الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الطبعة الثالثة للحوار: حصار الداخل والخارج تعبئة واسعة للاعتصامات في وسط بيروت

الطبعة الثالثة للحوار: حصار الداخل والخارج تعبئة واسعة للاعتصامات في وسط بيروت
الطبعة الثالثة للحوار: حصار الداخل والخارج تعبئة واسعة للاعتصامات في وسط بيروت
A+ A-

تسابقت الاستعدادات المتقابلة للاربعاء المحموم الذي يبدو ان ساحات بيروت ستكون فيه على موعد مع مشهد شديد الحماوة شعبياً وسياسياً في ظل "التعبئة" الواسعة لهيئات المجتمع المدني وحركة التنسيق النقابية للاعتصام والتجمع اللذين سيواكبان جولة الحوار في مجلس النواب ويعقبانها. ولعل اللافت في هذا السياق ان التحشيد الواسع لحركة الاعتصامات غداً يأتي في حين ترتسم علامات الشكوك الكبيرة حول مصير هذه الطبعة الثالثة للحوار الذي تعاقبت جولاته منذ تسع سنين من غير ان تفضي مرة الى نتائج حاسمة في أي من الظروف والدوافع التي كانت تملي عقدها. ذلك ان حوار ساحة النجمة غداً سيشكل استعادة لتجربتين مماثلتين كانت اولاهما في مجلس النواب عام 2006 وثانيتهما في القصر الجمهوري في بعبدا خلال عهد الرئيس ميشال سليمان ولا شيء يضمن سلفا ان تكون نتائج التجربة الثالثة افضل من سابقتيها ولو اختلفت الظروف وتمحورت هذه الجولة الجديدة على الازمة الأم المتصلة بالفراغ الرئاسي.
وعلى رغم الدعم السياسي الواسع للتجربة الجديدة التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري والتي حظيت أيضاً بتشجيع ديبلوماسي عربي وغربي، تواجه المحاولة الناشئة محاذير معروفة أبرزها تناقض "الاجندات " السياسية للمدعوين الى الحوار وخصوصاً حيال ازمة الفراغ الرئاسي والعناوين الاخرى ومنها قانون الانتخاب الامر الذي يثير غبارا كثيفا حول السيناريوات المطروحة لمسار الحوار وامكانات استكماله وبلوغه خواتيم توافقية ايجابية.
وفي انعكاس لمناخ اهتزاز الثقة بين الاطراف المتحاورين، تساءلت أمس مصادر وزارية في قوى 14 آذار عبر "النهار" عما إذا كان الهدف من وضع بند رئاسة الجمهورية في طليعة بنود الحوار النيابي الذي سيطلقه الرئيس بري غداً هو جلب كل الاطراف المعنيين الى الطاولة ومن ثم الانتقال الى بند آخر حالما تظهر تعقيدات في البند الاول. وأوضحت أن هذا التساؤل مرده الى التصريحات الاخيرة التي أطلقها راعي الحوار الرئيس بري وخصوصاً اقتراحه الانتقال الى بند قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه بما يلاقي مطلب العماد ميشال عون بدعم من حليفه "حزب الله". ولفتت الى أن التخوّف الأكبر ليس من مقاطعة الحوار بل من اقتصاره على جلسة واحدة مما أوحى أن الرئيس بري يفتش عن مخرج لتأجيل الحوار، مشيرة الى أن بري قال إن مقاطعة طرف واحد الدعوة الى الحوار تكفي لتأجيله.


السفير الاميركي
وفي سياق متصل، قام السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل بزيارة للرئيس بري في عين التينة. ورشحت معلومات مفادها أن زيارة هيل لرئيس المجلس هدفها الاعلان عن دعم الحوار النيابي الذي سينطلق غداً وعن دعم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال المجلس الحالي. وأوضحت ان السفير هيل أكد أن بلاده مهتمة باستقرار المؤسسات في لبنان، فكما سبق لها ان دعمت الجهود للحفاظ على الحكومة الحالية، فهي تدعم أيضا استقرار مؤسسة مجلس النواب.
اما في ملف ازمة النفايات، فعلمت "النهار" أن آخر المعطيات المتصلة بالخطة التي أعدها وزير الزراعة أكرم شهيب تفيد أن الخطة تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء ومطامر، لكن "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والطاشناق تربط موافقتها على تفعيل عمل مجلس الوزراء والموافقة على الخطة بإقرار مشروع ترقية عدد من العمداء الى رتبة لواء بمن فيهم العميد شامل روكز. وفي هذا الاطار ينشط وزير الصحة وائل ابو فاعور على خط إيجاد تفاهم يعيد إطلاق عجلة العمل الحكومي وعمل مجلس النواب، خصوصاً أن الامل ضعيف في التوصل الى نتائج من الحوار النيابي غداً.


زيارة هولاند
وسط هذه الاجواء، فوجىء المسؤولون بما أعلنه أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن قراره زيارة لبنان اذ لم يتبلغوا ذلك بالقنوات الديبلوماسية.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" ان زيارة هولاند لبيروت التي ستكون الثانية له بعد أولى في 2015/11/4 تكتسب أهمية خاصة لانها "تترجم مدى الدعم للبنان وخصوصاً في هذا الظرف ولما يعانيه من ازمة اللاجئين السوريين الناجمة عن الازمة السورية منذ أربع سنوات".
واشار الى ان موعد الزيارة سيحدد في شكل نهائي بعد مشاركة هولاند في افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة وقد تحدد اوائل تشرين الاول من طريق الاتصالات الديبلوماسية بين باريس وبيروت من اجل تحديد اجندة المحادثات وفي مقدمها ملف الفراغ الرئاسي الذي تضطلع باريس بدور محوري في السعي الى وضع نهاية له.
اما الموضوع الثاني فسيتمحور على كيفية توفير الدعم الملح للحكومة للتعامل مع ازمة اللاجئين السوريين ضمن مساعدات الاتحاد الاوروبي وعبر المنظمات الدولية الممولة للاجئين، علما ان هولاند قرّر زيارة مخيم في البقاع.
واكد المصدر ان فرنسا تعول على اجتماع " مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" المحدد في 30 ايلول الجاري في نيويورك والذي سيحضره رئيس الوزراء تمام سلام وبذلت الديبلوماسية الفرنسية جهوداً كثيفة لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية. وأوضح ان مواضيع مهمة ستطرح خلال الاجتماع لدعم الاستقرار السياسي والامني وايجاد الطريقة الملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت والاتصال بالدول المانحة لتسديد المبالغ المحددة لموازنة اللاجئين السوريين.


الاستعدادات للاعتصام
اما على محور الاستعدادات الجارية للاعتصام والتجمع الحاشد غداً خلال انعقاد جولة الحوار وبعدها، فتكثفت الدعوات من الهيئات المدنية والشبابية المنخرطة في التحركات الاحتجاجية، فيما بدا لافتاً ان حملة "بدنا نحاسب" التي دعت بدورها الى المشاركة الكثيفة في التحرك الجامع غداً استبقت هذا التحرك بالدعوة الى "وقفة احتجاجية" امام مؤسسة كهرباء لبنان السادسة مساء اليوم في توسيع لنطاق التحركات التي انطلقت أصلاً من أزمة النفايات الى ازمة الكهرباء . كما ان هيئة التنسيق النقابية دعت عقب اجتماعها مساء أمس "الشعب اللبناني بكل اطيافه الى النزول الى الشارع" غداً "للتعبير عن غضبه العارم من استهتار الطبقة الحاكمة ومطالبة المتحاورين بانتظام عمل المؤسسات الدستورية وايجاد الحلول لقضايا المواطنين الحياتية والمعيشية وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب". وشددت على "سلمية التحرك وعدم التعرض للمؤسسات العامة الرسمية والاملاك الخاصة"، مؤكدة مشاركتها في الاعتصام الذي سيقام الساعة الاولى بعد الظهر في ساحة الشهداء والحشد الشعبي في الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه على ان ينتهي الساعة السابعة والنصف مساء.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم