الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

تسيبراس المراهن على شعبيته "يلعبها صولد"

المصدر: "النهار"
تسيبراس المراهن على شعبيته "يلعبها صولد"
تسيبراس المراهن على شعبيته "يلعبها صولد"
A+ A-

في خضم واحدة من أسوأ الازمات التي تشهدها اليونان، ارتأى رئيس الوزراء اليساري اليكسيس تسيبراس تقديم استقالته والدعوة الى انتخابات مبكرة، هي الثامنة من نوعها في ست سنوات،ومن شأنها انقاذه من التبعات السياسية لرزمة الانقاذ المالية الجديدة لبلاده.
فعلى رغم التراجعات الكبيرة التي قام بها والتمرد الذي يوادهه داخل الائتلاف الذي يتزعمه، قال تسيبراس الواثق من شعبيته في خطاب بثه التلفزيون مباشرة :"اضع كل ما قمت به (في الاشهر السبعة الاخيرة) برسم الشعب اليوناني"، مراهنا على أن الناخبين سيدعمونه قبل سريان الجولة الجديدة من اجراءات التقشف.


وتفسح خطوته الطريق لتعيين ادارة انتقالية للاشراف على انتخابات يتوقع اجراؤها في 20 ايلول.ومن شأن انتخابات مبكرة دعي اليها في اليوم الاول من تطبيق برنامج الانقاذ الدولي الجديد الذي تبلغ قيمته 86 مليار جنيه استرليني، أن تعيد اليونان مجددا الى فترة من القلق السياسي.الا أنها يمكن أن تتيح لتسيبراس البناء على شعبيته المستمرة آملاً في تأليف حكومة أكثر تماسكاً .
وكان مسؤولون أُثاروا الاسبوع مسألة اجراء انتخابات مبكرة بعدما صوت نواب من الفصيل المتشدد في تكتل "سيريزا" ضد رزمة الانقاذ الجديدة التي وافق عليها تسيبراس ، الامر الذي حرم الحكومة الغالبية.


وأمكن اقرار الرزمة بعد دعم ثلاثة أحزاب معارضة مؤيدة لاوروبا ، الا أن "منصة اليسار" المتطرفة ابقت الائتلاف الذي يتزعمه "سيريزا" رهينة لحزب الديموقراطية الجديدة، من يمين الوسط، في اي تصويت مقبل.
وفي خطابه أقر سيريزا بأنه لم يحصل على شروط الانقاذ التي يريدها، الا أنه رأى أن الاتفاق هو أفضل ما أمكن التوصل اليه في هذه الظروف.وأضاف أنه قاوم الضغوط لتقليص معاشات التقاعد وتخصيص قطاع الكهرباء.


وجاء قرار تسيبراس الاستقالة بعد ساعات على اعلان وزير المال ان الآلية لاوروبية للاستقرار ، وهي صندوق الاتحاد الاوروبي للانقاذ، وافقت على دفع 13 مليار جنيه استرليني من رزمة الانقاذ الجديدة لليونان وقيمتها 86 مليار استرليني، وهي كافية لتغطية حاجات اليونان للشهرين المقبلين.
واضطرت اليونان الى تمرير سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية وجراءات التقشف القاسية في اطار برنامج الانقاذ الجديد، الذي أقر في على مرحلتين من التشريع في البرلمان اليوناني.


ويتوقع أن تؤخر الحملة الانتخابية تطبيق الاصلاحات المالية والهيكلية الذي أمكن الاتفاق عليها مع الدائنين نظرا الى أن الحكومة الموقتة ستفتقر الى التفويض لاتخاذ قرارات سياسية، علماً أن التقدم البطيء في الاصلاحات قد يعقد المحادثات المقررة في الخريف المقبل في شأن اعفاء اليونان من ديون ، وقرار صندوق النقد الدولي في شأن مساهمته المحتملة في رزمة انقاذ ثالثة للبلاد.
وعلى رغم استسلامه لضغوط الترويكا وشروطها القاسية لتوفير برنامج انقاذ جديد، لا يزال تسيبراس يتمتع بشعبية في اليونان حيث يعتبر أنه ناضل بشراسة للحصول على افضل الشروط.


وفي استطلاع أخير أجري أواخر تموز الماضي، حصل على نسبة تأييد تناهز 61 في المئة.
الباحث في مركز الرأي "برويغل" ومركزه بروكسيل نيكولا فيرون قال إن "الانتخابات مزعجة على المدى القصير، لكنها ستؤدي على الارجح الى ائتلاف اقل اختلالاً مما هو الان....وقادر على توفير الاستقرار في تطبيق برنامج الاصلاحات...الائتلاف الحالي انهار في اي حال".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم