الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بشامون تحت رحمة مطمر غير صحي و"مؤقت"!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بشامون تحت رحمة مطمر غير صحي و"مؤقت"!
بشامون تحت رحمة مطمر غير صحي و"مؤقت"!
A+ A-

مطامر "ميني" علنية وأخرى سرّية واحدة من الحلول الجزئية لأزمة يخشى أن تكون أبدية. فبعد استبعاد امكانية تطبيق الحلول المطروحة من قبل بعض السياسيين، سواء التدوير والفرز أو التصدير في المدى القريب، لم يعد امام البلديات سوى البحث عن حلول "فردية"، بعضها كانت مرضية والأخرى عبثية.


كغيرها من البلديات، درستْ بلدية #بشامون سبل التخلص من النفايات التي تراكمت على جوانب الطرق وبدأت انعكاساتها السلبية مهددة حوالي 25 ألف نسمة هم عدد سكان المنطقة، من انبعاث الروائح الكريهة إلى ظهور الحشرات والقوارض، لا سيما بعد تخمرها السريع في ظل ارتفاع درجات الحرارة ، ولم تجد حلاً الا بطمرها في ارض تعود ملكيتها إليها في الوادي الواقع بين منطقة المدارس وطريق عام #عرمون، تجاه مدرستي "الإليت" و"لويز فاغمن"، وكما قال نائب رئيس البلدية وليد عساف لـ"النهار": " امامنا حلّ من اثنين لا ثالث لهما، اما ترك النفايات على الطرق وامام ابواب السكان أو طمرها". وأضاف "اذا السياسيون لم يجدوا حلاً ماذا عسى البلديات أن تفعل؟".


كتاب إلى "سوكلين"
وزير الصحة وائل ابو فاعور أسف "لعدم وجود أفق واضح لغاية الآن لعلاج أزمة النفايات، إذ يبدو أن كل الخيارات موصدة حتى اللحظة"". لكن مكبّ بشامون مؤقّت وصحّي، ولا يمكن ان يستمر لوقت طويل"، بحسب عساف الذي شرح انه "يقع على مساحة أرض تقارب 44 الف متر مربع، بعيدة عن الابنية السكنية"، لافتاً انه "قبل ذلك كان يتم نقل النفايات بسيارات خاصة، لكنه ليس حلاًّ عمليًّا، ما دفعنا الى توجيه كتاب لشركة "سوكلين" نطلب منها القيام بهذه المهمة، وقد وافقت على ان نقوم بفرزها لتنقل هي فقط المواد العضوية مرة او مرتين في الاسبوع اذ لم تعد تتكدس #النفايات، اما الطمر فتقوم به آليات تابعة للبلدية، ويكون ذلك بوضع متر ونصف الى مترين من التراب فوقها". بنفس الشروط المسبقة تعمل "سوكلين" على نقل النفايات من بشامون "وهي على علم بعدد الاطنان التي تنتجها البلدة، وندفع مسبقا عن كل طن، نحن بحاجة للشركة اليوم ولو رفعت سعرها".


التلويح بالعصيان


بالفم الملآن قالها وزير الصحة وائل ابو فاعور إننا على شفير كارثة صحية كبرى، لكنّ حلَّ البلدية الذي حاول تلقف الأسوء لم يلقَ رضى اهالي بشامون او قسم كبير منهم، على الرغم من ان مختار البلدة انور الحلبي اكد ان "الاعتراض كان مؤقتا والآن حصلت الموافقة بعدما تكشف للجميع ان المطمر مؤقت ولا يضرّ بالصحة"، كلام لم يتوافق مع رؤية السيد محمد شومان الذي قال ان "سوكلين تدور حاملة عار الدولة لطمره في أي مكان، وآخر هذه الأماكن منطقة بشامون المدارس. نحن نسكن في منطقة المدارس وليس لنا الحق في انتخاب بلديتها، إلا أنها تتكلم باسمنا وتنزع منا حق الاعتراض وتنشئ مطمرًا بين مساكننا، وعندما تصدى لها سكان المنطقة واجهتهم قوة من شباب الضيعة مدَّعية أن الأرض أرضهم"، وانتقد شومان رئيس جمعية سواعد البيئة والتنمية سهيل المكحل والسيد ياسر جمول "اللذين اجتماعا برئيس البلدية حاتم عيد ونائبه وأعلنا عن موافقتهما على المطمر". وتساءل شومان "من فوّضكما الموافقة والتحدّث باسمنا؟" محملهما المسؤولية مع البلدية عن صحّة الاهالي، ملوحا "بعصيان مدني يمتنع من خلاله الاهالي عن دفع رسوم البلدية وهي ٣٠٠ ألف ليرة سنوياً عن كل مسكن".


المكحل ينفي الاتهامات
من جانبه، نفى المكحل أن يكون قد أعطى موافقة باسم أحد، وشرح فائلاً انه "عندما تأزمت الأمور بعد رفض الأهالي نقل النفايات عن طريق شارع الامين ما أدى الى اشكال واطلاق نار، اتصلت بي البلدية طالبة مني التوسّط بينها وبينهم، وهذا ما حصل حيث اجتمع الطرفان بحضوري وتوصّلا الى حلّ يرضيهما يقوم على ايجاد طريق بعيدًا عن المنازل السكنية للوصول الى المطمر، وفعلا تمّ شق طريق الى الوادي". وعن الطرف الذي مثّل الاهالي، أجاب: "كان هناك ثلاثة الى أربعة أشخاص مثلوا التجمع الذي نزل الى الطريق حين حصل الاشكال قبل نحو اسبوعين، ومن لديه اعتراض يمكنه التوجّه الى البلدية وتسجيل اعتراضه، كما انه لا يمكننا أن نرضي كل يوم مجموعة من المعترضين".


علامات استفهام
من جانبها، طرحت زوجة شومان، السيدة بهية بعلبكي علامات استفهام عدّة، وقالت: "يحاولون اسكات الناس‬ بالاعلان ان المطمر سيبقى لأيام معدودة، لكن ما الذي يؤكّد ذلك خاصة اننا اعتدنا أن المؤقت في لبنان يستمر للأبد، كما توجد شكوك حول مصدر النفايات أهي من بشامون المدارس فقط، أم من الضيع المجاورة او حتى من بيروت وغيرها من المناطق؟ وما حجم اﻻستفادة المالية للبلدية؟ وهل السكوت سيفتح شهية المسؤولين على توسيع المطمر ليصبح بديلاً عن مطمر الناعمة؟". وأضافت "من شروط الطمر الا يقتصر على مترين من التراب، والبعد عن التجمعات السكنية ومسارب المياه كونها تجرف المواد المطمورة، والمعروف ان المكب المستحدث هو ممر لمياه الأمطار". اما الدكتورة بثينة رحال، وهي من سكان المنطقة، فعلقت قائلة: "لا نقبل ان تتحول بشامون الى مزبلة، نريد أن يعيش اولادنا في اجواء صحية".
بما أن "تصدير النفايات في البحر غير ممكن"، كما قال ابو فاعور، وبما أن لا بديل عن #مطمر الناعمة في المدى القريب، ستبقى المكبات "الفرعية" لكل بلدة هي الحل المميت على المدى البعيد!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم