الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي للسياسيين: أي خير عام تؤمنون وأنتم تحجمون عن انتخاب رئيس وتلوثون لبنان بالنفايات؟

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
الراعي للسياسيين: أي خير عام تؤمنون وأنتم تحجمون عن انتخاب رئيس وتلوثون لبنان بالنفايات؟
الراعي للسياسيين: أي خير عام تؤمنون وأنتم تحجمون عن انتخاب رئيس وتلوثون لبنان بالنفايات؟
A+ A-

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في #الديمان، عاونه فيه المطران مارون العمار والمونسنيور يوسف فخري والمونسنيور فيكتور كيروز وكهنة بلدة بتدعي، وحضره جمع من المؤمنين ووفد من عائلة فخري في بتدعي وبشري رافقهم وفد من رابطة آل طوق في بشري برئاسة انطوان مالك طوق ووفد من شباب بشري والمخاتير يتقدمهم رئيس رابطة المخاتير الكسي فارس.


بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "الزرع الذي وقع في الأرض الجيدة هم الذين يسمعون الكلمة بقلب صالح، فيحفظونها ويثمرون مئة ضعف"(لو8: 15) وفيها تناول الشأنين الكنسي والوطني وقال: "يطيب لي أن أحييكم جميعا، بدءا برعية حدشيت العزيزة، كهنة وجوقة ومجلسا بلديا واختياريا واخويات، وارحب برئيسة ومجلس اقليم كاريتاس - الجبه. واحيي بخاصة عائلة الشهيدين صبحي ونديمه فخري من بتدعي، والعائلات المرافقة من قضاءي بشري ودير الأحمر وسواها، مع الكهنة ورؤساء البلديات والمخاتير. لقد أتوا اليوم إلى هذا الكرسي البطريركي للصلاة عن نفس الشهيدين، ولتجديد البيان الذي أطلقته من بتدعي في 4 تموز الماضي عشائر وفعاليات منطقة دير الأحمر وبشري. فإنهم يطالبون ونحن معهم السلطات السياسية والعسكرية والقضائية القبض على قتلة المرحومين صبحي ونديم أمام باب دارتهما، وعلى الجناة الذين يسرحون ويمرحون ويستبيحون القتل والخطف والسرقة وابتزاز المال. وكان من أواخرها خطف الشاب مارك الحاج موسى على طريق بكفيا وابتزاز مئات الوف الدولارات من والده للافراج عنه، واعتراض سير نائبنا البطريركي المطران حنا علوان ورفيقه الكاهن، وهما متوجهان إلى المطرانية في دير الأحمر، بمهمة كنسية بتكليف منا. هؤلاء الجناة معروفون بأسمائهم وينتمون إلى عائلة وعشيرة معروفة لا يهمها، على ما يبدو، المحافظة على كرامتها، بل تغطي مع نافذين سياسيين معروفين هؤلاء المجرمين. فنقول لهؤلاء جميعا أنهم بتغطيتهم المجرمين إنما يشاركونهم في الجريمة".


أضاف: "لا يكفي القول إنهم يرفعون عنهم الحماية، بل يجب تسليمهم للقوى الأمنية والقضائية، ووضع حد لجعل الطريق العام في منطقة دير الأحمر محفوفة بمخاطر الاعتداءات على أنواعها. فقد آل أصحاب البيان على أنفسهم المطالبة بحقهم عبر العدالة والقوانين، لا عبر التصرف بالمثل، حفاظا على مبادئهم المسيحية وتعليم الكنيسة، واحتراما لأهلهم في بعلبك والهرمل والعيش معا في كنف الدولة، لا في منطق شريعة الغاب. وفي المناسبة نطالب القضاة بإنزال أقصى العقوبة بقاتل المرحوم جورج الريف بالشكل الوحشي الذي بثته جميع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، فانكسرت هيبة الدولة والقضاء، وتشوه وجه الإنسانية عندنا. وهذا أمر مرفوض بالمطلق، من أجل حماية المواطنين من شر المتوحشين.
ونطالب أيضا بإنزال العقوبة نفسها بقاتل المرحوم المقدم المغوار ربيع كحيل، اعتداء واستكبارا واستقواء. فكم هو مخز القول الذي نسمعه "أن إنزال العقوبة القصوى يقتضي قرارا سياسيا!" فمن يحمي المواطنين من شر المجرمين؟ ولكن ليعلم هؤلاء القتلة ومن يحميهم أنهم لن يفلتوا من عدالة الله، لأن "دماء ضحاياهم تستصرخ العدل الإلهي في كل حين" مثل دماء هابيل (راجع تك4: 10).


وتابع: "لا بد من توجيه تحية شكر وتقدير الى الجيش اللبناني والى سائر الاجهزة الامنية اللبنانية على الانجازات التي تحققها وعلى التضحيات والجهود التي تبذلها في سبيل صون الحدود وحفظ الامن في الداخل، وتعقب الارهابيين والمجرمين الذين يهددون امن المواطنين. وتتجه افكارنا الى الاسرى من العسكريين الذين بلغت مدة احتجازهم السنة وهم يواجهون المصير المجهول، فيما تتواصل معاناة عائلاتهم واهلهم الذين لا يترددون حتى بتعريض سلامتهم للخطر من اجل إلقاء، ولو نظرة اطمئنان عليهم من قريب او بعيد. واننا نجدد تضامننا معهم في هذه المأساة العائلية ونكرر مطالبتنا بإخلاء سبيلهم وهذا حقهم الطبيعي الذي تضمنه شرعة حقوق الانسان. من مقتضيات الخير العام أنه يفترض احترام الشخص البشري بحد ذاته، بكل حقوقه الأساسية المرتبة لنموه الشامل، وأنه يقتضي رغد العيش الاجتماعي أي الاستقرار والأمن في نظام لا يمكن أن يتحقق من دون عدالة توزيعية، يولد انتهاكها دائما العنف".


وسأل: "كيف يمكن أن يعيش بسلام مجتمع تسوده اللامساواة في الحقوق والواجبات، وفي حق التنعم بخيرات الأرض المعدة من الخالق لجميع الناس، ويتزايد فيه عدد الفقراء والمعوزين والمشردين والمحرومين، ويتكاثر الظلم والاستبداد والاستكبار والحرمان؟ مثل هذه الأوساط والحالات تسهل ظهور تصرفات غير إنسانية، واستعمال الأشخاص من قبل منظمات مجرمة وإرهابية، لعمليات الخطف والقتل والسرقة ، كما نشهد اليوم في مجتمعنا اللبناني، وبكل أسف. إن المبرر الأساس لوجود السلطة السياسية وللعمل السياسي هو تأمين هذا الخير العام، ليس فقط للجيل الحاضر، بل أيضا للأجيال المقبلة. ولهذه الغاية تتنظم الدولة برئيس يسهر عليها، ويحافظ على دستورها، ويعمل من أجل وحدة شعبها وبسلطة تشريعية تسن القوانين وتحاسب وتسائل بشأن تطبيقها وبسلطة تنفيذية تتخذ القرارات الإجرائية وتسهر على تنفيذها وبسلطات قضائية وإدارية وعسكرية".


وقال: "نسأل القيمين اليوم على السلطة والعمل السياسي: أي خير عام تؤمنون للشعب اللبناني، وأي مستقبل لأجيالنا المقبلة، وأنتم تتخاصمون وتتراشقون التهم، وتحجمون بالتالي عن انتخاب رئيس للبلاد منذ سنة وخمسة أشهر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سواء بالمقاطعة أم بعدم اتخاذ أي مبادرة فعلية تسهل إجراء الانتخابات؟ وقد عطلتم المجلس النيابي، واليوم تنذرون بشل الحكومة، وتسهلون انتشار الفساد والرشوة في الإدارات العامة، وتكبلون القضاء، وتستبيحون حرمة القوانين، وتلوثون لبنان الجميل بالنفايات؟


تعالوا نتذكر "النسر العظيم، ذا الجناحين العظيمين، الممتلئ ريشا والموشى بالعديد من الألوان، وقد أتى لبنان وأخذ ناصية الأرز". هذا النسر رآه حزقيال النبي (حزقيال 17: 3). وقرأت فيه الكنيسة صورة لبنان كنسر ذي جناحين عظيمين متكافأين هما المكونان المسيحي والمسلم اللذين اعتبرتهما وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف "متساويين" من دون اعتبار للعدد. فلا بد من المحافظة على هذين الجناحين لكي يتمكن النسر اللبناني من التحليق في فضاء السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والإنماء. فيجب الاهتمام بأن يكون كلا الجناحين قويين ومتساويين. لا يستطيع لبنان النهوض والتحليق، إذا كان أحد جناحيه ضعيفا أو مكسورا. على هذا الأساس قام النظام السياسي في لبنان على المساواة والتوازن في الحكم والإدارة بين جميع مكوناته. ما لم نعد إلى هذا المفهوم، لن يكون للبنان رئيس ومؤسسات وحياة ومستقبل".


أضاف: "إن القضية تضع كرامتنا الإنسانية واللبنانية على المحك. وتشكل مأساة لنا كلبنانيين ووصمة عار، لجهة تشويه معنى مرورنا على هذه الأرض اللبنانية، ولجهة هدم ما ترك لنا الآباء والأجداد من إرث كونوه بالعلم والتضحيات والجهود، وجعلوا من لبنان قيمة حضارية في الأسرتين العربية والدولية".


وختم الراعي: "ندعو ذوي الإرادات الحسنة إلى وقفة ضمير معا، وحوار عميق مشترك لا يستبعد احدا، للتفكير جديا في البحث عن سبل إعادة التوازن والشراكة الحقيقية بين جناحي لبنان المسيحي والمسلم، انطلاقا من الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية والدستور، من أجل الخروج مما نحن فيه من مأساة وطنية تفكك مقومات البلاد وتعطل دوره ورسالته المنتظرين منه في محيطه العربي، وفي تعزيز قضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان على الضفة الشرقية من المتوسط. وهكذا نهيء معا الاحتفال، بعد خمس سنوات، بالمئوية الاولى لاعلان لبنان الكبير المستقل، صاحب النموذج والرسالة في هذا المشرق.
ولنجعل كلنا من عقولنا وإراداتنا وقلوبنا أرضا جيدة، نقبل فيها كلام الله، فنثمر أعمال خير وإنماء وسلاما، ونمجد الله فيها، مسبحين الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".


وبعد القداس، التقى الراعي في صالون الصرح عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري ترافقهما عائلات وفاعليات دير الاحمر وبشري والذي يضم نحو 200 شخص، شكروا الراعي لوقوفه الى جانب عائلة الشهيدين وزيارته لمنزلهما ثلاث مرات كان اخرها في الاول من آب حيث كرس مزارا للسيدة العذراء مكان وقوع الجريمة واطلق مواقف كبيرة طالب فيها برفع الغطاء عن المجرمين وتسليمهم للعدالة وقدم السيد باتريك فخري للبطريرك مفتاح منزل الشهيدين لاعتبار ان الراعي هو الاب الروحي للعائلة في غياب الوالدين. والقى كلمة قال اعتبر فيها ان هذه الارض تتميز بثلاثة امور خالدة اولها فكر جبران الذي اضاء الكون وثانيها خلود الارز وثالثها تربع البطريركية في وادي القديسين. واضاف: "اننا بكم واثقون وعلى ايماننا ثابتون وفي ارضنا راسخون نشكركم على عظيم اهتمامكم بجريمة بتدعي ونقول انكم الاب الحاضن والراعي الصالح ونحن ابناؤكم الاوفياء، وبين الاب والابن شراكة ومحبة".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم