الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الحراك الشعبي هل دخل مرحلة العد التنازلي؟

ابرهيم بيرم
الحراك الشعبي هل دخل مرحلة العد التنازلي؟
الحراك الشعبي هل دخل مرحلة العد التنازلي؟
A+ A-

يوشك الحراك الشبابي الذي بدأته حملة : " #طلعت_ريحتكم " ان يدخل شهره الثالث على التوالي ولم يعد خافيا ، ان هذا الحراك الذي انطلق انطلاقة متواضعة لم يحضر للمشاركة في فاعلياته سوى بضع مئات من المتحمسين. وكتب له ان يتوسع ويمتد واستقطب اعدادا ليست في الحسبان وصار نجم المرحلة بلا منازع، خصوصا بعد دخوله في صدامات متتالية مع رجال الامن واخيرا وليس اخرا احتلاله لساعات عدة مقر #وزارة_البيئة في وسط #بيروت ومحاصرة الوزير محمد المشنوق تحت انظار جميع اللبنانيين.
وواقع الحال هذاالمفتوح على احتمالات شتى اطلق موجة تساؤلات في كل الاوساط عن ماهية هذا التحرك ومن يقف وراءه ومن يؤمن له الرفد والدعم وما هي الاهداف الخفية له ، واستطرادا الى مدى يمكن ان يصل في ظل ظروف داخليةواقليمية بالغة التعقيد .
ولاريب ان هذا الحراك المتوالي فصولا القى بثقله على الواقع اللبناني برمته،اذ وضع السلطة في موقع المحرج ووضع غالبية القوى والاحزاب السياسية في خانة المربك والمرتاب والمتسائل عن ابعاد هذا الحراك وخلفياته .
وفيما بادرت رموز قوة اساسية مثل "التيار الوطني الحر" الى انتفاد علني ومباشر للحراك ونعته باوصاف شتى.وسارع "حزب الله" الى التعامل بمرونة مع الحراك ثم اباح لمسؤوليه ان يطلقوا علامات استفهام عن هوية الحراك والمتصدين له. وهل ليسوا فعلا صنيعة سفارات ونتاج اجهزة وهل لا يخفون اجندة سياسية لا تريد قلب الاوضاع والصورة راساًعلى عقب .
ولم يعد خافيا ان " #تيار_المستقبل " بدا الاكثر ارباكا في مقاربة الحراك، فبعدما اشار باصابع الاتهام الى "حزب الله".سارع اخيرا الى اتهام دولة خليجية بتمويل محطات تلفزة محلية بغية الاضاءة على الحراك وتضخيمه .
وفي الوقت عينه بادرت جهات مثل "#القوات_اللبنانية" الى استثمار #الحراك من خلال دعوة المتظاهرين الى التركيز على قضية حصرية وهي الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية .
وحده رئيس مجلس النواب نبيه بري بعث برسالة ايجابية للمشاركين من خلال الاقرار بشرعية التحرك واحقية مطالبه ومن خلال دعوتهم الى رفع شعار المطالبة بـ "الدولة المدنية".
اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط فقد ضرب رقما قياسيا في تأييد الحراك وفيالتحذير من اهدافه . ولاريب ان ثمة نخبا فكرية وسياسية سارعت الى الترحيب بالحراك واعتباره جزءاً من الربيع العربي بمفعول رجعي .
الحراك بدا منذ انطلاقته متذبذبا على مستوى الشعار فهو بدا رافعا شعار الدعوة الى حل عاجل لمشكلة النفايات التي تراكمت وازكمت روائحها الانوف وتدحرج اخيرا الى حد المطالبة باسقاط النظام مروراباستقالة وزير البيئة فضلا عن تعدد قياداته وتنوع الجهات التي دخلت على خطه.
وفي العموم وبقطع النظر عن تعدد الرؤى والروايات حول هذا الحراك ومنطلقاته واهدافه المعلنة والمضمرة فثمة مايشبه التقاطع الذي تبلور اخيرا لدى كل القوى حول مستقبل هذا الحراك من قبيل :
- ان هذا الحراك بدا بداية جيدة ولكن ثمة من اراد له ان ينحرف ويدخل في متاهات كبرى اوشكت ان تضيعه .
- الحراك رفع بداية شعارات ودغدغ احلام ومشاعر شرائح واسعة من #المجتمع_اللبناني المكتوي بعجز النظام عن الفعل والاصلاح وبقصوره عن عدم الذهاب الى مراحل الانقسام، ولكن رياح الامور تغيرت لاحقاً بعد ذهاب المشاركين فيه الى حد المطالبة باسقاط الحكومة ثم النطام نفسه وهي مهمة لا تلقى اجماعاً في الواقع اللبناني بل هي مدار كل المحطات انقسام تاريخي .
- ثمة ولا ريبمن اصيب بالصدمة من جراء احتلال وزارة البيئة لان ثمة حساسية اصلا من احتلال مقرات رسمية والعبث فيها.
- هناك من يرى ان الحراك بلغ في الاونة الاخيرة ذروته. وان ثمة رهان على انخفاض تدريجي لاعداد المشاركين فيه الى ان يأتي حين من الدهر لانطفاء جذوته.
وفي كل الاحوال الحراك صار امام تحديات كبرى فهل سينجح في كسب الرهان ويتجاوز هذه التحديات ويمضي قدماً الى الامام ؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم