الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"بوب" يخطط للهروب عبر بحر لبنان ..."سأرحل بعد أيام"

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
"بوب" يخطط للهروب عبر بحر لبنان ..."سأرحل بعد أيام"
"بوب" يخطط للهروب عبر بحر لبنان ..."سأرحل بعد أيام"
A+ A-

أماطت قضية هجرة الأجانب اللثام مؤخراً عن خبر وقوع ضحايا في غرق زورق لتهريب المهاجرين إلى أوروبا، انطلاقاً من سواحل طرابلس، كان متوجّهًا إلى السواحل التركية.


يشير الحادث مرة جديدة إلى ان لبنان بلد انطلاق للمهاجرين الأجانب المعروفين بغير الشرعيين، وعلى أرضه تعمل العديد من الشبكات المختصة بتجارة #البشر.


دفعات الشباب المهاجر لا تجري وفق أسلوب الهجرة العادية، إنما باتت تتمّ وفق أسلوب الهجرة الأجنبية غير الشرعية، وبطريقة التهريب، واللجوء إلى مافيات متخصّصة بإيصال الانسان إلى مكان افتراضي آمن ومستقرّ، قد يجد فيه شيئا مما يصبو إليه. وليس هؤلاء الشباب من المتشردين الأميين الذين لم يكتسبوا ما يمكّنهم من إيجاد فرص عمل، فهم غالبا متعلّمون، وخرّيجو ثانويات ومهنيات وجامعات، يحملون شهادات تحتاج إليها، وتبحث عنها مراكز العمل في دول #العالم، المتحضر منها وحتى الذي لم يبلغ المستوى العالي من الحضارة.



لا يريد شابٌ طرابلسيٌ التعريف بنفسه إلا باسم مستعار هو "بوب"، فهو على مسافة أيام من الهجرة بطريقة التهريب، ولا يريد أن تكشف هويته منعاً لإحباط مشروعه المستقبلي بالهجرة غير الشرعية.



يبدأ بوب بتلاوة المذكرة الصادرة عن السلطات الألمانية بصدد المهاجرين، يقرأها بألفاظ ومفاتيح كلام مضبوط لغوياً. نسأله: تقرأ جيدا يا بوب. إلى أي صف وصلت؟ يقول: "أحمل شهادة القسم الثاني المهنية باختصاص الكومبيوتر".


"بوب" شاب منطلق، لم يبلغ الثلاثين بعد، يمكن وصفه بحسب مظهره بـ"الجدع". يرتدي ثياب الغطس، وينزل إلى البحر التاسعة مساء، ويبقى يسبح حتى الثالثة فجرًا بحثًا عن أخطبوط أو كالامار أو حنكليس أو اي من ثمار البحر، ليبيعها في اليوم التالي فيسدُّ بها حاجته الحياتية.


 


حب الغطس


"أحب الغطس، وأتمنى أن لا أخرج من البحر، لكن المردود رمزيٌ ويكاد لا يكفي مصروف جيب. لذلك، أنا مهاجر في الأيام المقبلة"، يعلن "بوب" بشكل قاطع، مضيفاً: "ليس لدينا ما نخسره بالهجرة. ولا نعرف كيف تتفتق عبقريات القيادات فتنفجر الأوضاع، ومن يعرف ماذا يحلّ بنا آنذاك؟ فالهجرة أفضل مهما كانت النتائج".


أمام اصرار بوب، نحاول إقناعه بأن الحرب في #لبنان توقّفت، وبأشياء أخرى، ولقاء كل حجة منا، نجد انه يمتلك الجواب الكافي لإسكاتنا.
وفي سياق التساؤل عن مخاطر طريقته في الهجرة غير المشروعة في ظل الأنباء المتكررة عن غرق مراكب المهاجرين في البحر، يروي "بوب" الطريقة "الفضلى"، ويقسمها قسمة الخبير إلى قسمين، #هجرة اللبناني، وهجرة النازح السوري، ولكلٍّ طريقه.


عن هجرة اللبناني، يقول "بوب": "نسافر بطريقة شرعية بالطائرة إلى تركيا. ونتعرف هناك على من ينقلنا بحرًا بطريقة التهريب إلى اليونان لقاء ١٢٠٠ دولار أميركي. يسلّم واحدنا نفسه للسلطات اليونانية التي تستصدر بحقه قرارًا بالترحيل في غضون خمسة أيام قبل زجه النهائي بالسجن. ويضيف ما امتلك من معطيات يتناقلها الشباب الراغب في الهجرة غير الشرعية:
"خمسة أيام هي فرصة شرعية لتدبير أمرك. تتعرف خلالها على أشخاص، ينقلونك تهريبًا بالبر إلى #هنغاريا، وبعد مسير ثلاثة أيام في غاباتها، تصل إلى الأوتوستراد الدولي المؤدي إلى ألمانيا، فتدخلها بطريقة غير شرعية، وتتقدّم بطلب للحصول على قبولك لاجئا سياسيا".



في هذه النقطة، يميّز "بوب" بين السوري وغير السوري، ويوضح، ودائماً وفق معطياته، أن السلطات #الألمانية تمنح حق اللجوء للسوري من دون تعقيدات وتتجمع مجموعة شباب، فتؤمن لها السلطات شقة إقامة، ثم تخضع أفرادها لِتلّعم الألمانية لمدة عام، وتأذن لهم بالعمل بعد سنة بطريقة شرعية.


اللبناني
وعن اللبناني، يقول "بوب" إن "الألمان لا يسمحون للبناني باللجوء، ومن هنا نضطر أن نشتري أوراقًا ثبوتية #سورية لقاء ٤٠٠ دولار، وندخل إلى ألمانيا كلاجئين #سوريين. أما السوري فعليه تدبير أمر أوراقه الثبوتية، وإذا لم تتوافر له طريقة بالخروج الشرعي إلى ألمانيا، يُبحر إلى اليونان على متن قارب صيد غير شرعي، ويُسلّم نفسه إلى السلطات اليونانية التي تتصرف معه كما تتصرف مع اللبناني، ويعبر إلى هنغاريا بواسطة وسطاء، ومنها إلى #ألمانيا أو #السويد حيث ينال القبول باللجوء السياسي بسهولة".



وكان #الجيش_ اللبناني قد ألقى منذ نحو أسبوعين القبض على زورق وعلى متنه أربعة بحارة، وعلم من مصادر في #الميناء أن الأربعة هم ممن يؤمّنون الرحيل غير الشرعي للشبان. لكن معلومات "بوب" يشير الى ان "مائتي شاب من الميناء تمكنوا من الخروج في الآونة الأخيرة، والحبل على الجرار، وطلب الهجرة إلى تزايد".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم