حادث اقتحام الشاحنة مطعماً فجعَ عائلة زخيا... "بعد بكير"

احتفل مع أصدقائه ودّعهم وخرج يلاقي قدره، هو أراد العودة إلى منزله وحضن عائلته، لكن شبح #الموت كان بانتظاره على باب المطعم، خطفه ورحل به إلى المجهول. هو زخيا الراعي الذي طالما تمنى أن يلتقي بوالدته التي خطفها الموت قبل سنوات عدة، كان يريد لحلمه أن يتحقق على الأرض وليس في السماء بعيداً من الأحباب.

عند الساعة الأولى بعد منتصف ليل السبت حلّت #الكارثة، زخيا أنهى الاحتفال وأصدقاءه بعيد ميلاد أحدهم، طلب #سيارة أجرة لتقله إلى المنزل، ودّع الجميع وخرج ينتظر قدوم السيارة عند باب مطعم الجبل على طريق عام مار شربل – #عنايا، لكن قبل وصولها سبقتها شاحنة للجيش اللبناني لم يستطع سائقها السيطرة عليها نتيجة عطل طارئ فاجتاحت زخيا والسيارات المتوقفة على باب المطعم .

قلق قبل الرحيل
غادر زخيا رغماً عنه، هو الذي كان يشعر قبل وفاته بقلق من دون أن يعلم السبب بحسب ما شرح والده لـ"النهار" إذ قال: "قبل يومين من الحادث كان زخيا دائم الاتصال بي وبشقيقه يطلب منا العودة إلى المنزل والبقاء جانبه متحججاً أنه غير مرتاح، كان قلقاً الى حد كبير، وأنا على يقين أن ابني كان يشعر أن الموت يتربص به وينتظر الفرصة كي ينقض عليه".
في غرفة العمليات في مستشفى سيدة المعونات الجامعي، توفي زخيا ابن التاسعة عشرة، وهو كما يصفه أحد اقاربه المختار جورج الراعي "صاحب القلب القوي المندفع الى أبعد الحدود سلّم الروح في غرفة العمليات فجر يوم الأحد الماضي، تاركاً والده أنطوان العضو في بلدية حالات مفجوعاًعلى فقدانه، ليلاقي ربما والدته التي لم يرحمها الموت قبل ثلاثة عشر عاما فأصر على اصطيادها وحرمانها من أولادها الثلاثة".
هو المحبوب من الجميع، التلميذ في السنة الثالثة بكالوريا فنية محاسبة ومعلوماتية، "لم يتسنَّ له الدخول الى الجامعة وترجمة أحلامه واقعاً، غادر في ريعان شبابه تاركاً حرقة لدى الجميع لا سيما جدته التي ربته بعد وفاة والدته" قال المختار.
يحب الحنان والعطف لكونه فقد حنان الام، ويلفت والده "حاولت بكل استطاعتي ان أعوض حنانها وامنحه العطف الذي يحتاج إليها، واليوم اعتبره شهيداً من شهداء الجيش اللبناني، واطلب من قيادة #الجيش ان تعتبره من شهدائها فهذا الأمر الذي قد يريحني".

شائعات عدة
الحادث أدى كذلك الى جرح احد عمال مطعم الجبل حيث لفت المسؤول في الادارة جهاد سلوم لـ"النهار" انه "على عكس ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصيب الى جانب زخيا شخص واحد هو عامل لدينا، اصابته طفيفة، كما تضررت ست سيارات كان متوقفة في الموقف، أما الحديث عن أن زخيا اراد ان ينقذ اطفالاً كانوا على الرصيف او في حديقة المطعم وغيره من الأمور فهذه اخبار لا صحة لها، لا سيما أن حديقة الأطفال خلف المطعم والشاحنة اجتاحت مدخله".
بعد وقوع الحادث شرع العاملون في المطعم على إزالة السيارات المتضررة، لكن كما قال سلوم "عندما وصل خبر وفاة زخيا توقفنا عن ازالتها حيث حضرت الأدلة الجنائية وفتحت تحقيقاً بالحادث".
اليوم عند الساعة السادسة مساء في كنيسة مار جرجس الرعائية ستودعه بلدته حالات – #جبيل. هو القدر، الذي لا يميّز بين كبير وصغير، لا يعطف على أحد، يقوم بمهمته ويمضي من دون ان يلتفت خلفه ليرى القلوب المكلومة نتيجة فعلته!