الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مأساة الطفل ايلان تهز الضمير الاوروبي\r\nتضامن شعبي ومحاولة للحد من التباينات

مأساة الطفل ايلان تهز الضمير الاوروبي\r\nتضامن شعبي ومحاولة للحد من التباينات
مأساة الطفل ايلان تهز الضمير الاوروبي\r\nتضامن شعبي ومحاولة للحد من التباينات
A+ A-

دفن الطفل السوري ايلان شنو الذي قضى غرقا خلال محاولته الفرار من الحرب، مع عائلته في مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية، لكن صورته ممددا على شاطئ تركي التي تعتبر اقسى تعبير عن ازمة المهاجرين لم تضع حدا للتباينات بين الاوروبيين بعدما اثارت المأساة موجة تضامن هائلة مع المهاجرين لم تشهد اوروبا مثلها من قبل.


وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي في اتصال هاتفي "شيع الطفل ألان شنو وشقيقه ووالدته اليوم في كوباني حيث دفن في حضور والده عبدالله وبمشاركة مئات الاشخاص. خيم حزن شديد، وكان الجميع يبكون". واضاف "كوباني اعتبرتهم شهداء، ودفنوا في مقابر الشهداء".
ونزحت عائلة عبدالله شنو مرات عدة داخل سوريا والى تركيا هربا من اعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة الى اوروبا.
واثارت صورة جثة الطفل ألان البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم.
ومن لشبونة قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة "حيال حجم الازمة ومعاناة الناس، اعلن اليوم اننا سنبذل جهدا اكبر عبر استقبال الاف اللاجئين السوريين الاضافيين"، علما بان بلاده لم تمنح اللجوء منذ اذار 2014 سوى ل219 سوريا.
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لدى وصوله الجمعة الى لوكسمبور لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ان "التحدي الذي يواجهه الاتحاد الاوروبي في قضية الهجرة وهؤلاء اللاجئين الذين يزداد عددهم كل يوم هو اكثر اهمية" من الازمة اليونانية.
والجمعة، ازداد الوضع توترا في المجر حيث فر 300 مهاجر من مخيم قرب الحدود الصربية، ما دفع بودابست الى اغلاق احد المراكز الحدودية البرية موقتا وجزئيا.
الى ذلك، قرر مئات المهاجرين الاخرين ان يغادروا سيرا محطة القطارات في بودابست "الى النمسا" التي تبعد 175 كلم.
ويتعرض الاوروبيون لمزيد من الضغوط لاظهار تضامن وتعاطف. واعتبر شتاينماير انه "لا يحق لاوروبا ان تنقسم في مواجهة تحد مماثل. ان تبادل الاتهامات لن يساعد في التحكم في المشكلة".
وراى رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان التباينات داخل الاتحاد "بين الشرق والغرب" تكشف قارة ممزقة بين تبني التشدد لمواجهة التدفق الكبير للاجئين على حدودها الخارجية والدعوات الى التضامن.
وقال المسؤول الثاني في المفوضية الاوروبية فرانز تيمرمانز خلال زيارته جزيرة كوس اليونانية "نعيش لحظة حقيقة في التاريخ الاوروبي. نستطيع ان ننجح معا وموحدين، او نفشل كل على طريقته داخل بلاده او في جزره".
وفي مواجهة هذه الازمة غير المسبوقة، ستطرح المفوضية الاوروبية على الدول ال28 الاعضاء تقاسم عبء 120 الف لاجئ وصلوا اخيرا الى اليونان والمجر وايطاليا.
لكن الامم المتحدة سارعت الى اعتبار هذا الجهد غير كاف. وطلب المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس من الاوروبيين تقاسم استقبال 200 الف شخص على الاقل، مشددا ان على جميع اعضاء الاتحاد الاوروبي ان يردوا على هذه "الازمة الهائلة".
كذلك، اعتبرت المانيا التي ستتلقى عددا قياسيا من طلبات اللجوء هذا العام يناهز 800 الف وفرنسا انه ينبغي توزيع اللاجئين داخل الاتحاد في شكل افضل. وفي هذا السياق، تحدثت المستشارة انغيلا ميركل عن نظام "حصص ملزمة".
لكن هذا الموضوع غير وارد في العديد من دول شرق اوروبا التي توحدت لعرقلة اقتراح للمفوضية الاوروبية يقضي بالمسارعة الى تقاسم دفعة اولى من اربعين الف لاجئ. وفي نهاية المطاف، تم التوصل الى توافق بالحد الادنى على استقبال 32 الف لاجئ وصلوا الى اليونان وايطاليا في الربيع الفائت، على رغم انه لم ينفذ بعد.
من جهتها، تعقد الدول الاربع الاكثر ترددا، اي المجر وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا وبولونيا اجتماعا الجمعة في براغ لبلورة ردها.
وفضلا عن ذلك، يبحث رئيس المفوضية امكان طلب تعويضات مالية لفترة غير محددة و"لاسباب موضوعية" من البلدان التي ترفض استقبال لاجئين على اراضيها، بحسب مصدر اوروبي.
وسيدعو وزراء الخارجية الفرنسي والايطالي والالماني في لوكسمبور الى اعادة النظر في حق اللجوء الذي تجاوزه الزمن في رايهم، الى تقاسم عادل للمهاجرين داخل الاتحاد.
وقالت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني لدى وصولها الى لوكسمبور "سنركز عملنا خصوصا على دول المصدر والعبور".
ويدرك الاوروبيون انه ينبغي التصدي لجذور هذه الازمة، اي النزاع الدامي في سوريا، وهم ياملون بتأليف حكومة وحدة وطنية في ليبيا قريبا تساعد في وقف الفوضى السياسية والامنية التي تدفع السوريين الى المغادرة.
وتظهر ارقام مفوضية اللاجئين في الامم المتحدة ان اكثر من 300 الف شخص عبروا المتوسط منذ بداية هذا العام قضى منهم اكثر من 2600.
صورة الطفل
واثارت صورة جثة الطفل ألان البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم.
وفي هولندا حيث لم يبد الناس حتى الان الكثير من الاكتراث حيال ازمة المهاجرين، شكلت الصورة "محركا هائلا" لتقديم الهبات، على ما افاد موظف في مجلس اللاجئين.
ووصل التضامن الى الاوساط الرياضية حيث انشأت اللجنة الاولمبية صندوقا طارئا بقيمة مليوني اورو لتمويل برامج مساعدة للاجئين فيما اعلن نادي بايرن لكرة القدم في ميونيخ الخميس منح مليون اورو من خلال مباراة ودية تنظم خصيصا لمساعدة اللاجئين.
وسيدخل لاعبو الفريق لدى ملعب اليانز ارينا وهم يمسكون طفلا المانيا بيد ولاجئا شابا باليد الاخرى خلال مباراة البطولة المقبلة في 12 ايلول.
وتلقت المنظمة غير الحكومية المالطية "مايغرانتس اوفشور ايد ستيشن" (مركز مساعدة المهاجرين) منذ نشر الصورة تدفقا قياسيا من الاموال بلغ 600 الف اورو.
وفي سويسرا تلقت المنظمة غير الحكومية "لا شين دو بونور" (سلسلة السعادة) 600 الف فرنك سويسري (550 الف يورو) بين الاثنين والاربعاء وتلقت منذ الخميس 1,2 مليون فرنك سويسري (1,1 مليون يورو).
واضطرت الهيئة الهولندية لطالبي اللجوء الى توظيف ستة اشخاص اضافيين الخميس للرد على الاتصالات الهاتفية بعدما واجهت "سيلا" من الاتصالات من مانحين ومتطوعين.
وفي اسوج اقنع يوناس الغكويست رئيس شركة "بي 3 آي تي" المعلوماتية زملاءه بتخصيص الموازنة التي رصدتها الشركة لقضاء عطلة نهاية اسبوع في روما وقدرها 400 الف كورون (42500 يورو) لمساعدة اللاجئين.
وذكرت منظمة "راديويالبن" السويدية التي تجمع طوال العام اموالا لمشاريع انسانية على موقعها الالكتروني انها تلقت اكثر من ستة ملايين كورون (حوالى 630 الف يورو) من الهبات خلال ايام قليلة.
واكد مالين لاجيه الناطق باسم منظمة اطباء بلا حدود ان صورة الطفل ألان "سرعت حقا الالتزام" الشعبي مضيفا "سجلنا الخميس عددا من طلبات الانتساب كمانحين منتظمين يفوق بعشرة اضعاف ما نسجله في يوم عادي".
كذلك افادت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عن "زيادة هائلة" في الهبات، على ما اكدت الناطقة باسمها ميليسا فليمينغ مشيرة الى "مئات الاف الدولارات".
لكنها لفتت الى ان المفوضية العليا وشركاءها "لايزالون يعانون سوء تمويل فعليا" مؤكدة "لم نتلق سوى 35 في المئة من التمويل الضروري للاجئين الذين هم بحاجة الى مساعدات اساسية في الدول المحاذية لسوريا".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم