الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"علامة فارقة" لأحمد الملا: حين سقط أحدنا في قاع البئر

ليندا نصّار
"علامة فارقة" لأحمد الملا: حين سقط أحدنا في قاع البئر
"علامة فارقة" لأحمد الملا: حين سقط أحدنا في قاع البئر
A+ A-

يستعيد الشاعر أحمد الملا في ديوانه "علامة فارقة"، الصادر عن "مسعى للنشر والتوزيع"، مراحل حياته، مشدّدًا على الطفولة المفقودة التي يتوق إلى استرجاعها وسط زحمة المشاهد والوقائع، مستهلاً الديوان بقصيدة "يوم هجمت"، معبّرًا عن دخول معترك الحياة على هواه، غير مكترث بهمومها، تمامًا ككل طفل يعيش طفولة سويّة: "تلك حياتي/ يا لكثرتها يوم هجمت/ قفزت بلا هوادة/ ارتجلت الهواء/ والأرض شفاهة/ وحيثما شئت/ غنيت/ وشببت ناري".


ينتقل من الغواية والعفويّة إلى الوحدة غير المتوقّعة وإلى ذنب أكبر منه، حيث صورة طفل يفتقده ولم يعد يشبهه، من الطفل الجريء الذي يسير مطمئنا وسط الظلام، "كنت الطّفل الذي أحبّ الظلام/ وأحبّه)، إلى الطّفل المضطرب بعد الوقائع التي ألمّت به وخصوصًا تجربة الموت: "كنّا سبعة متوحّشين/ حتى سقط أحدنا/ في قاع البئر/ سمعنا صرخته الغائرة"، لتكتمل التجربة حيث صورة الوالد المتوفي بين الحضور والغياب في قصيدة "عاد بكثرة": "تركنا/ والمكان الذي احتله/ لم يتنازل عنه". في قصيدة "متأخّرًا عن الله"، "مرّ من تحت صورته المعلقة في الجدار/ مرّ انعكاس الضوء الخافت من نافذة عالية"، و"قل يا أبي/ لماذا نزلت وأنت من كان عنده؟".
في "ليست بلاداً" يأخذ الألم بقلب الشاعر حين يرى البلاد وهي تقصف كلماته بالغصة وتحطب أحلامه وتولمها للغرباء. أما في "علامة فارقة" وهي التي تحتل عنوان الديوان، فيحدّثنا عن الطفل المذنب منتظراً العقاب، وهي الصورة التي لا تزال مطبوعة في مخيلته: "في صغري/ أكل الندم أظافري/ تحت درج السلم/ واختبأ الذنب في شقوق عالية/ لم ألتقط خيطها المتدلّي بكثير من القفزات". ثم يدرج الشاعر قصيدتين متتاليتين تتشابهان في العنوان، "علامتي الفارقة" و"علامتك الفارقة"، مقارنًا بين الأنا والأنت، الذّات والآخر، موضحاً معنى التسمية ودلالاتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم