الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

محمد قصير في العناية الفائقة: أصيب في أول تظاهرة يشارك فيها

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
محمد قصير في العناية الفائقة: أصيب في أول تظاهرة يشارك فيها
محمد قصير في العناية الفائقة: أصيب في أول تظاهرة يشارك فيها
A+ A-

فيما كان كثيرون من الشابات والشبان الذين شاركوا في تظاهرة يوم السبت في ساحة #الشهداء يقومون بعمليات الكرّ والفرّ من ساحة الشهداء نحو الصيفي، هرباً من الرصاص المطاطي الذي استخدمته القوى الأمنية، أصابت رصاصة مطاطية الشاب محمد قصير (24 سنة) في رأسه، وفق الرواية التي تتناقلها العائلة والأصدقاء. دخل محمد في غيبوبة ولا يزال يعاني حتى الساعة، علماً أن وضعه غير مستقر كلياً، بحسب ما أفادتنا والدته.


المشهد خارج مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت كالآتي: عناصر من الدرك يجوبون الباحة الخارجية للمستشفى، أما في الداخل، فموظفون منعونا من الاستعلام عن حالة محمد من اهله أو من الطبيب الذي يعالجه، وجاء الرد: "يمكنكم أن تلتقوا به خارج المستشفى".
في كل الأحوال، صعدنا إلى الطابق الرابع في المستشفى حيث قسم العناية الفائقة. الجو حزين، لكن الأمل بشفاء قصير يطغى على المكان. "الله يشفي يا رب"، "عم يتجاوب مع الدواء"، "كيف صار هلّق؟"، تلك بعض العبارات التي تسمعها من العائلة والأصدقاء. 


أم محمد: إبني ما خصّو بالمشاكل
تجلس أم محمد على مقربة من اصدقائه، بتعابير وجه هادئة، تخفي وراءها الحزن العميق لإصابة إبنها. تخبرنا ام الشاب الهادئ، كما يصفه أصدقاؤه، بأن حالته الصحية تحتاج حوالي الـ3 أيام لمعرفة كيف ستتغيّر. "بس إبني ما خصّوا بالمشاكل، أبداً، ونصاب بمطرح بعيد عن الإشكالات مع الدرك"، تقول لنا. وتصرّ أن كل الكلام الذي يقال عن مشاركة ابنها بأي اشكالات عار عن الصحّة.


يوم الأحد، كان محمد يشارك في أول تظاهرة تحمل طابعاً سياسياً في حياته، ألغى محمد مشوار البحر مع أعزّ أصدقائه للمشاركة في التظاهرة، وفق صديقه محمد منصور. علماً أن الشاب العشريني ينعم بحالة مادية جيّدة "وضعو مرتاح"، بحسب منصور الذي يردف ان ما دفع صديقه للنزول إلى التظاهرة هو إيمانه بأن النظام السياسي اللبناني لا يلبّي متطلّبات الشعب والشباب تحديداً. ويقول صديق الطفولة نور أن محمد "آمن بهذه التظاهرة لأنه لم يشعر أنه ملتزم بأي شعار يمليه عليه أي سياسي، كونه غير تابع لأي حزب سياسي، كما شعر أن التظاهرة تطالب بحقوق الشعب ".


أصيب في بداية ثورته
علم كل من يعرف محمد باصابته عبر الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي. ولم يصدّق صديقه نور، للوهلة الأولى، أنّ الجريح الذي يظهر في الفيديو هو صديق الطفولة. "ركضنا على المستشفى بس عرفنا بس ما شفنا... كان المطرح مليان ناس".


خلف الصورة المضرجة بالدماء التي انطبعت في أذهاننا تكمن هوية شاب حسن الخلق وطيّب القلب، بحسب صديق الطفولة محمد منصور، الذي رافقه في سنوات الدراسة في لبنان ودبي، حيث سافر محمد قصير لبضع سنوات وعاد ليكمل دراسته في لبنان.


إنسان يتقبّل الآخر...ويهوى كرة القدم
يهوى محمد كرة القدم ويحب الذهاب إلى #المطاعم، لكنه لا يحب الضجّة والأماكن الصاخبة. ليس لصورة الدماء أي علاقة بالإنسان "المحترم"، كما يصفه الأصدقاء، والإنسان الذي يتقبّل الآخر ويحب أن يتحاور معهم. لم يتمكّن نور او محمد من تذكّر أي موقف استثنائي مع صديقهما الذي سيتخرّج من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت LAU# في اختصاص الهندسة الداخلية، فكل الذكريات معه جميلة.


كفّوا عن الشائعات... واشفَ يا محمّد
يصرّ منصور على أن كل الكلام الذي يقال عن انخراط محمد في  أعمال عنف عارية عن الصحة تماماً. اما نور، فلن يلوم صديقه على الذهاب إلى التظاهرة، يريده فقط أن يقف على رجليه، و"الباقي كلّه تفاصيل...".


لا شكّ أن محمد نموذج عن الشباب #اللبناني الراغب في التغيير، ولا شك أيضاً أنه تحدّى العنف الذي مورس ضد المتظاهرين يوم السبت الماضي في ساحة الشهداء. وإن كانت كل هذه الصفات لا تصلح للقول أن محمد #ثائر، فأي صفات تنطبق على عزيمة للتظاهر وجعل #الإعتصام أولوية؟ محمد، ننتظر شفاءك العاجل... فهذه ليست سوى بداية ثورتك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم