الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فتيات بتنال الثلاث صورة مقلقة عن الجهاد النسوي... ماذا قالت أميرة عن زوجها اللبناني؟

المصدر: "النهار"
فتيات بتنال الثلاث صورة مقلقة عن الجهاد النسوي... ماذا قالت أميرة عن زوجها اللبناني؟
فتيات بتنال الثلاث صورة مقلقة عن الجهاد النسوي... ماذا قالت أميرة عن زوجها اللبناني؟
A+ A-

شغلت ثلاث فتيات بريطانيات هربن من #لندن العالم في شباط الماضي. وبعد اختفاء أثرهن خمسة أشهر، نشرت صحيفة "#التلغراف" البريطانية، مقطع فيديو تظهر فيه شيما بيغم وخديجة سلطانة وأميرة عباس يتجولن في شوارع #الرقة بسوريا، وهن يحملن "الكلاشنيكوف".مذذاك، كثرت التكهنات في شأنهن وطريقة انتقالهن من #بريطانيا الى #سوريا. وذهبت تقارير الى اتهام الاستخبارات التركية بالتورط في هذه العملية.


 


 


"أم أسماء"، المنشقة عن "#داعش" تحدثت لوسائل اعلام أجنبية عن أساليب التنظيم في غسل عقول الفتيات بهدف استغلالهن ، وقالت إنها التقت البريطانيات الثلاث وأبدت دهشتها ل"حماستهن". واليوم، نشرت صحيفة "النيويورك تايمس" تقريرا هو الاكثر تفصيلاً عن انضمام البريطانيات الى"داعش".


في الليلة التي سبقت ذهابها الى سوريا للانضمام الى "الدولة الاسلامية"، كانت خديجة ترقص في غرفتها.كان ذلك يوم الاثنين من عطلة شباط المدرسية.قريبتها وصديقتها الحميمة، وهي في الثالثة عشرة وأصغر منها بثلاث سنوات، غرقت في النوم. في تلك الليلة، تركت خديجة غرفتها لقريبتها ونامت في سرير أمها.
منظر الغرفة في تلك الليلة الذي حُفظ على الهاتف الخليوي لخديجة في تاريخ 16 شباط وأعاد اقاربها مشاهدته عشرات المرات مذذاك، يظهر الفتاة التي اعتقدوا أنهم يعرفوها: فرحة واجتماعية ومسلية ولطيفة.ولكن لاحقا تبين لهم أن ما شاهدوه ليس الا وداعا منظماً لمراهقة استثنائية وذكية أمضت أشهرا تخطط لمغادرة منزل طفولتها في بنتال غرين، شرق لندن، مع اثنتين من رفيقات صفها، وذلك على خطى رفيقة أخرى لهن سبقتهن الى مناطق سيطرة "الدولة الاسلامية".


صباح الثلثاء، استيقظت خديجة باكرا وتعطرت وقالت لأمها أنها ذاهبة الى مدرسة للحصول على بعض الكتب وتمضية النهار في المكتبة. التقطت حقيبة صغيرة ووعدت بالعودة بحلول الرابعة والنصف.
تلك الليلة فقط لاحظت العائلة أن هناك أمرا ما يحصل.عندما لم تعد خديجة بحلول الخامسة والنصف، طلبت الام من ابنتها الكبرى أن ترسل اليها رسالة نصية، الا أن خديجة لم تجب.خانون قصدت المكتبة ولكنها لم تجد شقيقتها.ذهبت ايضا الى المدرسة لكن الموظفين قالوا لها أن ايا من التلامذة لم يأت الى المدرسة. ولدى عودتها الى المنزل، كانت أمها قد فتشت خزانة خديجة وووجدت أنها فارغة، في ما عدا من بعض القطع الموضبة في طريقة لافتة. "وقتها بدأت اخاف"، قالت خانون (32 سنة) في مقابلة أجريت معها في منزلها أخيرا.


سافرت الى تركيا


ومع ملاحظة العائلة اختفاء حقيبتين من المنزل، قالت خانون:"يبدو أنها أخذت أغراضها تدريجا ووضبت حقيبتها في مكان آخر".
صباح اليوم التالي، أبلغت العائلة الى الشرطة اختفاء خديجة.وبعد ذلك بساعات، وصل ثلاثة ضباط من فرقة الارهاب المضاد من شرطة لندن الى المنزل.أحدهم قال:"نعتقد أن ابنتكم سافرت الى تركيا مع اثنتين من رفيقاتها".وحتى في ذلك الوقت، تتذكر خانون "لم تخطر سوريا على بالي".
المرة التالية التي رأت فيها شقيقتها كانت على نشرة الاخبار عندما أظهرتها كاميرا المراقبة مع صديقتيها، شيما بيغم وأميرة عباس وهما في الخامسة عشرة، يمررن بهدوء التفتيش الامني في مطار غيتويك في اتجاه الرحلة 1966 للخطوط الجوية التركية الى اسطنبول، قبل أن يستقلن باصاً الى سوريا.
هذه اللقطات حولت فتيات بتنال الثلاث ، كما عرفن لاحقا، الى وجه لظاهرة جديدة مقلقة:شابات تنجذبن الى ما يسميه بعض الخبراء ثقافة فرعية جهادية طاقتها تنبع من الفتيات.


وبحسب تقرير جديد أصدره "المعهد من أجل الحوار الاستراتيجي" الذي يساهم في ادارة قاعدة المعلومات الاوسع عن النساء اللواتي يسافرن الى المنطقة أن نحو 4000 غربي سافروا الى سوريا والعراق، بمن فيهم أكثر من 550 فتاة وامرأة للانضمام الى "الدولة الاسلامية".


 



الصورة: المبنى الذي كانت تقطن فيه منزل أميرا


 


زوجات وأمهات ومشجعات على العنف


الرجال الذين ينضمون الى "الدولة الاسلامية" يصيرون مقاتلين على غرار الاجيال السابقة من الجهاديين الذين انضموا الى الجبهات في البوسنة وأفغانستان والعراق.وفي المقابل، لا يعرف الكثير عن النساء والفتيات الغربيات اللواتي ينضمن الى "داعش".فلئن يمنعن من القتال، تشارك الغربيات في دعم جهود بناء الدولة من موقعهن كزوجات وأمهات وأحيانا مشجعات على العنف على الانترنت.
كثيرات من "الداعشيات" الغربيات عازبات وشابات ، في سن المراهقة أو في مطلع العشرينات (أصغرهن في سن 13). شخصياتهن تختلف وفقا لخلفياتهن الاجتماعية والاقتصادية واتنيتهن وجنسياتهن، ولكن غالبا ما يكن أكثر ثقافة واجتهادا من الذكور الاتين من البلد نفسه.المسؤولون الامنيون يقولون إنهن قد يمثلن خطرا على الغرب بقدر الخطر الذي يشكله الرجال.وفيما تقل احتمالات مقتلهن وتزداد احتمالات خسارتهن شريكهن في المعارك، قد يحاولن العودة الى بلادهن متمرسات بعقيدتهن وساخطات.
بحسب قاعدة معلومات "المعهد من أجل الحوار الاستراتيجي" ان واحدة من كل أربع نساء صارت أرملة.
فتيات "بتنال غرين" المراهقات النحيفات وصاحبات الابتسامة الجاهزة واللكنة اللندنية، حصلن على اشادات اساتذتهن واعجاب رفاقهن في أكاديمية "بتنال غرين".


خديجة اعتبرت احدى الطلاب الواعدين في صفها، وفقا لرسالة الى والدتها بعد امتحانات تجريبية أجريت قبل مغادرتها بأسابيع. وفي أوقات فراغها كانت تساعد زملاء لها أقل موهبة منها.
صديقتها أميرة كانت نجمة رياضية وخطيبا مفوها محترماً دافعت مرة عن حقوق المسلمات في ارتداء الحجاب.كانت تقصد دوريا المكتبة المحلية حيث كانت تقرأ بنهم.وبعد اختفائها، تحققت الشرطة من لائحة الكتب التي اقترضتها، بما فيها واحد عنوانه "تمرد" تبين لاحقا أنه جزء من ثلاثية شهيرة للمراهقين.


فتاة في الرابعة عشرة قالت عنهن:"انهن من نوع الفتيات اللواتي تريد أن تكون مثلهن".
ربما لهذا السبب، لم يتحرك أحد ردا على العديدد من العلامات التي تنبأت بتحولهن الى الطريق المظلم. عائلاتهن التي لاحظت تبدل سلوك بناتهن، عزت ذلك الى نزوات المراهقة .اساتذتهن الذين لاحظوا تراجع واجباتهن المنزلية فشلوا في ابلاغ ذويهن أو التدخل شخصيا.الشرطة التي تحدثت الى الفتيات الثلاث مرتين عن صديقتهن التي سافرت الى سوريا، لم يخطرن عائلاتهم ابداً.



التمرد المراهق


الفتيات الثلاث كن ذكيات وينتمين الى ذلك العالم حيث يتم التعبير عن التدين عن التمرد المراهق من خلال التدين المتطرف الذي يشكك في كل شيء حوله. في هذا العالم، الثقافة المضادة محافظة والاسلام هو الروك البانك، والحجاب يحرر واللحى مثيرة.
"الدولة الاسلامية" تتلاعب بهذا الفتيات،مكيفة صفارات انذاراتها مع حساسياتهن واحباطاتهن وأحلامهن، محاولة تعبئة الفراغ الذي حاول الغرب حتى الان ملأه.


عندما سألتهن عائلاتهن مرارا خلال اتصالات هاتفية متقطعة ودردشات على وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب هروبهن، تحدثت الفتيات الثلاث عن تركهن مجتمعا لاأخلاقيا للبحث عن الفضيلة والمعنى الديني.
وفي تغريدة كتبتها أميرة قبل رحيلها بتسعة ايام، كتبت:"لا أنتمي الى هذا العالم".
تسنيم أكنجي، وهو محام يمثل عائلات الفتيات الثلاث يقول إنه في عالمهن يعتبر الذهاب الى سوريا للانضمام الى "الدولة الاسلامية" طريقة "للامساك بقدرك".وأضاف:"انها مسألة خيار...هذه الفتيات ذكيات ، انهن تلميذات متفوقات.عندما تكون أذكى من الاخرين، تعتقد أنه يمكنك فعل اي شيء".


حماسة وسذاجة


منذ غادرت الفتيات منازلهن، ظهرت بعض التفاصيل التي كشفت حماسة الثلاثة وسذاجتهن أيضا.
أميرة، صديقة خديجة ، "تعلقت بفكرة الوقوع في الحب".وفي احدى المرات، علقت صورة زوجين مسلمين مع عبارة "وقد خلقكن زوجين".
وفي المقابل، كتبت خديجة لاختها في المحادثة الاولى بينهما على "انستاغرام" بعد وصولها الى سوريا :"لست هنا من أجل الزواج فحسب".
أظهرت "الدولة الاسلامية" براعة في جذب أنماط نسائية مختلفة، مستخدمة استراتيجيات التعبئة من فتاة الى فتاة وصور تتعلق بالجنس.
وكونهن مسلمات، تعامل الفتيات بطريقة مختلفة جداً عن النساء والفتيات الايزيديات اللواتي يؤخذن سبايا ويعاملن كرقيقات .


"مكتب نسوي"


" المرصد السوري لحقوق الإنسان" نسب في تموز 2014 الى مصادر من مدينة الباب أن أن "داعش افتتح في حلب مكتباً نسوياً قرب مبنى السرايا في المدينة، وأن مهمة المكتب هو استقبال الفتيات العازبات والسيدات الأرامل، اللواتي يرغبن بالزواج من مقاتليه. وهذه السنة، نشرت "كتيبة الخنساء" بياناً يفيد أن النساء ينهين دراستهن في سن الخامسة عشرة وأنه يمكنهن الزواج في سن التاسعة، مع التنويه بأن وجودهن في "الدولة الاسلامية" مقدس.
وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت لمناصري التنظيم استهداف النساء الشابات مباشرة، وصولا الى ملاحقتهن الى غرف نومهن مع البروباغندا المستوحاة من الثقافة الشعبية الغربية (صور لجهاديين عند الغروب ورسائل عن التمكين).
ساشا هافليسيك،وهي المؤسسة المشاركة ل"المعهد من أجل الحوار الاستراتيجي" قالت:" بالنسبة الى الفتيات الانضمام الى داعش هو طريقة للتحرر من عائلتك ومن المجتمع الغربي الذي احبطهن...ولداعش هذا الامر مناسب جدا من أجل المعنويات لان المقاتلين يريدون زوجات غربيات.وفي معركة الافكار، يمكن هؤلاء الاشارة الى هذه الفتيات والقول:انظروا لقد اخترن الخلافة على الغرب".
خديجة والبنطلون والحجاب
امتنعت خديجة عن لبس البنطلون وبدأت وضع حجاب بعيد عطلة الصيف. في البداية كانت تفعل ذلك في المدرسة فحسب، ثم تدريجا اعتمدت ذلك في المنزل ايضا.كان ذلك تغيرا كبيرا لفتاة لطالما "أحبت" شعرها .وفي يوم من ايام الخريف الماضي، سألت شقيها ، وهو طالب علوم كان يساعدها في فروضها أحيانا ماذا يفكر عن سوريا.


صهيب تذكر أنها "سألت سؤالا عاماً جدا ...وقلت...يبدو أن النظام السوري ...تعارضه غالبية الشعب".
وفي الفترة نفسها تقريبا، لاحظ أصدقاء آخرون لخديجة والفتاتين الاخريين أن حديثهن بدأ يتغير في استراحة الغداء.
لم تخبر خديجة أهلها أن صديقتها شارمينا فرت الى سوريا بعدما توفيت والدتها وتزوج والدها مجددا.وفيما لزمت الشرطة والمدرسة الصمت حيال سفر شرمينا الى سوريا، بدأت خديجة ورفيقتيها التخطيط للحاق بها.
في 15 شباط، اي بعد يومين من مغادرة الفتيات الثلاث، أرسلت شيما رسالة عبر "تويتر" الى المجنِّدة الشهيرة في "الدولة الاسلامية" أقصى محمود، وهي من غلاسكو ومعروفة باسم أم ليث. هذه المرأة التي توفر النصيحة على مواقع التوصال الاجتماعي للمهاجرات نفت أن تكون جندت الفتيات الثلاث.
عائلة خديجة استبعدت أن تكون الفتيات جمعن ما يناهز 3 الاف جنيه استرليني لتغطية كلفة السفر الى تركيا.فخلافاً لشرمينا التي ورثت مالا من أمها، لم يكن للثلاث اللواتي لحقن بها مصدرا معروفا للمال، الامر الذي أثار تساؤلات عما اذا كن حصلن على مساعدات خارجية.
خانون أكدت أن شقيقتها خديجة أخذت معها بهضا من مجوهراتها، ولكنها ليست باهظة الثمن، وتركت بعض القطع الثمينة كعقد شوارزفكسي ، ولم تلمس المال الذي كان في حقيبة أختها ذلك اليوم ، كما لم تسرق شيئا من مدخرات والدتها.


الشرطة البريطانية لا تزال تحاول معرفة ما اذا كانت الفتيات حصلن على مساعدة عبر الانترنت من مجنّد محلي.المشكلة كما يقول محقق، إن السفر الى منطقة نزاع ليس جريمة في بريطانيا، ولا حتى التشجيع على السفر أو تسهيله، الا إذا امكن اثيات وجود هدف ارهابي.
الفتيات اللواتي وصلن الى تركيا ليل الثلثاء وأبلغ عن فقدانهم صباح الاربعاء، انتظرن 18 ساعة في محطة للاوتوبيسات في ضاحية اسطنبول وانتقلن الى سوريا بحلول الجمعة.وقد واجهت السلطات التركية والبريطانية اتهامات بالتحرك ببطء.
السلطات التركية أوقفت رجلا بتهمة مساعدة الفتيات الثلاث على اجتياز الحدود الى سوريا.وقالت وكالة أنباء "دوغان" أن الرجل ساعد بريطانيين كثرا على العبور الى سوريا مقابل ما بين 800 و1500 دولار.


المحامي أكنجي رد بأن الامر أكثر تعقيدا "إنها رحلة معقدة...لا رزمة لعطلة".
أول ما فعله عند تكليفه الدعوى هو التوجه الى تركيا مع اقارب للفتيات الثلاث وتوجه دعوة علنية لهن للعودة.والحملة التي أرفقت بهشاشتاغ حظي بتغطية واسعة في وسائل الاعلام البريطانية.


وفي دردشة على "تويتر" مع صحافية بريطانية قدمت نفسها على أنها تلميذة مهتمة بالذهاب الى سوريا، أعطتها أميرة ارشاتها يبدو أنها نابعة من تجربتها الخاصة. فقد نصحتها باخبار عائلتها بأنها تقصد صفوفا دراسية للخروج من المنزل ثم السفر الى تركيا وركوب أوتوبيس الى الحدود حيث يمكن تهريبها الى سوريا.وأوصتها بالذهاب الى وكيل سفر في بريك لاين، القريبة من أكاديمية "بتنال غرين" وهو يقبل الدفع نقدا ولا يسأل كثيرا، كما نصحتها باحضار حمالات صدر معها "لانها الاسوأ هنا".
وسألت ايضاً "الفتاة" المفترضة اذا كانت تقبل بأن تصير الزوجة الثانية للبناني-أوسترالي، على غرار الرل الذي تزوجت منه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم