الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سعيد الماروق لـ"النهار": أنا تعبان لكني لن أستسلم

نسرين الظواهرة
سعيد الماروق لـ"النهار": أنا تعبان لكني لن أستسلم
سعيد الماروق لـ"النهار": أنا تعبان لكني لن أستسلم
A+ A-

هو من الأسماء التي تركت بصمتها في عالم الإخراج، رغم اقتصار أعماله على فيلم سينمائي واحد وأكثر من 150 كليباً غنائياً. لكن فرادته وإحساسه العالي بالتصوير والفنيّات التي اعتمدها، وضعته في مكانة خاصة ورفعت سقف التوقعات أن يكون يوماً من الأسماء التي ستحقق نقلة نوعية في السينما اللبنانية والعربية.


للقاء مع المخرج سعيد الماروق طعم آخر. فبين الواقع والطموح يعيش وضعاً صحياً دقيقاً استطاع أن يقيده في البداية لكنه، كما تظهر النتائج الطبية الأخيرة، استطاع أن يطوقه ويغلبه. عن هذا الموضوع يقول: "اندهشت من استغراب الطبيب لتحسن وضعي. ربما هي استجابة لدعوات الناس في الكنائس والجوامع".
سعيد الماروق الذي نزل عليه خبر إصابته بالسرطان كالصاعقة، استطاع أن يتخطى صدمته ليواجه معركة يؤكد أنه لن يستسلم أمامها. فحب الناس أعطاه قوة كبيرة وثقة بكل ما بناه في مسيرته المهنية. وماذا لو عاد به الزمن الى الوراء؟ يجيب: "في لوّات كتيرة. ربما كنت توقفت منذ زمن عن التدخين واستفدت من كل دقيقة لأن غرور الصحة يسكرك وأنا حزين أني لم أنفذ حتى اليوم فيلماً لبنانياً".
السينما بالنسبة إليه واجب، وهو يؤمن بأن دخوله غمارها قد يغيّر في المشهد العام. لا يحزن لخسارته أخيراً بعض المشاريع
لأنه يعلم أنها لو كانت من نصيبه لبقيت معه. أما عرقلة معظم مشاريعه فيضعها
في خانة المصادفة لأنه لا يؤمن بالحظ
السيئ بل بالجهد الذي يبذله الإنسان. وهل شروطك تعجيزية؟ يجيب بانفعال: "طلباتي منطقية بحسب كل مشروع". لكنه في الوقت نفسه يعلم أن توقعات النقاد منه، وحتى الجمهور، عالية جداً وهذا يظلمه بعض الشيء، كأنه ممنوع عليه أن يجرّب أو يخطئ، في وقت ليس لديه في رصيده سوى فيلم واحد "أنا عم بنظلم بهالنقطة وما عم ينسمح إلي جرّب متل أي حدا". وبسبب كل هذه التوقعات حول أعماله يتردد في خطواته ويدرس جيداً المشاريع التي يمكن أن يخوضها.
الكليبات مرحلة مهمة في حياته، لم تنته وستستمر بحسب مزاجه لأن الموسيقى عشقه. والكليبات، برأيه، تمرّ في مرحلة تراجع كبيرة فلم نعد نرى أعمالاً جميلة، نفتقد الأفكار والمخرجين الحقيقيين الذين يقدمون فنياً وتقنياً عملا راقياً "غير صحيح أن المال هو العائق اليوم... أنا مصوّر كليبات بـ 15 ألف دولار بس". وهل أنت غائب أم مغيّب؟ يجيب بانفعال: "أنا غائب بمزاجي ومغيّب بسبب وضعي الصحي". (ضاحكاً). ويتابع: "أيّ عمل من المفترض أن أقدمه كان قراره بيدي استمرارا أو انسحابا. أنا إنسان حرّ لا أخاف".
المشروع الحلم "سينما ريفولي" الذي كتبه مع الكاتب علي مطر والممثل جوزف بو نصار يأمل أن يُنفذ يوماً ويعلم جيداً أنه يحتاج إلى منتج فنان، وخصوصاً أن الفيلم الذي كُتب منذ سنوات تنبأ بما يحصل اليوم من ثورات وتظاهرات في وجه الحكومة.
عن مشاركته في المظاهرة يقول الماروق: "أنا من الناس ولديّ أولاد أخاف على مستقبلهم وأسعى لغد أفضل، ولا أريد العيش بهاجس الهجرة". لديه أمل بكل ما يحصل، إنما يخاف أن تتحول ثورة اليوم إلى ثورة لمصلحة السياسيين في الحكومة، لكن مشروع الألف ميل برأيه يبدأ بخطوة وهي خطوة جبارة من الفئة الصامتة من اللبنانيين الذين ينتمون إلى كل الطوائف.
الماروق يصرّ على أن يكون الفنانون جزءًا من التغيير لأن الفنان من الشعب. صحيح أنهم قد يخسرون بعض الوساطات والصداقات السياسية لكن مشاركتهم ضرورة لأنهم من الناس "شو ناطرين ليه الصمت؟ للأسف كتار بينطروا ليروحوا بالنهاية مع الربحان وهالشي معيب جداً".
سعيد الماروق اليوم بحسب تعبيره "تعبان" ويعيش أصعب مراحل حياته، لكنه لن يستسلم وأكيد أنه سيحقق حلمه الكبير وسيقدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية. يعيش هذه المرحلة بتأمل ومطالعة ومراجعة حسابات، ولديه أفكار كثيرة يرغب في تنفيذها. هل فكرت يوماً في الاعتزال؟ يجيب سريعاً: "السينما هي حياتي فهل أعتزل الحياة؟".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم