الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الانتفاضة من الساحة إلى الوزارة... المشنوق و"طلعت ريحتكم" في الطبقة نفسها

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الانتفاضة من الساحة إلى الوزارة... المشنوق و"طلعت ريحتكم" في الطبقة نفسها
الانتفاضة من الساحة إلى الوزارة... المشنوق و"طلعت ريحتكم" في الطبقة نفسها
A+ A-

"من دون إحم أو دستور" حطت #طلعت_ريحتكم في وزراة البيئة - مبنى اللعازرية وسط بيروت، أكثر من 50 شخصاً دخلوا بهدوء وبكل رومانسية إلى المبنى، واحدًا تلو الآخر اجتازوا نقطة القوى الأمنية، ووصل بعضهم إلى الطبقة السابعة حيث مكتب #وزير_البيئة محمد المشنوق، وآخرون حوصروا في الطبقة السادسة. تفجأت بهم القوى الأمنية التي حمت المكتب وحاصرت ناشطي الحملة بين الطبقات السادسة والسابعة والثامنة، مانعة عنهم المياه ودخول الحمام والتواصل مع الخارج، حتى الهواء كان مقنناً.


وصل الخبر إلى وسائل #الاعلام الساعة 12:30 ظهراً وبدأ حجم التحرك يكبر. توافد ناشطون إلى باحة المبنى وباتوا بالعشرات. تداركت القوى الأمنية الوضع فسارعت إلى اغلاق منافذ الباحة الخمسة، مانعة دخول أي مواطن إلى مكان التجمع ما عدا الصحافيين. وبدأ شد الحبال بين القوى الأمنية والناشطين. أسعد ذبيان كان حاضرا وانسحب قائلاً: "أخشى على حياتي"، فهو بات يشعر انه مهدّد بعد الحملة الأخيرة التي استهدفته.
"برا برا برا... المشنوق يطلع برا"... "إرحل إرحل" صرخات من حناجر الناشطين ملأت الباحة. عيونهم موجهة نحو عناصر مكافحة الشغب، خوفاً على حياة زملائهم في المبنى. إلى أن تحول المشهد إلى متظاهرين داخل المبنى يحاصرون المشنوق وينتظرون خروجه. القوات الأمنية تحاصر المتظاهرين في الطبقات. ناشطون في الباحة لإبقاء زخم التحرك قوياً. ناشطون ومواطنون في محيط المجمع ممنوع دخولهم. وقالت الناشطة في الحملة ماري قزي "تحركنا يحمل مطلبين، ولن نخرج من المبنى إلا باستقالة المشنوق ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين".
أطل البعض من نوافذ المبنى. وبدأت معركة العطش. انهم ناشطون من الحملة يريدون المياه. حاول من هم في الباحة التفاوض مع القوى الأمنية لإدخال المياه لكن الأخيرة رفضت، فحاولوا ادخالها إلى المبنى المقابل ظنا منهم أنهم يستطيعون الوصول إلى الطبقات العليا ونقل المياه إلى زملائهم عبر رميها من النوافذ لكنهم فشلوا، وبعد ساعتين أمّنت القوى الأمنية المياه لهم، لكنها لم تكفيهم، فحاولوا انزال شريط "ستلايت" من النوافذ لرفع المياه فامسكته عناصر الأمن ومنعت ذلك.
الذين احتشدوا أمام بوابة موقف السيارات كانوا يدقّقون بهوية كل سيارة تخرج من المبنى، ظناً منهم أن المشنوق سيمرّ من هنا في حال أراد الخروج، لكن أحد العمال في المبنى أكد لـ"النهار" أن المشنوق كان لا يزال في المبنى ولا يمكنه الخروج إلا بمروره من أمام المتظاهرين في الطبقة السابعة لاستلام المصعد والوصول إلى موقف السيارات، لكنه لم يفعل.
الحر الشديد دفع الناشطين داخل المبنى إلى البقاء بجنب النوافذ وباتوا يرمون الاوراق إلى زملائهم في الباحة، ومنها رسالة إلى الصحافيين تقول "رغم الجوع والعطش واغلاق الحمامات والحر الشديد مستمرّون حتى يستقيل المشنوق". وكانت القوى الأمنية أبلغت من هم في الداخل أنه يحق لهم الخروج من دون العودة، وبعد ساعتين خرج الناشط في الحملة حسن شمص من المبنى وقال لـ"النهار": "هناك نحو 50 شخصاً داخل المبنى مُنع عنهم أي شيء، يجلسون أرضاً، وحاولت القوى الأمنية مفاوضتهم للخروج قائلين إنا ما نفعله غير قانوني، لكننا رفضنا، فنحن نعتبر أن الوزير غير شرعي وغير قانوني وأتينا إلى الوزارة لأنها ملك للشعب ونريد استعادتها من المشنوق". وأضاف: "لم نمنع الموظفين في الوزارة من تأدية عملهم وخرجوا عند انتهاء دوام عملهم، دخلنا بطريقة سلمية ولم ندخل إلى المكاتب بتاتاً ولم نحدث أي أعمال شغب في الداخل".
عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر أعطي للمتظاهرين نصف ساعة كي يخرجوا من المبنى، مضت المهلة والأمور على حالها. وفود أحاطت بالمبنى. عناصر من الصليب الأحمر دخلوا المبنى لمعالجة حالة اغماء بين المتظاهرين المحاصرين. العيون في الساحة على عناصر مكافحة الشغب الذين التفوا على المتظاهرين واستخدموا ابوابًا آخرى لدخول المبنى والوصول إلى الطبقات العليا، وكانت الصرخات في الباحة "يا عسكر على مين متمترس؟"، وعبّروا عن انزعاجهم أيضا من بعض العناصر الملثمة.
البوابة 02A اكتظت بالناشطين، مرت النصف ساعة، ولوحظت تحركات وتعزيزات في صفوف عناصر مكافحة الشغب، سجلت أكثر من محاولة تدافع. إلى أن بدأت عملية اخراج المتظاهرين من المبنى بالقوة. قطعت عناصر الأمن كابلات النقل المباشر لمن كانوا في الداخل، وبعد نحو خمس ساعات ونصف من بداية عملية الدخول بدأ الناشطون يستلمون زملائهم عند البوابات المبنى وسط حالة من الغضب، خصوصا بعد خروج الناشط لوسيان بورجيلي بمساعدة صديقه بعد اصابته في الرأس لم يعرف إذا كانت جراء التدافع أو تعرضه للضرب. وآخر أكد أن القوى الأمنية أخرجتهم بالقوة "مثل الغنم دفشونا"، فيما كانت القوى الأمنية تؤكد أنها لم تتعرض لأحد من المتظاهري، وكان الصليب الأحمر اللبناني ينقل المصابين.
يبدو أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وباتت استقالة المشنوق برأي الناشطين "لا بد منها"، خصوصا بعدما انسحب من ملف النفايات وتسلّمه الوزير أكرم شهيب. هو تحرك تصاعدي ويبدو أن حمم المجتمع المدني لن تجف من دون تحقيق المطالب وعلى رأسها استقالة وزير البيئة.


[email protected] 
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم