الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جيزيل خوري "المذبوحة من بيت الأسد": مُقتنعة بحوار ريبال

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
جيزيل خوري "المذبوحة من بيت الأسد": مُقتنعة بحوار ريبال
جيزيل خوري "المذبوحة من بيت الأسد": مُقتنعة بحوار ريبال
A+ A-

في البدء سنحسم أمراً: حقّ الصحافي لقاء أسماء يتطلّبها المشهد ويفرضها الموقف العام. الذات والأهواء شيء، والواجب المهني شيء آخر. ذلك يعني أنّ استضافة جيزيل خوري ريبال رفعت #الأسد، ابن شقيق حافظ الأسد، ضمن برنامجها "المشهد" ("بي بي سي") لا يُعدّ في ذاته جرماً يستدعي الجَلْد. فلتستضفه، كما تستضيف آخرين بعضهم أيضاً تورّط في الدمّ، شرط الإبقاء على فطنة الإعلاميات المحنّكات. أما الإتيان به إلى منبر الـ"بي بي سي" من أجل أقاويل ومغالطات يدرك الشعب السوري حقيقتها، من غير أن تكون له محاجِجَةً مُتعِبة ومن دون فَرْض هيبة المحاوِر، فتلك مدعاة استهجان. ذريعة خوري أنّ البرنامج لا يتطرّق للحدث الآني، يسترجع ذاكرة الماضي فحسب وينتقي المعلومة لا الموقف. حسنٌ، وإنما ريبال الأسد أو "أسد الأسد" كما توجّهت إليه بلطف، ليس بالضرورة الشخصية المناسبة للنوستالجيات ولا لاستعادة لحظات أثّرت في طفولته حين كان يرتاد المدرسة محوطاً بالحراسة والسيارات.



في محاورة ريبال و"حزب الله"
ليس مطلوباً أن يكون الخيار أمام الصحافي قائماً على منطق الديكتاتورية: حاوِر فقط مَن تحبّ. ذلك في كلّ الأحوال ساذج. وليس مُحبباً أن يكون أيضاً: دَعْ الجميع يلمّع صورته فيما أنت تُصغي وتهزّ الرأس. من مآسي التقوقع ورفض الرأي، أن تُشنَّ حملات على خوري لاستضافة ريبال الأسد وتدعو صفحات عبر "فايسبوك" إلى مقاطعة المحطة، ذلك أنّ الاستضافة في ذاتها متاحة للصحافي الواثق من ملفّاته، الحريص ألا يُغرَّر به ويتحوّل طرفاً. ضايق المُشاهد أنّ شيئاً لم تختلف أكانت المقابلة عبر "بي بي سي" أم "الإخبارية السورية" حيث سوريا بألف خير والجيش الباسل يتقدّم.
بالغ ريبال الأسد في تمجيد تاريخ والده، وراح- فيما خوري تسمع ببرودة الأعصاب- يشرح كيف "أحبّ الوالد الشعب وساعد آلاف العائلات". نسألها عن هذه البرودة أمام ضيفٍ ينطق بالترّهات ويصوّر أرشيفه وأرشيف والده مثالَيْن في الديموقراطية؟ تردّ بأنها "إعلامية، والإعلام غيره الموقف السياسي الشخصي". لسنا نحاجج بالاستضافة في ذاتها، نوضح لخوري التي راحت بدورها توضح "طبيعة" برنامجها غير القائم على العصبية والاستفزاز: "أستضيف شخصيات من كلّ الجهات. أحاور #حزب_الله، أمراء الحرب، قيادات فلسطينية تورّطت في النزاع الأهلي، معارضين سوريين، فلِمَ لا أستضيف ريبال الأسد؟".



"أنتَ كرأي، لا قيمة لديك"
مرّة أخرى، استضيفي مَن تشائين، وإنما لا تُظهري للمُشاهد أنّ ثمة تسطيحاً للقاء أو تقصيراً في مكان. ريبال الأسد لا يُحاوَر كأنه يكتب مذكرات. ولا يُقابل ببرودة غامضة تطرح استفهامات، ويتراءى مرتاحاً إلى أنّ أحداً لن "يزعجه" في الحوار كأنه في جنّة الإعلام الممانع. خوري تركت انطباعاً بأنّها "استُغلَّت" في مكان، وبأنها "ضعيفة" في مكان آخر، لا تملك الزمام ولا تصوّب الاتجاه. تنفي هذا، شارحةً أن برنامجها ليس حواراً سياسياً حتى تُحاجِج وتُظهِر ما لديها من قدرات. لماذا ريبال الأسد، في هذا الظرف بينما الجرح السوري يزداد عمقاً والشعب يُعذَب ويُذَل ليبقى آل الأسد متشبّثين بالسلطة؟ تجيب: "ريبال من عائلة الأسد. واكب مرحلتَي حوادث اللاذقية وحماة. أردتُ استعادة ذاكرة تلك الحقبة من داخل بيت الأسد. هذا الحدث، كيف رأيته وكيف كانت الظروف حينذاك؟". نسألها مَن اقترح اسم الضيف، وهل تكون "بي بي سي" قد فرضته مثلاً؟ تجدّد الرفض. تشرح أنّ "بي بي سي" لا تكترث لرأي صحافييها سياسياً. "أنتَ كرأي، لا قيمة لديك. أنت هنا إعلاميّ فقط". تصرّ على الحياد كمبدأ في المهنة، نافية أن تكون المحطة قد استغلّتها لتمرير أجندات.


تكشف أنّ الأسد عرَّج في حديثه على الواقع السوري اليوم، "لكننا اعتمدنا عبر المونتاج الزوايا التي تناسب روح البرنامج، وتخلّينا عما لا نريده منه. أحضرنا الأسد خارج كلّ صفة سياسية، ومن دون مناسبة. أحضرناه شاهداً على مجزرة #حماة، لا كشاهد على مذابح #سوريا اليوم. قرار استضافته جاء بالتشاور بيني وبين الإدارة المُقتنعة، مثلي تماماً، أنّ البرنامج للجميع. لو تركته يجود في مجازر اليوم، بالتنصّل أو التواطؤ، لصحّ ربما أنّني أقدّم إليه منبراً. أنا المذبوحة من آل الأسد، فلا يشطحن أحدٌ بالمزايدات. أحاور أياً كان، حتى مَن هم متّهمون بالاغتيالات السياسية في لبنان. لا بدّ للمُشاهد أن يعرف عدوّه ويكون هو الحكم. نعم، توقّعت ردّ فعل غاضبة، لكنّي لم أتوقّع كمَّ التجريح الذي انهال. مؤسسة #سمير_قصير كانت ولا تزال في مقدّم المنادين بالثورة. حاسبوني إن أخفقت في إدارة حوار سياسي لو حصل. ريبال الأسد وسواه، ليس اللقاء بهم خطأ على الإطلاق".


 


 


[[video source=youtube id=VKYxJTgDjFk]]


 



[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم