الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ملاحظات حول تظاهرة السبت

المصدر: "النهار"
جمال القرى- طبيبة وناشطة
ملاحظات حول تظاهرة السبت
ملاحظات حول تظاهرة السبت
A+ A-

لا بدّ من تسجيل الملاحظات الآتية حول تظاهرة السبت:


دعا الحراك الى الاحتجاج على أساس أزمة النفايات، وبما أن الجهة الداعية ليست حزباً ولا تيّاراً سياسياً، بل أفراداً ومجموعات غير منتظمة، فقد تداعت قوى أخرى للمشاركة أيضاً، ولكن بحمل شعاراتها وصورها الناقصة المستعادة من 2011. هذه الشعارات التي رُفعت من قبل مجموعة إسقاط النظام ومن غيرهم كانت خارج الموضوع- الأزمة. وقد بذلت المجموعات المستقلة الداعية جهوداً كبيرة لتنظيم التحرك، وخصوصاً عماد بزي.


ان استعادة كل فريق شعاراته القديمة، أثار بعض المواقف المتناقضة وأضعف التحرك، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، وكالعادة حاول أرباب السلطة إرباك التحرك ومحاولة التغلغل فيه لإفراغه من مضمونه وإفشاله بالتالي، وهذا ما بينّته تصاريح المسؤولين المباشرين في أحزاب السلطة. ولكن جاءت قمة القضاء على التحرك من قبل القوى الأمنية بمختلف مرجعياتها ولاسيما شرطة مجلس النواب عبر اطلاق #الرصاص واستخدام العنف، كما دسّ العناصر ليلاً في صفوف المعتصمين، وللمكابرة أعلن النائب وليد #جنبلاط خروج جماعته من الاعتصام، وكأن هناك أحداً دعاه اليه، فهو ينتمي الى الطبقة السياسية عينها التي يحتج المعتصمون ضدها. ورأينا الشاشات الحزبية الطائفية تنكفىء عن متابعة الحدث وكأن ما يحدث لا يعنيها او انها تتعمد عدم ايصال المشهد الى #الرأي_ العام.


في كل الأحوال، نقد #حراك الأمس يجب أن يُدرس للاستفادة من الأخطاء ومحاولة تجاوزها في الحراك المقبل. ليس هناك حزب سياسي يقود التحرك، كما ليست هناك قيادة جماعية له، لذا لا بد من التجاوزات والاستغلال ومحاولة التفشيل. يبقى أن يُسجّل أن هناك فئات من اللبنانيين وخصوصاً الشباب مستعدة للنزول الى الشارع، تنجح إن استطاعت تخطّي أمرين: إيجاد قيادة شبابية موحّدة للتحرك ترسم السقف والشعارات ويلتزم بها الجميع، وإيجاد سبلٍ لكف أيادي السلطة وأحزابها كلها من خرق التحركات وتشويهها لإفشالها واستغلالها في السياسة للحفاظ على الذات. يبقى القول بأن أغلب الملاحظات التي وردت على تحرّك الأمس محقّة. حبذا لو تُجمع كلها، وينزل في المرة المقبلة كل من كانت لديه ملاحظة ليبدّدها، من الشعارات الى الصورة المكتملة.


في المجال العملي أيضاً وليس في النظري. مع شرطٍ أساسي، وهو الاستقلالية التامة عن أي #زعيم او #طائفة. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من مشاركة كل من يرى أنه معنيّ بالتغيير... هي معركة طويلة عمرها من عمر لبنان، ولكن الضرب في جدار هذا النظام الصوّاني، لا بدّ من أن يخلخله مع الوقت. لقد آن أوان التفكير بوضع خطة أو خطط أو فكرة لولادة حزبٍ سياسي أو تيار سياسي عريض يكون عماده شباب، يمتصّ التناقضات ويضع أسس عمل سياسي وطني معارضٍ مستقل يكون على مستوى المرحلة ويقودها؟ فكرة راودتني السبت في #الاعتصام، وأعتقد أنها أصبحت ضرورة كي لا تذهب كل المحاولات هدر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم