الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سلام والنسور رعيا توقيع ٨ مذكرات تفاهم وتعاون في عمان الأزمة السورية القاسم المشترك وتوافق على الحل السياسي

عمان - سابين عويس
سلام والنسور رعيا توقيع ٨ مذكرات تفاهم وتعاون في عمان الأزمة السورية القاسم المشترك وتوافق على الحل السياسي
سلام والنسور رعيا توقيع ٨ مذكرات تفاهم وتعاون في عمان الأزمة السورية القاسم المشترك وتوافق على الحل السياسي
A+ A-

على وقع التهديدات العونية بالتظاهر عشية جلسة مجلس الوزراء، كان رئيس الحكومة تمام سلام يوقع في عمان، والى جانبه وفد وزاري كبير، ٨ مذكرات تفاهم مع الأردن، بناء لدعوة نظيره الأردني عبد الله النسور، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين.


والزيارة ليوم واحد عشية جلسة حكومية مضطربة، جاءت لتؤكد توجه سلام نحو تفعيل عمل حكومته، رغم الاعتراضات التي يواجهها داخليا وتؤدي الى تعطيل الحكومة وشلها. وضمن هذا التوجه، علم من مصادر الوفد الوزاري المرافق لسلام ان الاتصالات التي سبقت الجلسة أسفرت عن تفاهم على ضرورة بت ملفين أساسيين وهما أزمة النفايات، ومسألة الهبات والقروض الممنوحة للبنان، والتي تستدعي إقراراً عاجلا منعا لسقوطها بفعل انتهاء مهلها، وهي تقدر بنحو ٧٤٠ مليون دولار. ويسعى عدد من الوزراء الى تأمين اقرار الهبات الملحة والتي تتسم بطابع العجلة والضرورة بقيمة تقارب ٥٠ مليون دولار اذا تعذر اقرار كل المنح.
وفي حين يرسم وزراء أكثر من سيناريو لجلسة اليوم، منها ما يرى ان العماد عون ماضٍ في قرار تعطيل الحكومة ومنع البحث في أي ملف قبل بت مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية والتمديد للعسكريين، ومنها ما يتوقع تجاوز الجلسة المطب العوني انطلاقا من قرار ١٨ وزيرا يمثلون مختلف المكونات السياسية باستثناء تكتل عون، تفعيل الحكومة واتخاذ القرارات في الملفات الملحة والضاغطة.
وكان سلام تلقى من عمان جرعة دعم جديدة من خلال التنويه الذي حرص رئيس الوزراء الاردني على ابدائه أمام الإعلام عندما توجه الى سلام بالقول: "وجودك وقيادتك للبنان في هذه المرحلة فرصة تاريخية لرجل في انجازك وموقعك وقامتك، تشغل حيزا كبيرا تنوء به الجبال في ظل شغور الرئاسة الاولى".
وكانت التحديات المشتركة بين الأردن ولبنان محور المحادثات الرسمية التي عقدها سلام مع نظيره الأردني على هامش ترؤسهما اعمال اللجنة المشتركة العليا للبلدين، وأبرزها انعكاسات الأزمة السورية على البلدين. وبحسب محضر الاجتماع الذي اطلعت "النهار" على مضمونه، اكد سلام اهمية مضاعفة جهود اللجنة لإرساء قواعد متينة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا الى ان أمام لبنان والأردن معضلتين اساسيتين: "النزوح السوري الهائل، والمواجهةُ المباشرة مع الجماعات الإرهابية، ومواجهتها تُحَتِّمُ علينا عدم التهاونِ في التصدّي الأمني المباشر لها".
أما النسور فأشاد بأهمية تفعيل التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الضخمة التي يواجهها البلدان، وقال ان "المنطقة نجحت في نقل أزمتها الى لبنان". وتوقف عند "ميزات النموذج اللبناني الذي كان سباقا الى الانفتاح بفعل تركيبته، وكان رسول الأمة العربية في العالم".
وبعدما عرض الوضع الأردني نتيجة وجود ٤ ملايين نازح، منهم مليون ونصف سوري ومليونا فلسطيني، أكد ان بلاده "نجحت بفعل وجود قيادة واعية وحكيمة ومتطورة". ولفت الى ان الأردن في صدد وضع قانون للأحزاب واللامركزية الإدارية انطلاقا من القانون اللبناني الذي عجز لبنان عن تطبيقه.
وكشف عن الحاجة الى توقيع وثيقة التعاون العسكري التي أقرت في الأردن ولم تقر في لبنان بعد.
ودعا النسور الى تفعيل تحرير النقل الجوي واتفاق التجارة الحرة والتعجيل في تسجيل الأدوية وتنفيذ مشاريع استثمارية في البحر الميت. وكان سلام توجه صباحا الى المملكة الاردنية الهاشمية على رأس وفد رسمي ضم وزراء: الاعلام رمزي جريج، السياحة ميشال فرعون، الزراعة اكرم شهيب،الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، الاقتصاد الان حكيم ووزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل.
وفي دار رئاسة الحكومة الاردنية، اقيمت لسلام والوفد المرافق مراسم استقبال رسمي حيث كان في استقباله نظيره الاردني عبدالله النسور ثم عقد لقاء ثنائي بين سلام والنسور تلاه اجتماع اللجنة العليا الاردنية اللبنانية المشتركة بحضور الوفد اللبناني وممثلي الجانب الاردني، تم خلاله توقيع ٨ مذكرات تفاهم وتعاون. أعقب ذلك مؤتمر صحافي مشترك لسلام والنسور اكد فيه رئيس الوزراء الأردني ان "الأردن بقيادته الحكيمة والواقعية اكد موقفه منذ بدء الأزمة السورية ان لا حل للقضية السورية إلا الحل السياسي".
وردا على سؤال "النهار" عن نصائح الأردن للبنان لمعالجة أزمة اللاجئين، رفض النسور المقارنة بين لبنان والأردن "لأن في الأردن قرارا واحدا وسلطة واحدة وقدرة على ضبط المعابر الحدودية من اجل ضبط كل حركة اللجوء، وهذا ما جعل كل اللاجئين مسجلين ومعروفين من السلطات الأردنية. أما في لبنان، فإن خصوصية العلاقات التي كانت تربط لبنان بسوريا والمعابر المفتوحة بين البلدين ووجود قوى مسهلة للعبور، جعلت الأوضاع أصعب".
من جهته عبر سلام عن أمله في تمكن الأردن ولبنان من تجاوز تبعات الأزمة السورية، متمنيا "أن تكف القوى الاقليمية والدولية عن مساعي تأجيج الاوضاع في سوريا، واستبدال التدخل السلبي بآخر إيجابي يساعد على إنهاء حالة الحرب".
ودان الارهاب بشدة، مؤكدا "التصميم على التصدّي له"، داعيا المجتمع الدولي الى "مزيد من التنسيق والتعاون من أجل محاصرته وتجفيفِ منابعه والقضاء عليه".
ودعا سلام الأسرة الدولية الى "الخروج من موقف المتفرج على المأساة السورية، والسعي الجدّي لوضع حد لها عبر حلّ سياسي يضمن وحدة أراضي سوريا ويعيد اليها الأمن والاستقرار، بما يتيح عودةً فورية لملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في لبنان والأردن وتركيا".
وعلى هامش الزيارة، لوحظ أن وزير الداخلية الأردني أثار مع سلام مسألة تهريب حبوب الكبتاغون من لبنان الى الأردن، كاشفا عن ضبط مليون حبة مهربة قبل أيام، وداعيا الى تفعيل التعاون لمكافحة تهريب المخدرات. واقترح تشكيل لجنة أمنية مشتركة لهذه الغاية.
ولوحظ أيضاً أن سلام لم يعلق على الأخبار الواردة من بيروت عن التحركات الشعبية لـ"التيار الوطني الحر"، مؤكدا أن "جلسة مجلس الوزراء ستنعقد اليوم في موعدها، وتكون النقاشات رهن سير عمل الجلسة في ضوء الاعتراضات العونية"، آملاً "ان يتمكن المجلس من تجاوز العقبات والتفرغ لمعالجة الملفات الشائكة والملحة والمطروحة".


مذكرات التفاهم
تضمنت مذكرات التفاهم بين لبنان والأردن التعاون في مجالات الاقتصاد والاعلام والطاقة المتجددة والتنمية الاجتماعية. وهي:
1. مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الصناعة والتجارة والتموين في المملكة ووزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان.
2. مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب.
3. برنامج تعاون بين وكالة الأنباء الأردنية (بترا) والوكالة الوطنية للإعلام (وطنية).
4. مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الإذاعي والتلفزيوني.
5. بروتوكول تعاون فني في مجالات تخطيط الطاقة والطاقة المتجددة وترشيد استخداماتها ورفع كفاءتها.
6. برنامج تنفيذي لاتفاق التعاون السياحي للأعوام 2015-2020.
7. مذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الخبرات في مجالات تطوير الإدارة العامة.
8. محضر اجتماعات الدورة السابعة للجنة العليا الأردنية اللبنانية المشتركة، وقعه سلام والنسور.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم