الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سينما - مهرجان البندقية أطلق أمس دورته الـ 72: "غير متوقَّعة، مفاجِئة، مزعجة" يقول عنها ألبرتو باربيرا

سينما - مهرجان البندقية أطلق أمس دورته الـ 72: "غير متوقَّعة، مفاجِئة، مزعجة" يقول عنها ألبرتو باربيرا
سينما - مهرجان البندقية أطلق أمس دورته الـ 72: "غير متوقَّعة، مفاجِئة، مزعجة" يقول عنها ألبرتو باربيرا
A+ A-

موعدٌ يتجدد في جزيرة الليدو الايطالية مع اطلاق الدورة الثانية والسبعين لمهرجان البندقية (2 - 12 الجاري)، وهو أقدم التظاهرات السينمائية في العالم. تأتيتنا هذه الطبعة بكميّة من الأفلام التي ستجذب المهتمين بالفنّ السابع من كلّ أنحاء العالم، مشاهدين كانوا أم محترفين أم نقّاداً. الـ"موسترا"، خلال 11 يوماً، الجزيرة الصغيرة تمتلئ بنجوم وأعلام ومتطفلين، في محاولة لجعل أمجاد هذا المهرجان تنبعث من جديد، بعد فترات ركود مرّ بها. خلافاً لكانّ، الـ"موسترا" تفتح أبوابها لغير العاملين في مجال السينما، هؤلاء في استطاعتهم المشاركة في هذا الحدث الدولي عبر شراء بطاقات لمعظم الأفلام المعروضة.


قبل عرض "ايفيريست" أمس في الافتتاح، كانت للبندقية مساء الثلثاء محطة مع واحد من معلّمي السينما في العالم: أورسون وَلز (1915 - 1985)، الذي نحتفي هذا العام بمئوية ميلاده. اثنان من أفلامه عُرضا في صالة دارسينا: "تاجر البندقية" (قصير) الذي أنجزه في العام 1969 ورائعته "أوتيللو" (1951)، في اطار التفافة وجّهتها التظاهرة الايطالية لصاحب "المواطن كاين".
المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون (53 عاماً) يترأس لجنة التحكيم، بعد عامين على تقديمه هنا في هذا المكان آخر أعماله، "جاذبية"، مع جورج كلوني وساندرا بولوك. أسماء معروفة وذات قيمة تنضّم اليه في هذه اللجنة: البريطانية لين رامسي، البولوني بافيل بافليكوفسكي، الأميركية اليزابيث بانكس، التايواني هو شياو شيين، التركي نوري بيلغي جيلان، الفرنسي ايمانويل كاريير، الألمانية ديان كروغر، الايطالي فرانتشيسكو مونزي. الملصق، حيث وجه ناستازيا كينسكي مع الطفل جان بيار ليو في الخلفية، من اعداد سيمونه ماسّي. للسنة الثالثة على التوالي يُكلَّف المخرج الشاب تصميمه.
21 هو عدد الأفلام التي تتسابق على "الأسد الذهب" التي ذهبت العام الماضي إلى المخرج الأسوجي الفذّ روي أندرسون ورائعته "حمامة تجلس على غصن تتأمل في الوجود". التشكيلة الرسمية ذات الاقسام الثلاثة (مسابقة، خارج المسابقة، "آفاق") تنطوي كما جرت العادة في كلّ المهرجانات على سينمائيين جدد وآخرين لهم باع طويل، علماً أن 3193 فيلماً بين قصير وطويل وصلت الى مكتب الـ"موسترا" هذه السنة. في المؤتمر الصحافي الذي عقده ألبرتو باربيرا، صرّح بأننا سنكتشف أفلاماً "غير متوَقّعة، مفاجِئة، مزعجة".
السينما الايطالية تهيمن على المهرجان هذه السنة عبر مشاركة 4 أفلام في المسابقة. اثنان منها لا نعرف عنهما الكثير وهما لمخرجين غير معروفين: "من أجل حبك" لجيوسيبي غودينو مع الممثلة الكبيرة فاليريا غولينو و"الانتظار" لبييرو ميسينّا. الفيلم الثالث، "ايه بيغر سبلاش"، للوكا غوادنينو، هو "ريميك" فيلم "حوض السباحة" الشهير الذي أخرجه جاك دوروا في العام 1969 مع ألان دولون ورومي شنايدر. النسخة الجديدة من بطولة تيلدا سوينتون ورالف فاينز وماتياس شونارتس. هذا الأخير برع في فيلم "بولهَد" في العام 2011، وأعدنا اكتشافه العام التالي في "عن الصدأ والعظم" لجاك أوديار. المساهمة الايطالية تُختتَم بفيلم ماركو بيللوكيو، أحد جهابذة بلاد فيلليني. "دمُ دمي" هو عنوان جديده، الذي يتمحور على موضوع جد "ايطالي"، حيث قصص الماضي تتشابك بحكايات من الراهن. صوّر بيللوكيو الفيلم في قرية بوبيو، ويستند في جزء منه إلى عقد مقارنة تحليلية بين وضع الاجتماع الايطالي سابقاً وما آلت اليه الأحوال حاضراً. المشروع له نكهة عائلية، اذ ان ابن المخرج وابنته يشاركان فيه بصفتهما ممثلين.
هذا الطغيان الايطالي اذا كان دليلاً على شيء ما، فهو دليل على محاولة خروج سينماها من التقوقع الذي أصابها في العقدين الأخيرين. ففي مهرجان كانّ الماضي، لم تكن هناك ثلاثة أفلام ايطالية فحسب داخل المسابقة الرسمية (سورنتينو، غاروني، موريتي)، بل اثنان منهما كانا بطابع وتوجه دوليين، الميل الذي يتجدد هنا مع "ايه بيغر سبلاش".
مقابل "طَلْينة" المسابقة، هناك ايضاً "فرنستها". فمن أصل 21 فيلماً، 10 مدعومة جزئياً بأموال فرنسية. أما الأفلام الفرنسية الخالصة فعددها اثنان: "القاقم" لكريستيان فانسان مع فابريس لوكيني و"مارغريت" لكزافييه جيانولّي مع كاترين فرو.
الأفلام الأميركية المشاركة في المسابقة: "قلب كلب" للموسيقية والفنانة الاستعراضية لوري أندرسون الذي تأتي هنا بفيلمها الأول. "أكوالز" مع كريستين ستيوارت، يقحمنا في علم الخيال صحبة شاب عاجز عن كبت مشاعره. درايك دوريموس إسم المخرج الذي يخوض هنا تجربته الاخراجية الثالثة، وهو في مطلع الثلاثينات من عمره. فيلمه "كالمجنون" سبق أن نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى في ساندانس العام 2011. من بلد السينما أميركا ايضاً وايضاً، فيلم ثالث عنوانه "وحوش اللاأمّة"، بتوقيع المخرج كاري فوكاناغا ذي الأصول اليابانية. فوكاناغا سبق ان قدّم أفلمة لرواية شارلوت برونتي الشهيرة، "جاين اير". أمّا رابع الأفلام الأميركية المتسابقة على "الأسد الذهب"، فهو "أنوماليا" لتشارلي كوفمان ودوك جونسون، شريط تحريك بصوتَي جنيفر جايسون لي وديفيد ثاوليس. دائماً بلغة شكسبير، ولكن بريطاني الاخراج، يأتينا السينمائي توم هوبر، الذي اشتهر مع "خطاب الملك" (2010) والأفلمة الميوزيكالية لـ"البؤساء" (2012) بجديد سمّاه "الفتاة الدانماركية"، يضطلع فيه ادي رادماين الفائز بجائزة "أوسكار" هذه السنة عن دور العالم ستيفان هوكينغ في "نظريّة كلّ شيء"، دور أول متحوّل في دانمارك الثلاثينات. الفيلم من انتاج أميركي بريطاني ألماني.
في فيلمه الخامس عشر كمخرج، يستعين الكندي آتوم ايغويان في جديده "تذكّر"، بأسماء كبيرة ككريستوفر بلامّر ومارتن لاندو وبرونو غانز. الحبكة: ناجٍ من الهولوكوست يعتقد انه عثر على النازي الذي قتل زوجته في أوشفيتز، فينطلق في رحلة للاقتصاص منه، بيد انه ينسى خلال السفر السبب الذي جعله يتخذ هذا القرار. على الضفة الأخرى من الحكاية الهولوكوستية، تقف شخصية اسحق رابين التي يجد المخرج الاسرائيلي أموس غيتاي ضالته فيها. في ذكرى مرور عشرين عاماً على اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي، يتركز جديد غيتاي، "رابين، اليوم الأخير"، على التحقيقات التي أجرتها اسرائيل لمعرفة ملابسات مقتله. ترى، كيف سيعالج مخرج "أنا عربية"، قضية شائكة؟ لننتظر ونرَ...
موضوع شائك آخر هو ذاك الذي يعالجه المخرح الروسي المعلّم ألكسندر سوكوروف. مع "فرنكوفونيا"، يعود صاحب رباعية السلطة والديكتاتورية الى الـ"موسترا" التي أعطته قبل أربع سنوات "أسدها" عن "فاوست". "فرنكوفونيا"، مدخل سوكوروف الى الحرب العالمية الثانية خلال الاحتلال النازي لباريس. يركّز الفيلم على ما حدث في كواليس متحف اللوفر عندما أحكم العسكر قبضتهم عليه. طبعاً، بموضوع مشابه، أقل ما ننتظره من سوكوروف هو درس في التاريخ والسينما والثقافة. تحدٍّ جديد اذن يضعه نصب عينيه، علماً أن اللوفر شرّع أبوابه أمام المخرج الروسي كي يموضع فيه كاميراته، مثلما سبق أن فُتحت له أبواب الـ"أرميتاج" يوم صوّر فيه "الفيلق الروسي".
أخيراً، يأتينا المخرج البولوني الكبير يرزي سكوليموفسكي بـ"11 دقيقة". الرقم في العنوان يشير الى عدد الدقائق الذي ستبقى خلاله الكاميرا برفقة كلّ شخصية من الشخصيات التي يصوّرها صاحب رائعة "قتل أساسي"، الذي اكتشفناه في البندقية قبل خمسة أعوام.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم