الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أين أصبح استطلاع الرأي "العوني" في شأن الرئاسة؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أين أصبح استطلاع الرأي "العوني" في شأن الرئاسة؟
أين أصبح استطلاع الرأي "العوني" في شأن الرئاسة؟
A+ A-

لا على قاعدة نبش القبور أو "دق الأسافين" إنما رداً على أسئلة الشارع اللبناني، خصوصاً المسيحي: أين أصبح استطلاع الرأي العوني في شأن الرئاسة والذي شغل الصالونات السياسية طوال فترة؟ هل تراجع عنه "التيار الوطني الحر" أو أجله أو المرحلة السياسية فرضت تجميده؟


"النهار" اتصلت بقيادات عونية عدة، (نواب، قياديون، مقربون) غالبيتها نفت علمها بأي جديد عن الموضوع، ومنها فضلت عدم تناول هذا الملف "لما فيه من حساسية في هذا التوقيت"، أما أحد النواب فاقتصرت اجابته بـ"عم منشتغل عليه". اتجهنا إلى الطرف الآخر، "القوات اللبنانية" التي وافقت على اجراء الاستطلاع، فتحفّظ أحد قيادييها عن الدخول في الملف وقال: "اسأل العونيين، لم يصلنا أي جديد عن الموضوع، ولم نتابعه ويبدو أن الأحداث الحالية سبقته ولم نتداول به"، مرجحاً أن يكون "الاستطلاع قد علّق إلى مرحلة أخرى".



وبالتالي كان لا بد من نظرة تحليلية على موضوع، ووفق معطيات عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الياس الزغبي فإن "الاستطلاع تحول إلى ورقة مطوية وهناك اتجاه لدى العماد ميشال عون شخصياً والبطانة المحيطة به، للتخلي عن فكرة الاستطلاع، بسبب عاملين".


ويوضح أن "العامل الأول هو ظهور مدى الضمور في الحالة الشعبية التي كانت للعماد عون في العام 2005، وتجلى ذلك بوضوح في المرتين الأول والثانية من التظاهر، حيث كانت الاستعدادات كثيفة جداً وبتدخل مباشر من العماد عون واستعطاف شخصي منه"، ويضيف: "استخدمَ عون الوسيلة العاطفية وكان يجمع منسقي المناطق والكوادر ورؤساء اللجان والنواب والناشطين في التيار ويقول لهم انتم ترون بأم العين كيف أن هذه السلطة والتركيبة السياسية وهذه الأكثرية تريد أن تسحقني وأن تكسرني ويكفي انهم يحاولون ذلك، فلا تكسروني أو تعزلوني في تياري، وعليكم بأقصى جهدكم أن تستنفروا وتحشدوا اقصى ما يمكن من ناس في مناطقكم  وأحيائكم والنقابات والجامعات والطلاب، وعقد اجتماعاً مع الناشطين الذين يحركون التيار على الأرض، ووضعهم امام مسؤولياتهم، بأنه إذا لم ينزل على الأقل ألف شخص من كل ناشط، يفضل ألا يأتي إلى الرابية، فهم يحاولون كسري من الخارج فلا تكسروني من الداخل". وبرأي الزغبي أنه "على الرغم من كل الاستنفار العاطفي والتحضيرات التي تواصلت أكثر من 10 أيام، كان النزول إلى الشارع هزيلا قياسا بما يمكن أن يقوم به زعيم في وضع العماد عون الذي نال أكثر من 70% من اصوات المسيحيين سنة 2005".


أما العامل الثاني، فيرتبط بحسب الزغبي بـ"ما بلغ الرابية من اصداء واضحة بالأرقام عن استطلاعات أجرتها جهات لا علاقة لها بالقوات اللبنانية أو التيار العوني مثل بعض السفارات وجهات كنسية معينة، واكتشفوا أن العماد عون لم يكن الأول في ثلاث استطلاعات (قامت بها جهة أميركية، وفاتيكانية وكنسية داخلية) وكان يتقدم فيها جعجع بفارق ضئيل، نقطة أو اثنين مئوية عن العماد عون، وهذه النتائج كانت من أسباب تراجعه عن الاستطلاع".


ووفق الزغبي فإنه التقى منذ أيام "أحد اصحاب مراكز الاحصاء المعروفة التي من المرجح أنها كانت مكلفة باجراء الاستطلاع، ولمح إلى أن حماس الرابية تجاه الاستطلاع تراجع من دون ان ينقطع وهناك احتمال أن يعود الجنرال ويحرك الموضوع لكن الآن الاستطلاع مجمّد ويعود تجميده الى ما يحصل على الأرض".


ويضيف الزغبي: "وفق تقديراتي فإن صاحب المؤسسة استلم الدفعة الاولى من كلفة العمل على الاستطلاع ومن دفعها هو مموّل ومسؤول كبير مقرب من عون، والآن كل الأمور مجمدة أكان من ناحية الدفعات أو العمل الاستطلاعي وأعتقد أنه ينتظر أن يختبر شعبيته مرة ثالثة، ليقول أنها حركة تصاعدية وإذا نجح في الحشد قد يتجه نحو الاستطلاع".



خلاصة الأمر بالنسبة إلى الزغبي أن "عون لم يلغ الاستطلاع نهائياً بل سيربطه بمكاسب قد يحققها، مثلا إذا نجح في تحويل قانون من مجلس النواب إلى الحكومة برفع سن التقاعد للعمداء، ليبقى العميد شامل روكز ثلاث سنوات اضافية، ويبقى لديه الامل ليكون قائد جيش، حينها يعتمد على ذلك ليقول للرأي العام والمسيحيين: انظروا إلى نضالي لقد حققنا أمراً ما. ويمكن حينها احياء الاستطلاع من جديد".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم