بلدية صيدا تسعى للحدّ من حوادث الغرق وتجربة طائرة الانقاذ لم تنجح

لا شك ان بلدية صيدا، ومنذ انتخاب اعضاء مجلسها برئاسة محمد السعودي، تسعى جاهدة وبكل الوسائل والإمكانيات المتوفرة لديها، من اجل تحقيق الوعود التي اطلقتها في برنامجها الانتخابي قبل خمس سنوات، خاصة لجهة معالجة المشكلات البيئية والصحية التي ظلت لعقود طويلة عصية على الحل والتنفيذ .

وكانت "النهار" اثارت اخيراً مشكلة تزايد حوادث الغرق والموت المجاني، على الشاطئ الصيداوي، وبذلت بلدية صيدا جهدا مميزا، وسارعت على الفور الى وضع لافتات في بعض الاماكن على الشاطئ تحذر فيها جميع الناس من السباحة فيها لوجود تيارات بحرية، كما أمنت للمنقذين في مسبح صيدا الشعبي، بعض اللوازم لعمليات المراقبة والانقاذ،غير ان الحاجة تبقى ضرورية وماسة، لإخضاع كل المنقذين لدورات متخصّصة، وحيازتهم شهادات إنقاذ من وزارة السياحة كما يفترض. خاصة وان معظم ما تبقى من الشاطئ الصيداوي، بما فيه مسبح صيدا الشعبي، موجود عند المدخل الشمالي للمدينة فقط، وفي معظمه توجد تيارات بحرية،والقسم الانسب من الشاطئ والذي لا وجود فيه لتيارات بحرية، هو شاطئ مسبح القملة، المواجه لقلعة صيدا البحرية والقريب من استراحة صيدا السياحية، ولكن للاسف لا تزال المياه الآسنة من مجرور القملة تتدفق الى هذا الشاطئ وتلوث مياهه، ولا وجود لأي مراقب او موظف، ومؤخرا وقعت فيه مأساة غرق الصغير مهدي احمد سلامة،الذي وجد جثة بعد اربعة ايام على فقده، عند شاطئ خليج جونيه، وبعد ذلك بأيام قليلة حصلت مأساة وفاة شقيقتين سوريتين، قبالة المسبح العسكري بالقرب من مسبح صيدا الشعبي.

طائرة إنقاذ صغيرة

ومساء الخميس نظمت بلدية صيدا حفلا على شاطئ مسبح صيدا الشعبي، خصص لمشاهدة طائرة صغيرة من دون طيار، قدمتها جمعية اصدقاء زيرة وشاطئ صيدا، برئاسة عضو مجلس بلدية صيدا كامل كزبر، الى رئيس البلدية محمد السعودي ليضعها بتصرّف الموظفين في المسبح، ومهمة الطائرة الإقلاع مع دولاب مطاطي عبر "ريموت كونترول" فوق مياه البحر، ورميه فوق الغريق بانتظار وصول الشخص المنقذ.

وقبل وقت قصير من وصول المدعويين الى مكان الحفل، يتقدّمهم السعودي وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية بسام حمود،ومسؤول خفر السواحل في قوى الامن الداخلي في الجنوب النقيب هيثم سويد، وممثلين عن هيئات صحية واجتماعية، جرت أكثر من محاولة لاجراء تجربة على عمل الطائرة، ولكن فوجئ المعنيون بتصنيعها وتطويرها، بعدم اقلاعها، من دون معرفة العطل الذي طرأ عليها، فقرّر المعنيون الاكتفاء بعرض شريط فيديو مصور .

وقال كزبر في الحفل إن هذه المبادرة جاءت على ضوء تزايد حوادث الغرق المؤسفة التي حصلت على الشاطئ الصيداوي، والطائرة مخصصة للإنقاذ البحري وبامكانها رمي دولاب مطاطي للغريق بانتظار حضور فريق الإنقاذ، وهي تصل بسرعة إلى مكان الغريق ويمكن توجيهها والتحكم بها عن بعد.

ونوه السعودي بمبادرة جمعية زيرة وأصدقاء صيدا، التي هي مبادرة سباقة، واضاف " ومن الآن نقول إنه يمكن تسجيل سبق هذه الفكرة وهذا الاختراع لجمعية زيرة وأصدقاء صيدا. فألف شكر لهم على مبادرتهم التي تعكس روح المسؤولية والهمة والنخوة لدى رئيسها واعضائها".

ودعا السعودي المواطنين "للالتزام بالسباحة ضمن نطاق المسبح الشعبي حيث يعمل فريق الإنقاذ في بلدية صيدا ويسهر على سلامتهم بإذن الله، وعدم السباحة في منطقة التيارات الخطرة، التي سبق أن أعلنت البلدية عن حظر السباحة فيها، ووضعت لافتات إرشادية تحذيرية على الشاطىء بهذا الخصوص".

واعلن السعودي ان سيتم نقل المسبح الشعبي من مكانه الحالي إلى منطقة القملة ليتمتع رواد السباحة بشاطئ مميّز وممتع.