الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عون يعدم العلاقة مع "المستقبل"... ماذا بعد؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
عون يعدم العلاقة مع "المستقبل"... ماذا بعد؟
عون يعدم العلاقة مع "المستقبل"... ماذا بعد؟
A+ A-

تجاوز "#التيار_الوطني_الحر" حدود الخلافات السياسية مع "تيار #المستقبل" إلى حدّ وصف الأخير بـ"الداعشي"، ما أدى إلى احتدام المعركة وبدء التراشق بالاتهامات. ويبدو أن رفع الشعارات كـ"تيار المستقبل - إمارة لبنان" في التحرّك الثاني للتيار العوني، في #ساحة_الشهداء، لم يكن بريئاً على قاعدة "تصرّف فردي، أو عفوية جماهيرية"، خصوصاً أن قيادات التيار شهدوا عليها ولم يتراجعوا عن هذا التشبيه، بل حاولوا تبرير الفعل ووضعه في اطاره السياسي، بأن "داعش" الحقيقي يقطع الرؤوس، أما "المستقبل" وفق العونيين فهو "قطع رأس مشاركتهم في صناعة القرار"، فإلى أي حد وصلت العلاقة بين الطرفين؟


"المستقبل".. "يدير ظهره"
ويبدو أن "الوطني الحر" لم يحصل على أهدافه من العلاقة الايجابية السابقة مع "المستقبل"، ويقول عضو الكتلة النائب حكمت #ديب: "تم الاخلال بالكثير من الوعود والاتفاقات التي حصلت بيننا، لا سيما في موضوع التعيينات، ويبدأ المسار بيننا منذ الخطاب ما قبل الأخير للرئيس سعد الحريري في البيال الذي تكلّم فيه عن رئيس يمثل بيئته، والرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، وأنه يجب ان يمثل المسيحيين، وحصلت لقاءات أنتجت حكومة، وارتضينا ان ندخل بها أقل من حجمنا الحقيقي تسهيلاً لتأليف حكومة أصبحت مكوناتها اليوم، خصوصاً "المستقبل" تدير ظهرها وتصمّ أذنيها عن مطالب فئة واسعة من اللبنانين كالمسيحيين".


و"الوطني الحر"... المتوتّر
في المقابل، يستغرب "المستقبل" التوتر العوني تجاهه، ويقول النائب أحمد #فتفت لـ"النهار": "نعتبر الوطني الحر قوة سياسية لبنانية وأن الحوار جزء من تفكيرنا، لكن من المؤسف أنه يحاول أن يفتعل اشكالاً بأي ثمن، سواء بالشعارات التي يرفعها أو بالاعلام والكلام الخطابي، وصولا إلى التطاول على روح الرئيس رفيق الحريري"، لكن "المستقبل" استطاع أن يضبط شارعه، ويؤكد فتفت: "لن ننجر إلى هذا المستوى المتدني في التعاطي السياسي ولم نعتَد الحكي تحت الزنار "ولا سحاب من ورا وسحاب من قدام" مثل الاخرين، بل سننتظر هذه العاصفة الهوجاء ونرى كيف سيعالج "الوطني الحر" المشاكل الوطنية الحقيقية التي يتسبّب فيها كل يوم، من الكهرباء والاتصالات وصولاً إلى تعطيل الحكومة ومجلس النواب"، معتبراً أن "الرأي العام واعٍ أنه لن ينجرّ وراء الشعبوية المقيتة التي استخدمها البعض".
وعلى هذا الأساس، يؤكد أن "لا توتر من جهتنا مع الوطني الحر، ولكن هناك توتراً غير مفهوم من الوطني الحر تجاهنا، وندرك تمامًا ان هناك مسائل وطنية تحتاج إلى حل، لكننا لن ننجر إلى التوتر او الشتائم أو إلى هذا المستوى من الخطاب السياسي، وهذا الاسلوب العوني محاولة إلغائية، شبيهة بما فعل حزب الله في فترة من الفترات مستخدما سياسة التخوين، واليوم يستخدمون سياسة التكفير".



"المستقبل" واتهامه بـ"الداعشية"
"لم يتأثر" تيار المستقبل بلافتات "الاستفزاز" العونية التي وصفته بـ"الداعشي"، لكنها بلا شك ستؤثر على مسار العلاقة بين الطرفين. ولم يتهرب "الوطني الحر" من هذا الوصف، بل برّر أفعال أنصاره، إذا يقول ديب: "كل شخص لديه شكل من اشكال التعبير ومن المعروف أن داعش تقطع الرؤوس، والمواطن الذي حمل اللافتة شاء أن يقول أن هناك من يقطع له رأسه ورأس حاضنته"، ويتابع: "هناك وزيران لدى الطرف الاخر تحدثا بكيدية ونكد سياسي، وذلك يكفي لرفع لافتات أكثر قوة من السابقة... هي كيدية أتت على لسان وزيرين مثل (وزير الداخلية) نهاد المشنوق و(وزير العدل) أشرف ريفي". ويشدّد على أن "الاعتدال يترجم بالشراكة والتواصل مع الشراكة في صناعة السلطة".
وعلّق فتفت على هذه التصرفات بالقول: "ما قام به العونيون لم يؤثّر فينا بل خلق نوعاً من الاستهزاء من سخافة التفكير هذه، وكان رد فعلنا الابتسام والسخرية، لأن كل الناس تعرف من هم الدواعش الحقيقيون ومن يحاول فرض الامور على اللبنانيين ومن لديه السلاح ومن نكل باللبنانيين سابقا وحليفه الوطني الحر".


ماذا يريد الوطني الحر؟
بحسب ديب فإن "تيار المستقبل يمسك بالساحة السنّية وهو صاحب القرار في هذه الطائفة، ولا يكترث لصرخاتنا، وننتظر أن تظهر اصوات من الطائفة السنّية الكريمة كي تلاقينا وتعطينا الحق بأن الشراكة لا تستقيم إلا باعادة الحقوق إلى أصحابها. نريد أن يصغي "المستقبل" إلى صوت الضمير والحق والمطالبات التي نكررها دائماً، ولا يكفي أن نقول العيش المشترك، فما مفاعيل هذه الشعارات إذا لم يكن هناك شراكة حقيقية في الحكومة ومجلس النواب وتعيينات ادارية وأمنية ومظلة ميثاقية".



لماذا فقط تيار المستقبل؟
ليس "المستقبل" وحده من يعترض على سياسة عون، فحتى حلفاء "الوطني الحر" تركوه وحيداً في الشارع، وساهموا في اتخاذ قرار تسريح تأجيل قائد الجيش جان قهوجي، ومنهم من يحضر جلسات انتخاب الجمهورية وفقا لقناعته، فلماذا لا يصبّ "الوطني الحر" غضبه على "حركة أمل" مثلاً أو "القوات اللبنانية" أو "الكتائب اللبنانية" ويحمل على "المستقبل" فقط؟
يجيب ديب: "نتكلم عن الفريق الاساسي، صاحب الحجم الوازن في الحكومة ومجلس النواب، اننا نخاطب أكثرية واسعة، ولا نعفي آخرين من مطالباتنا لكن المشكلة الاكبر لدى "المستقبل". الباقون يشاركوننا أحيانا مطالباتنا ولديهم مواقف في دعم دعواتنا وهناك آخرون ينتظرون الرابح للاصطفاف إلى جانبه".
من جهته، يشدّد فتفت على أن المشكلة السياسية لا تنحصر بين "المستقبل" و"الوطني الحر"، بل "الأخير يحاول حصرها، لأنه ليس لديه الجرأة أن يجابه المشكلة الحقيقية التي تكمن في خياراته السياسية والتزاماته وتخلّي الحلفاء عنه، الذين وعدوه بأمور لم يستطيعوا تنفيذها: أكان في موضوع التعيينات أو عدم قبولهم بعدم التمديد للمجلس النيابي ونسفوا له موضوع المجلس الدستوري، ولم يسيروا معه بمنع التمديد للقيادات الامنية وغيرها من الملفات، ما يعني ان مشكلته أنه لا يريد ان يعترف أمام جمهوره أن خياراته السياسية فشلت".
وفي رأي فتفت لا يهاجم "الوطني الحر" باقي الاطراف "لأنه يريد أن يرى مصلحته الشعبوية، وهو لا يستطيع مهاجمة "القوات" لأنه قام بإعلان نيات معه وهناك صمت اعلامي، ولا يهاجم "حركة أمل" لأنه يكون بذلك يطال "حزب الله".


 


هل ينتخب "المستقبل" عون؟
كثيرون اعتبروا أن تحركات عون "زادت الطين بلة" وباتت امكانية ان ينتخبه "المستقبل" رئيساً للجمهورية مستحيلة، ويقول النائب المستقبلي: "بالتأكيد أحمد فتفت لم ولن ينتخب عون أبداً، ويدرك الأخير ذلك وهذا موقف كثيرين في تيار المستقبل بصرف النظر عن أي تطور سياسي".
ديب لم يعط إجابة مباشرة، مذكراً بأن "ما يحصل اليوم هو "بلوكاج" #الانتخابات المهزلة، ويعود الفضل لنا ولحلفائنا في ذلك، فليس مزحة أن يكون الموقع الاول للمسيحيين لمن لا يمثله، وانا لا ارضى ذلك لأي موقع آخر. ولجأنا إلى الشارع لاستكمال المسار الديموقراطي، ونزلنا لتذكيرهم بأننا تركنا الساحة سويا وحملنا نعش الحريري سوياً، ويجب أن تعود الصورة القديمة ويعود النضال المشترك فالقلوب مفتوحة واليد ممدودة".
وهل ستنتهي العاصفة بالاجتماع على طاولة حوار، يجيب ديب: "جرى الأمر في السابق ومن الممكن أن يجري في المستقبل، ولا احد يراهن على الخارج، سنبقى سويا والوطن للجميع ويجب ان نحترم بعضنا بعضًا"، فيما يؤكد فتفت أن "لا مشكلة لدينا بالحوار ونلتقي مع الجميع، لكنه سيكون على شكل الحوار مع حزب الله لأن المشكلة في الخيارات السياسية وليس بالامور التفصيلية على الارض".



[email protected]



Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم