الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دوما تدفع الثمن... النظام يرتكب مجزرة خوفا ًمن "نصرة الزبداني"

محمد نمر
دوما تدفع الثمن... النظام يرتكب مجزرة خوفا ًمن "نصرة الزبداني"
دوما تدفع الثمن... النظام يرتكب مجزرة خوفا ًمن "نصرة الزبداني"
A+ A-

سقطت أمس الانسانية في #دوما - #الغوطة الشرقية وتحول المشهد من سوق للخضر وبسطات وباعة بؤرة جثث، أشلاء، دماء، #مقابر_جماعية، دمار، نيران، صراخ، عذاب وفراق. أكثر من 110 قتلى و300 جريح سقطوا في لحظات جراء غارات النظام السوري الذي شعر بالخوف من هجمات "جيش الاسلام" في محيط إدارة المركبات ضمن معركة "نصرة للزبداني". وحتى كتابة هذا التقرير كانت طائرات الأسد تسرح في السماء، متجاوزة مناطق تنظيم " #داعش" #الارهابي لتصب جنونها على المدنيين.


كل هذا يجري أمام أعين المجتمع الدولي العاجز عن التحرك. يشاهد ويعبر عن صدمته. ومن سخرية القدر أن تعرب #الأمم_المتحدة عن صدمتها مما حدث وكأن النظام يرتكب أولى مجازره منذ 4 سنوات، متناسية أن هناك أكثر من 250 ألف شخص قتلوا منذ بداية الأزمة. وتعرب عن صدمتها من دون أن توجه أنظارها إلى تصرفات روسيا التي قدمت منذ ساعات للنظام ست طائرات من طراز ميغ – 31 ليعزز قوته في إحداث المجازر.


جنون النظام بعد انهيار هدنة الزبداني


ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها دوما، لكن هذه المرة كان لها طعم "دفع ثمن الوفاء" إلى الزبداني، خصوصا بعد انهيار الهدنة وفشل المفاوضات بين الايرانيين وحركة "احرار الشام" الاسلامية التي كشفت أن لا قيمة للنظام ولا دور له في ظل الايراني. ولا يزال إلى اليوم يسأل كثيرون عن سبب فشل المفاوضات، فيقول الناطق باسم الحركة أحمد قره علي لـ"النهار": "كان هدفنا من المفاوضات تثبيت الجبهات في كل من الزبداني وكفريا والفوعا وتحقيق شروط إنسانية للمدنيين في مناطق اقامتهم ومنع دفعهم الى تركها بسبب الحرب، وفشلت المفاوضات بسبب: اصرار الطرف الإيراني على موضوع مقايضة منطقة بأخرى، فحاولنا ادخال ملف الأسرى السوريين على مستوى سوريا باكملها وباعداد كبيرة (٤٠ الف) ولكن لم نحصل على اي التزام واضح"، معتبراً أن "قرار التهجير اكبر من اي فصيل او جماعة وهو وطني يخص السوريين كلهم ونحن احرص على سوريا من النظام الذي باعها".
وأوضح أن "فشل المفاوضات هو تركيز الطرف الاخر على التغيير الديموغرافي، وعدم اكتراثه بالوضع الإنساني للمدنيين"، مرجحاً أن يكون "قرار رفض اطلاق سراح المعتقلين جاء من النظام"، وأشار إلى أن "حركة أحرار الشام عملت على موازنة معادلة صعبة أطرافها: مصلحة سوريا على المدى البعيد، الوضع الانساني للمدنيين بمختلف انتماءاتهم والأسرى، ومنع المشروع الايراني من الامتداد، ودرست الحركة بالتشاور مع اطراف كثيرة من المعارضة خيارات عدة وكان قرارها جماعياً، وعندما راينا ان الخيارات لا تخدم مستقبل البلاد ولا تحقق المعادلة التي ذكرناها قررنا ايقاف المفاوضات".
وما أن أعلن فشل المفاوضات حتى عاد النظام ليصب جنونه على الزبداني. وعادت محاولات "حزب الله" لاقتحام المدينة، ولم تهدأ المدينة منذ السبت من أصوات البراميل المتفجرة وكوارثها، وبحسب الناشط الاعلامي علاء التيناوي فإن "النظام قصف الزبداني، خلال 40 يوماً، بأكثر من 1500 برميل متفجر و600 أرض - أرض و12 ألف قذيفة و400 صاروخ فراغي"، مضيفاً: "يوم السبت وحده قصف أكثر من 13 برميلاً متفجراً خلال ساعات".



الرد في الفوعا وكفريا


هذا الأمر دفع "أحرار الشام" إلى الرد سريعاً بقصف الفوعا وكفرياً بمئات من الصواريخ، ويقول الناشط الاعلامي ابرهيم الادلبي لـ"النهار": "منذ يومين على التوالي لا تزال المعارك مستمرة و الطيران الحربي والمروحي لا يفارق سماء المنطقة بهدف الضغط على الثوار للتراجع الى الخطوط الخلفية ومنعهم من التقدم"، كما يؤكد الناطق باسم الهيئة الاعلامي للجيش السوري الحر قصي الحسين لـ"النهار" أن "جيش الفتح يخوض معارك شرسة على جبهتي الفوعة وكفريا واعلن لواء الحسين التابع لـ"احرار الشام" عن تمكنه من قتل ستة عناصر من قوات النظام والميلشيات التي تقاتل بجانبه وتمكنت الحركة ايضا من اسر عنصرين من الفوعة"، ونقل الحسين عن قيادي في الحركة قوله: "الهدنة كانت فرصة استغلها جيش الفتح في عمليات تدشيم وتحصين مواقعه على جبهات الفوعة وكفريا، ولن تهدأ المعارك هناك بسبب استمرار استخدام النظام السوري سياسة الأرض المحروقة". ويقول الحسين: "منذ السبت إلى اليوم استهدفت البلدتان بأكثر من 400 صاروخ كاتيوضا وقذيفة من نوع جهنم، قتل على اثرها 6 اشخاص، ولم يسقط قتلى من المدنيين"، مذكراً بأن "غالبية ساكان البلدتين من الميليشيات التابعة للأسد وعدد العائلات قليل جداً، كما أن غالبية الصواريخ تسقط في مزرعة الصواغية".



"جيش الاسلام" يتحرك


بعد 40 يوماً من بدء الحملة الهولوكستية على #الزبداني، اهتز رمش قائد "#جيش_الاسلام" زهران علوش، فأطلق معركة "نصرة الزبداني" التي بدأت بحسب ما قال الناشط الاعلامي براء عبد الرحمن لـ"النهار" "في محيط إدارة المركبات وكان من أهم نتائجها تحرير جيش الاسلام للمعهد الفني في محيط الادارة بالقرب من مدينة حرستا". هذا الهجوم أخاف النظام فراح إلى استخدام لعبة المجازر بقصف المدنيين في دوما بالصواريخ الفراغية.
وجهات انتقادات كثيرة لعلوش بأنه غير وجهة قتاله باتجاه القلمون وتنظيم "الدولة الاسلامية"، لكن عبد الرحمن الذي يتابع مسار المعارك من داخل الغوطة يوضح أن "داعش بالنسبة إلى "جيش الاسلام تعتبر عدواً أخطر من النظام لأنها تعيش بيننا وفي الداخل وترسل المفخخات واللاصقات وتغدر بالثوار وقد وثقنا هجوم "داعش" لمقرات الثوار في دوما وقتلهم العشرات في السنة الماضية، لكننا لم نوثق ان انصراف المعارك فقط ضد لداعش بل جيش الاسلام يرابط فعلياً على 80 بالمئة من نقاط الغوطة الشرقية التي تمنع يومياً دخول النظام وحزب الله إلينا، ونقاطه موزعة من جوبر إلى دير العصافير وزبدين والمنطقة الشرقية وتل كردي ودوما".
أما عن قصف المدنيين بالغارات وعدم استهداف مقرات "جيش الاسلام" يقول: "الجيش وغيره من الفصائل غير متواجد داخل مدينة دوما ومقراته جميعها على الجبهات ويتم قصفها في شكل مستمر وهناك 1500 قتيل من جيش الاسلام بالقصف خلال سنة واحدة، أما دوما فتعرضت للقصف لأنه الحاضنة الشعبية للثورة والثوار والمقاتلين وهي عاصمة الغوطة الشرقية ومنها خرج اكبر فصيلين "جيش الاسلام" و"الاتحاد الاسلامي"، ويدفع المدنيون الفاتورة الأكبر".
حالياً "لا معارك مع #داعش لأنها انتهت وتحولت حربا أمنية، إذ يلاحق "جيش الاسلام" المتسترين من "داعش" ضمن بعض الصفوف"، بحسب عبد الرحمن الذي يشدد على أن "جيش الاسلام لن يتوجه إلى القلمون لان له قوة ضاربة هناك ويسيطر على جزء كبير من القلمون الشرقي". أما الجبهات مع النظام السوري فهي مفتوحة ويؤكد عبد الرحمن أن "المعركة متواصلة في محيط ادارة المركبات في #حرستا ".
من المسؤول؟ سؤال لم يعد له مكان بين #السوريين، فما قام به النظام السوري جريمة واضحة لا تحمل أي مبرر. وفي ظل سكوت أميركا والمناورات الروسية وعجز الدول الغربية، لا بد من تحرك عربي يسكت غارات النظام التي ربما تريد القضاء على #السوريين قبل رحيل النظام بناء على قاعدة "الأسد أو لا أحد".
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم