الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الرئيس القوي وموقف بكركي والتفاهمات الدولية

حبيب شلوق
الرئيس القوي وموقف بكركي والتفاهمات الدولية
الرئيس القوي وموقف بكركي والتفاهمات الدولية
A+ A-

تبدي أوساط غير بعيدة من بكركي استغرابها لانتقاد البعض، ومنهم مسيحيون، البطريركية المارونية على اعتبار انها تحصر مطالبتها بانتخاب رئيس للجمهورية، حتى ان هذا البعض يذهب أبعد من ذلك ويقول بشيء من المغالاة ان بكركي تقبل بأي ماروني للرئاسة.
لكن الامر ليس بهذه البساطة وليس هذا الموقف الحقيقي للكنيسة المارونية، إنما الموقف، بحسب هذه الأوساط، هو ان بكركي هي أشد حرصا وتمسكا - كما الفاتيكان - بانتخاب رئيس لكل اللبنانيين يكون مثالاً في الأخلاق والرؤية لقيادة البلد. وهي بالتالي لن تتوقف عن المطالبة بانتخاب رئيس حتى يقتنع كل الأطراف بأن الباب الوحيد لحل كل المشكلات التي يتعرض لها لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً هو انتخاب رئيس يعيد التوازن إلى الحياة السياسية ويضبط ايقاع الممارسة الإدارية.
والواضح بحسب الأوساط نفسها ان موقف بكركي المشدّد على انتخاب رئيس هو موقف أولي يليه حتما بحث جدي في المواصفات عندما يتم الاتفاق على المبدأ، وأن البطريركية تدرك تماما أن للرأي العام دوراً في توجيه الانتخاب لأن انتخاب "أي رئيس" يخشى معه ان يؤدي الى مزيد من الاحباط ثم الى نوع من انتحار مسيحي.
وفي خلاصة التقارير الواردة الى أجهزة الكنيسة عن المجتمع المسيحي أن هذا المجتمع يريد رئيساً يمثل طموحاته، وخصوصا أن المسيحيين في رأي الأوساط غير البعيدة من بكركي، لا يزالون يتمتعون بالموقع السياسي والاقتصادي والمالي المميز، حتى انهم لايزالون يتمتعون بوجود ديموغرافي واضح، وبالتالي فهم لا يحتملون رئاسة تأتي بمزيد من الاحباط، ولا رئاسة مهمشة لا لون لها ولا رائحة ولا طعم، ولا دور، كذلك هم لا يريدون أن تكون الرئاسة "ملحقة".
في اعتقاد أوساط سياسية عدة انه بات شبه مؤكد ان لا رئيس من ١٤ آذار ولا رئيس من ٨ آذار، وهذا ما بات الجميع مقتنعين به، مما يعني ان للرئيس المستقل أرجحية. وفي هذا الإطار ثمة طرحان يتداولان، الأول هو ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، التي توافقا على تسميتها "اعلان مشترك" وتركت ارتياحا في أوساط المسيحيين واسترخاء في المجتمع، وهي ورقة أكدت ضرورة "انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الاخرى والإيفاء بقسمه والتزامات الرئاسة، بما يؤمن الشركة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا".
وهذا يعني ان قوة الرئيس الآتي توافقياً على أنه وفق الإعلان المشترك "قوي ومقبول في بيئته وقادر"، تنبع من اتكائه على "التيار" و"القوات" في وقت واحد، أضف الى ذلك دعماً مؤكداً من بكركي التي طالما نادت بديهياً بأن يكون هذا الرئيس "ناصع الممارسة وصاحب اخلاق ونزاهة وثقافة واسعة وقدرة على الادارة وغير مرتهن لأي جهة ولا ينوء تحت ممارسات غير مقبولة".
وتعلق أوساط بكركي أهمية كبرى على هذا الاستحقاق وعلى إمراره بشكل طبيعي وفي أسرع وقت لأن أي تأخير يعني اعتياد اللبنانيين على "اللا رئيس" وتالياً خسارة المسيحيين في لبنان والشرق المركز السياسي الأول والأبرز لهم، وهي تخشى اذا لم يتوحد المسيحيون لإيصال رئيس وظلوا في خضم هذا التناحر والصراع على مصالح شخصية ضيقة، من ان يستفيد آخرون فيعملوا على إمرار رئيس ضعيف وغير مقبول في بيئته. ومن هنا الرهان على "الإعلان المشترك" وعلى استمرار التفاهم "العوني" و"القواتي" المستظل عباءة البطريرك.
وفي انتظار أن يأتي الترياق من التفاهمات الدولية، فتنتج رئيساً، تستمر مداراة التفاهم الذي حصل أخيراً بين الركنين الأكبرين في الأوساط المسيحية، لأن أي "دعسة ناقصة" تودي بكل أمل في رئيس مسيحي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم