الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فشل الديبلوماسية يكشف الانقسامات الدائمة في شأن الأسد

المصدر: (رويترز)
فشل الديبلوماسية يكشف الانقسامات الدائمة في شأن الأسد
فشل الديبلوماسية يكشف الانقسامات الدائمة في شأن الأسد
A+ A-

في الوقت الذي هيمنت فيها أخبار السوريين الفارين من بلادهم على نشرات الأخبار خلال فصل الصيف الحالي لم تحقق مساعٍ ديبلوماسية أخرى تهدف لانهاء الصراع المستمر منذ أربعة أعوام نجاحا.


وعزز الفشل الكبير غير الملحوظ وجهة نظر خبراء في الشأن السوري يعتقدون بأنه لا حل يلوح في الأفق مع وجود واحدة من أكبر العقبات التي لا يمكن على ما يبدو تجاوزها وتتعلق بمستقبل الرئيس السوري بشار #الأسد.


ونتيجة لذلك يبدو أن سوريا تتجه بشكل أكبر صوب الانقسام إلى مجموعة من الأراضي بينها دمشق مركز الحكومة حيث يبدو الأسد واثقا من البقاء بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين.


رغم أن بعض المسؤولين الغربيين يقولون إن حلفاء الأسد يدركون الآن إنه لا يمكن الانتصار أو تحقيق الاستقرار في سوريا إلا أن موسكو تعتزم دعمه بشكل أقوى من أي وقت مضى.


وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الآونة الأخيرة موقف روسيا بأن الأسد رئيس شرعي وانتقد الموقف الأميركي قائلا إنه "غير مثمر"، وشبه موقف الغرب تجاه سوريا بفشله في العراق وليبيا.


وروسيا مستمرة في الوقت ذاته في دعم الأسد بالأسلحة.


وقال مسؤول عسكري سوري لرويترز إنه كان هناك في الآونة الأخيرة "نقلة كبيرة" في الدعم العسكري الروسي بما في ذلك أسلحة جديدة وتدريب.
وأضاف المسؤول السوري "علاقتنا تتطور دائما ولكن في هذه الأيام حدثت نقلة نوعية. نصفها بالعربية نقلة نوعية وهو ما يعني كبيرة".


ويصعب التحقق من هذه التأكيدات ولكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبدى قلقه إزاء تقارير بزيادة التدخل الروسي في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي أمس السبت. ونقلت صحيفة "النيويورك تايمس" عن محللين مخابراتيين أميركيين قولهم إن روسيا أرسلت فريقا عسكريا متقدما إلى سوريا.
وقال ديبلوماسي يتابع الصراع إن ما يعكس المأزق في شأن وضع الأسد أن بعض الأفكار التي تطرح على المائدة من أجل احراز تقدم في العملية السياسية تتجنب مسألة مستقبل الأسد.


إلا أن هذه ما زالت أكبر عقبة أمام احراز تقدم ديبلوماسي فيما يتعلق بالحرب التي تتجلى تداعياتها بشكل لم يسبق له مثيل في أوروبا التي تواجه أزمة هجرة أججها المهاجرون السوريون.


وتمثل أيضا تعقيدا كبيرا لجهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استغل الصراع الذي أسفر عن مقتل ربع مليون شخص في سوريا وشرد 11 مليون آخرين.


ورغم حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلا أن التنظيم الجهادي ما زال يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا ويعتزم مواصلة التقدم تجاه مدن كبيرة واقعة تحت سيطرة الأسد في الغرب كما أنه له وجود بالفعل في أحياء جنوبية بدمشق.
وقال أندرو تابلر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن "لا أرى تغييرا كبيرا من الإيرانيين والروس. هناك أقاويل بأنهم ملوا ولكن موقفهم ثابت. "يعتقدون أن الرحيل الفوري للأسد سيؤدي إلى انهيار النظام. وترى واشنطن أيضا أن أي انهيار سريع للنظام سيكون بمثابة هدية لتنظيم الدولة الإسلامية. هم في مأزق: إذا رحل الأسد على الفور فسيساعد ذلك تنظيم الدولة الإسلامية ولكن إذا لم يرحل على الإطلاق فلن يكون هناك أمل في جمع شتات سوريا ثانية".


وتابع "الفورة الديبلوماسية في الآونة الأخيرة تأتي لأن الجميع يشعر بالقلق وهم محقون في ذلك. لكن النتائج سيئة بشكل ملحوظ. يبدو أنهم يدعمون المواقف السياسية السابقة في المنطقة عندما يتعلق الأمر بسوريا".


وجاءت الفورة الديبلوماسية في الآونة الأخيرة بعد توصل إيران والقوى العالمية لاتفاق نووي وتضمنت عقد اجتماعات على مستوى عال بين الدول المعنية بالصراع وروسيا في المقدمة.


* دعم غير محدود
راهن الأسد على أن يعتبره الغرب شريكا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن على الرغم من أن الأولوية الآن في السياسة الأميركية تجاه سوريا هي محاربة تنظيم #الدولة_الإسلامية وليس الإطاحة بالأسد إلا أن واشنطن ملتزمة بموقفها بأن الأسد جزء من المشكلة قائلة إن وحشيته أججت التطرف.
ولم يبد الأسد (49 عاما) الذي تولى السلطة قبل 15 عاما بعد وفاة والده حافظ الأسد رغبة في التفاوض رغم خسارته المزيد من الأراضي لمقاتلي المعارضة هذا العام واعترافه بأن الجيش السوري يعاني نقصا في الأفراد.


وسمح الدعم العسكري من حلفاء في طهران وموسكو للأسد باستيعاب تقدم المسلحين الذين رغم أنهم مزودون بمعدات أفضل من ذي قبل إلا أنهم ما زالوا عاجزين أمام الضربات الجوية للحكومة السورية.


وقال بشار الزعبي قائد إحدى جماعات المعارضة التي تقاتل الأسد في جنوب سوريا لـ"رويترز" عبر تطبيق "واتسآب" من #سوريا إنه حتى الآن ليس هناك حل سياسي حقيقي بسبب الدعم غير المحدود من روسيا و #إيران.


وقلل الأسد الذي يصف كل الجماعات التي تقاتله بالإرهابية من إمكان احراز تقدم سياسي وشيك. وفي مقابلة في الآونة الأخيرة قال إن الحرب ستقترب من نهايتها فقط عندما تتوقف الدول التي تتآمر على سوريا عن القيام بذلك.


والزيارات بشكل ثابت التي يقوم بها مسؤولون إيرانيون لدمشق تسلط الضوء على دعم طهران لحليف يؤمن مصالحها في بلاد الشام بالتحالف مع #حزب_الله الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا.


ومنذ إبرام #الاتفاق_النووي تقول إيران إنها تحاول اطلاق مساع جديدة لحل الصراع السوري. ولكن ليست هناك مؤشرات على أن طهران تغير موقفها تجاه الأسد.


* لا بديل؟
وينبع دعم موسكو وطهران للأسد من حقيقة أنهما لا يريان بديلا عنه لمن يمكن أن يكون ضامنا لمصالحهما.
ورغم أن الأسد يسيطر على خمس أو أقل من الأراضي السورية إلا أنهما ما زالا يعتبراناه حجر زاوية لما تبقى من الدولة بما في ذلك الجيش وقوات الأمن التي يعتقد كثير من الخبراء في الشأن السوري انهما سيتفككان بمجرد رحيله.


وتضغط #سوريا من أجل ضم الحكومة السورية للجهود الدولية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال مصدر ديبلوماسي روسي كبير: "ما يقترحه شركاؤنا من تغيير النظام في دمشق أمر غير مشروع. يقولون فقط إنه يجب أن رحل الأسد - وماذا بعد ذلك. لا أعتقد أن لديهم أي فكرة".


وتابع: "لم يكن هناك إرهابيون في العراق ونفس الأمر في ليبيا. والآن الدولة الليبية تنهار والإرهابيون يتحركون هناك".


وقدم المبعوث الأميركي الخاص لسوريا مايكل راتني وجهة نظر مغايرة بعد زيارته لموسكو في 28 آب.


وقال بيان أميركي: "نحن ندرك أن استمرار الأسد يؤجج التطرف ويوزيد التوترات في المنطقة. ومن ثم فان الانتقال السياسي ليس ضروريا للشعب السوري فقط وانما أيضا جزء مهم من القتال للتغلب على المتطرفين".


ورغم اصرارهم على ضرورة رحيل الأسد إلا أن المسؤولين الأميركيين لا يحددون متى أو كيف. ويترك ذلك الباب مفتوحا أمام إمكان بدء فترة انتقالية يستمر الأسد في السلطة خلالها وهي نقطة يستحيل تقريبا أن يقبلها مقاتلو المعارضة. وعلى أي حال رفضت روسيا فكرة أي تفاوض مسبق عن رحيل الأسد.


وفي أقرب تعليقات خلال أسابيع توضح ما يمكن أن تعتبره موسكو مقبولا لاحراز تقدم في ما يتعلق بالتعامل مع الأسد، قالت #روسيا الجمعة إن الرئيس السوري مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة يقتسم من خلالها السلطة مع معارضة معتدلة.


ودعا ستافان دي ميستورا وسط الأمم المتحدة لدى سوريا الأطراف المتحاربة إلى المشاركة في مجموعات عمل بقيادة الأمم المتحدة للتعامل مع الأمور بما في ذلك القضايا السياسية والدستورية وقضايا الجيش والأمن.


ومن بين التعقيدات الكبيرة التي يواجهها التعامل مع عدد كبير من جماعات المعارضة. وعلى الرغم من أن البعض ينظم نفسه بشكل أفضل على الجبهة السياسية إلا أن التفكك في صفوف المعارضة ما زال يعد تحديا كبيرا على المسار الديبلوماسي.


وقال ديبلوماسي غربي يتابع الصراع إن خطة دي ميستورا ستكون "بطيئة للغاية. في الوقت الحالي لا أحد يتحدث عن رحيله (الأسد) أو بقائه... السوريون يحبون ذلك... دمشق هادئة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم