اشترِك في نشرتنا الإخبارية
طار الحلم الموعود، رفض مجلس الوزراء العروض، وذهبت المناقصات مع الريح، ربما لمرّة أخرى و"تحاصص" جديد. مُزّقت الصفحة الجديدة التي فُتحت في كتاب تاريخ ادارة قطاع النفايات، بحسب وزير البيئة محمد المشنوق. الأمر كان متوقعاً بعد الفيتو الذي طرحه بعض النافذين.
علامات استفهام، رفض واتهامات طالت "المناقصات" ومن يقف وراءها حتى رفضت اليوم، وعلى شركة "لافاجيت"، و"الجنوب للإعمار"، و"جهاد العرب"، و"باتكو"، و"اندفكو"، و"شركة شريف وهبي" ان يتقدّموا بعروض جديدة الى أن يتوافق السياسيون على محاصصة "مفيدة".
المهندس رياض الاسعد رئيس شركة "الجنوب للإعمار" أحد "الناجحين ورست عليه مناقصة منطقة الشوف وبعبدا وعاليه، اعتبر المناقصات "تفنيصة" كون الأسعار غير طبيعية، وطالب الدولة بإعادة فتح اللعبة من جديد. لكن ذلك لم ينل رضى الشباب المعتصمين الذين شاركهم الأسعد التظاهر في الميدان، وبدأت التساؤلات عن هذه الازدواجية في التعاطي مع الملف وانتقل النقاش الى صفحة الأسعد على "فايسبوك".
خطأ متعدد الوجوه
لم يكن الاسعد راضيًا كما أعلن عن مناقصات ملف النفايات، والتي ألغتها الحكومة اليوم طالبة من اللجنة الوزارية درس البدائل، فالمقاولون هم الرابحون برأيه والوطن هو الخاسر، أما السبب بحسب ما قاله لـ"النهار" يعود إلى كون "دفتر الشروط خاطئ، لذلك لا بد من مناقصة جديدة بأسعار وشروط وإشراف جديد بعيداً عن المافيات".
مقارنة بسيطة
وعن الفرق بين شركته وشركة "سوكلين" التي طالما انتقد رئيسها ميسرة سكر أجاب "سوكلين تتقاضى 150 دولار عن الطن من دون معالجة النفايات، وتطمر 82 في المئة منها، ومعاملها ومطامرها مؤمنة من قبل الدولة، وقد استثمرت في قطاع النفايات لمدة 17 سنة وأسعارها منذ عام 1998، في حين ان شركة الجنوب للاعمار تتقاضى 153 دولار عن الطن مع معالجة النفايات وهي تطمر 5 في المئة منها والمطامر والمعامل ستشاد على نفقة الشركة، اما الاستثمار فلمدّة سبع سنوات واسعارها هي اسعار اليوم".
لمَ التعميم؟
كون الاسعد من الذي يريدون ان يكون لهم نصيب في ادارة نفايات لبنان كان محط انتقاد كبير من قبل المشاركين في الاعتصامات المطالبة بإيجاد حلّ للنفايات ووقف الفساد، وأجاب "ألا يمكن ان أكون مقاولاً ولديّ مشاكل مع النظام؟ ألا يمكن ان أكون مقاولا ولديّ مطالب؟ الا يوجد مقاول شريف وسياسي شريف لمَ التعميم؟" وأضاف" أنا كأي انسان يطالب بحقوقه، رفعت الصوت قبلهم".
بين مؤيد ومعارض انقسم الوزراء، طارت المناقصات على وقع انسحابات وزراء "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وطرح رئيس الحكومة تمام سلام تخصيص عكار بقيمة 100 مليون دولار تقدم على مدى 3 سنوات بهدف إجراء مشاريع إنمائية فيها.
