترة، حول "#سرايا_المقاومة" في البلدة السنية، ذات الموقع الاستراتيجي على طريق شتورا- #بعلبك. ليّ ذراع الحزب عبر منع امام البلدة وابنها الشيخ بلال الشحيمي، الذي يحتسبونه في البلدة على "حزب الله"، من دخول "مسجد علي بن ابي طالب" مساء الثلثاء، استكمل بحركة ناجزة في اليوم التالي تمثلت بـ "اعفاء الشيخ بلال الشحيمي، بناء على طلبه، من منصب الامامة والخطابة في مسجد بلدته" تلك هي الصياغة التي يريد مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس اعتمادها. في وقت احتفلت صفحات "سعدنايل" بموقع "فايسبوك"، "بتنحية" الشيخ بلال الشحيمي، استجابة لضغط الاهالي الذين يجهزّون لصلاة جمعة حاشدة بامامة المفتي الميس في "المسجد المحرر".
في وجه "حزب الله"، تخطت "سعدنايل" كل صراعاتها وانقساماتها، وحتى الاعتبارات العائلية التي ثبتت الشيخ الشحيمي في موقعه لغاية الآن رغم مخالفته للمزاج العام في البلدة.
هذه المرة وقعت المنازلة في الشارع، استخدم فيها مصير 5 من شبان البلدة منضويين في "سرايا المقاومة"، جرى تناقل اخبار عن مقتلهم في معارك "الزبداني"، شمّاعة لرفع التحدي، والتصويب مباشرة على الشيخ بلال الشحيمي، الذي تتدرج اتهامات اهل بلدته له، من انه "رجل حزب الله" في سعدنايل، "يجنّد" شباناً من البلدة لصالح "سرايا المقاومة"، وفي افضل الاحوال بانه يغطي من يجندون الشبان، وبانه "يرطن" بلغة الحزب و 8 آذار، ولا يتحدث بلسان حال البلدة خطيباً في مسجدها.
"شمّاعة" لا تعني بأن مصير الشبان الخمسة تامر الشحيمي، خضر معدراني، عبدالله الميس، محمد مرسل ومحمد هيثم، ليس عزيزا على ذويهم وبلدتهم، لكن الاشدّ مضاضة "عار" ان يقص، وهم يقاتلون في سوريا الى جانب "حزب الله" والنظام السوري، شبان من البلدة التي كانت اول من فتحت ابوابها للاجئين السوريين ورفعت ذات يوم، على الطريق العام، مقابل "مسجد الامام علي بن ابي طالب"، علم "الثورة السورية". عار يدفع ببعض من اهاليهم الى اعلان التبرؤ منهم في حال صح خبر مقتلهم، في وقت هم يعلمون بان ابناءهم منتسبون لسرايا المقاومة.
في الواقع فإن تامر الشحيمي سبق وان صنع عناوين الاخبار، يوم "زفّ" اخوه توبته وانسحابه من "سرايا المقاومة" في ايار الفائت، في خطوة عدتّ انتصاراً على "حزب الله" الذي عاد وربح جولة مع اختفاء تامر ورفاقه منذ ما يزيد على 10 ايام وتعذر التواصل معهم.
في المقابل يقول الشيخ الشحيمي، في حديث هاتفي معه لـ "النهار"، بأن ابتعاده عن المسجد "موقت الى ان تهدأ النفوس ومن ثم يتم حلّ الامور". ويقول: "انا ابن البلدة ولست غريبا، بات لي 24 سنة في هذا الجامع، قبل ان يولد ثلاثة ارباع هؤلاء الشبان، لكنهم شبان مغرر بهم مدفوعون، قد يكون ما يحصل هنا وهناك على المستوى السياسي في العالم يحقنهم، لكن مشكلتهم ليست عندي وحلها ليس في جامع سعدنايل ولا مع الشيخ بلال الشحيمي. في بلدتنا صراع قوي بلدي، صراع خلفيات ثقافية قديمة، صراع انتماءات، نحن ندفع بعض اثمانها في تصفية حسابات في معظمها بلدية، وهناك ايضا افكار دخيلة على بلدنا، والمشايخ كانوا يتحدثون عن معاناتهم من فكر تكفيري يهاجمهم بخاصة في "فايسبوك".
الشيخ الشحيمي يعطي لنفسه دوراً يؤديه في بلدته مخالفا لما يتهم به، ويقول: "في هذا البلد اعتمدوا في السياسة عنوان (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش "من لم يكن معنا فهو ضدنا". نحن لا نريد ان نكون مع طرف ضد طرف، نريد ان نكون مع بلدتنا. شاهدنا سوانا كيف ادخلوه بقضايا ثم تخلوا عنه. نحن كل قصدنا تحييد بلدتنا عن الصراعات، لان بلدتنا حساسة بسبب الطريق واهميته. يكفي اهلنا مآسي، وتدفيعهم اثماناً غيرهم سيقبض ثمنها، في وقت نحن محرومون، شبكة مياه شفة ليس لدينا في سعدنايل".
الشيخ بلال الذي يذكّر بانه تربى في بيت مقاوم منذ السبعينات، قبل ان تكون هناك مقاومة، واستشهد له شقيقان على "حدود فلسطين" يقول عن توجهه السياسي "نحن مع مقاومة العدو الاسرائيلي واعداد العدة لمقاتلته". لافتا الى انه اذا كانت "المقاومة قد ذهبت باتجاه آخر، نحن لا علاقة لنا بهذا الاتجاه، هذه خياراتهم. نحن خيارنا هو القضية المركزية، قضية العرب والمسلمين قضية فلسطين. ومن هذه الخلفية الفكرية والثقافية، لا نريدها ان تنسى في ظل هذه الازمة التي تمر بها الامة وهذا التشتت والتشرذم".
وتابع: "هناك بعض الشباب، متحمس لهذه الخلفية، لا يريد ان يدخل في هذا الصراع العالمي الكبير، العربي الاسلامي المذهبي الطائفي، يحاول ان ينأى بنفسه، ويقول انا اريد ان ابقي فلسطين وجهة لي، واذا ما توافر من يدربني حتى اكون على استعداد، لانني لا اعرف متى يأتي عدوي لعندي، لكن لن ادير بندقيتي لا باتجاه لبناني ولا فلسطيني ولا سوري، وهذا مجرد استعداد حتى مقدرة لا توجد، هذا ما فهمناه من الشباب وما نسمعه منهم. هم لن يكونوا اداة في الصراع الداخلي نهائيا، وقطعا ليس في سوريا". ويوضح: "نحن اصلاً نرفض ذلك، واذا كنا نعرف احدا منهم، بحكم صلات القربى ننهاه عن ذلك. لان معركة سوريا لا نريدها، ولا ندخل فيها. نحن ندعو الى حل سلمي وسياسي يوقف سفك الدم والتدمير لانه يكفي شعوبنا مظالم ومآسي". ووفق المعلومات المتوافرة لديه فإن هؤلاء الشباب "بخير".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم