الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل يمتد "لهيب داريا" الى مطار المزة؟

المصدر: النهار
محمد نمر
هل يمتد "لهيب داريا" الى مطار المزة؟
هل يمتد "لهيب داريا" الى مطار المزة؟
A+ A-

على الرغم من الحركة الديبلوماسية الدولية للدفع نحو حل للأزمة السورية، لا تزال الجبهات العسكرية مشتعلة، وتحاول المعارضة السورية التضييق على النظام السوري واسقاط نقاطه القوية ، ومن الأهداف مطار المزة العسكري الذي يعتبر الرئة الأساسية للنظام في العاصمة، حيث باتت المعارضة في منطقة قادرة على استهدافه بعد تحريرها منطقة الجمعيات في مدينة داريا.


وكان أعلن" ‏لواء شهداء الإسلام "العامل في الغوطة الغربية تحرير منطقة الجمعيات في ‏داريا والمواقع الاستراتيجية المطلة مباشرةً على مطار المزة العسكري وقتل أكثر من 70 عنصراً من الجيش السوري بينهم ضباط وإصابة العشرات وأسر عدد آخر معظمهم من قوات النخبة في الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، اضافة إلى اغتنام كميات من الذخائر والاسلحة في معركة أطلق عليها اسم "لهيب داريا" بمشاركة الاتحاد الإسلامي لـ "اجناد الشام".
"النهار" تواصلت مع القائد العام لمعركة "لهيب داريا" وقائد لواء "شهداء الاسلام "النقيب المهندس "أبو جمال "عضو القيادة العامة في الجبهة الجنوبية الذي كشف عن أن "التحضير لهذه المعركة بدأ قبل سبعة أشهر"، موضحاً ان "مدة التحضير الطويلة تشير إلى أهمية المعركة، فهذا القطاع يعد من أهم الجبهات مع قوات النظام وهي التي تفصل المدينة عن مطار المزة العسكري ومنها ينطلق الثوار للسيطرة على المطار والمتحلق الجنوبي وحي المزة الدمشقي، لذلك فان قوات النظام عمدت الى انشاء خط دفاعي قوي وصلب ولا يمكن خرقه".


هذا الخط يتمثل في منطقة الجمعيات "ذات كتل المباني الضخمة والعالية والتي لا يمكن اقتحامها والسيطرة عليها إلا باستخدام آليات وأسلحه وإمكانات قتالية عالية"، ويضيف "أبو جمال" : "أمام عزيمة أبطال داريا لا شئ مستحيلاً، فكان التحضير والتخطيط الجيد وعالي المستوى الأثر الكبير في خرق الخط وتجاوزه وبدء فرار قوات النظام أمام ضربات الثوار التي شتت خطوط العدو ومنعته من وضع خط صد جديد والدفاع عنه. وهنا يكمن النجاح الكبير للعملية حيث تم تحرير عدد من المباني الضخمة في زمن قياسي مقارنة مع حجمها"، مذكراً بأن "التحصينات التي تم تجاوزها أنشأها النظام خلال سنتين ونصف السنة وهي مدة سيطرته على هذه المنطقة".


نتائج المعركة كانت تحرير منطقة الجمعيات في شكل كامل، قتل أكثر من 70 ضباطاً وجندياً من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وهناك عدد مماثل من الجرحى، خرق دفاعات النظام وتحصيناته ، إرباك النظام في شكل كبير واستنزافه في منطقة مهمة واستراتيجية وهذا ما كان مخططا بإشغاله إلى حد ما عن معركة الزبداني والتخفيف عن إخوتنا هناك، السيطرة على كميات من الأسلحه والذخيرة المتنوعة المخزنة لقوات النظام في ذلك القطاع، إفشال مخططات النظام ومن خلفه إيران بأن دمشق ومحيطها منطقة آمنه وبعيدة من المعارك ونيران الثوار، خصوصا ما بدأ يشاع عن تغيير ديموغرافية المنطقة لمصلحة إيران".


ماذا بعد السيطرة على الجمعيات؟ يجيب "أبو جمال": "عملياتنا مستمرة ولم تنته إلى الآن وأينما اتجهنا يكون اتجاهنا في داريا سيكون على قدر كبير من الأهمية ولن يكون هناك أي عائق أمامنا لفتح اي جبهة مع النظام وسنوجه الضربة تلو الاخرى فنحن نحرر أرضنا وبيوتنا".
أما في شأن توقيت المعركة، يقول: "يرتبط التوقيت بانتهاء تحضيرنا للعملية، وما جعلنا نكثف من جهودنا هو ما يحدث في مدينة الزبداني وقد استفدنا من الموجه الحارة التي ضربت المنطقة فكان هناك حظر طيران، فضلاً عن الضغوط الكبيرة التي يمارسها النظام على أهلنا وأخوتنا النازحين من مدينة داريا والاعتقالات التي تطال صغيرهم وكبيرهم في مناطق النزوح لاجبار ثوار المدينه على توقيع هدنه مع قوات النظام"، لافتاً إلى أن "قوات النظام أغلقت معبر المعضميه الوحيد لهذه المدينة وهناك عشرات الالوف داخل المدينه رغم اتفاق الهدنه الموقع بين ثوار المدينة والفرقة الرابعة إلا أن النظام يغلق هذا المعبر بحجة دخول الطعام إلى داريا من المعضمية ويطلب أغلاق المنطقة الفاصلة بين المدينتين اليوم وبعد هذه العملية أصبح من المستحيل فصل المدينتين التوأم (داريا والمعضمية) من النظام".
إلى ذلك، يقول مدير مكتب وكالة "سوريا برس" ماهر الحمدان لـ"النهار" أن "المعركة بدأت ظهر الأحد الماضي في هجوم مباغت وعمليات تسلل للخطوط الخلفية لقوات الأسد من محاور عدة عبر الأنفاق"، كاشفاً عن "سقوط 23 شخصاً من لواء شهداء الإسلام والاتحاد الإسلامي لاجناد الشام خلال المواجهات".


وفي شأن أهمية المعركة، يقول الحمدان: "تأتي المعركة في وقت يدخل فيه الحصار الشديد عامه الثالث ومرحلة هدوء نسبي شهدته معظم جبهات داريا وتعرض مدينة الزبداني لاعنف هجوم منذ بدء الثورة، في حين تكتسب المعركة أهمية كبيرة لمحاذاة عملياتها من مطار المزة العسكري والذي يعد احد غرف عمليات الأسد ومركز انطلاق لطائراته وصواريخه في اتجاه أحياء دمشق وغوطتيها الخارجة عن سيطرة الأسد والذي دئب على تأمينه منذ بداية الحملة على داريا في نهاية العام 2012، وجعل المناطق الشمالية من داريا التي سيطر عليها في بداية عام 2013 خط دفاعه الأول، لتأتي "لهيب داريا" وتكسر هذا المخطط، اضافة الى افشالها مخطط التغير الديمغرافي الذي وردت معلومات عن سعي الأسد لانشاء احياء موالية تلف مطار المزة العسكري شبيهة بالحي الشرقي في معضمية الشام".


قوات الأسد ردت بعنف وعشوائية بـ"استهدافها عمق مدينة داريا والمناطق المدنية بعشرات البراميل والحاويات المتفجرة والصواريخ ومئات القذائف، ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المحاصرين بينهم أطفال ونساء وإصابة العشرات، اضافة الى ذلك استهدف النظام مناطق الاشتباك بكم هائل من صواريخ أرض-أرض والإسطوانات المتفجرة والبراميل وقذائف المدفعية ما ادى عن دمار هائل في الأحياء والبنى التحتية".
ويذكر بأن "داريا تمتلك موقعا أمنيا حساسا حيث تقع في محاذاة مطار المزة العسكري، و في محيطها مقار للفرقة الرابعة و للحرس الجمهوري، و"سرايا الصراع" كما يفصلها مسافة قريبة عن "المربع الأمني" في منطقة كفرسوسة والذي يضم مقار قيادات معظم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين تطل عليها جبال معضمية الشام التي تعد مقاراللفرقة الرابعة، مضيفاً: "بعد هذه العملية يصبح المطار هدفاً مشروعاً للثوار قصفاً او اشتباكاً وسيطرتهم على هذه النقطة تعتبر تحولاً كبيرا من حصار إلى تحرير نقاط كبيرة .وعلينا ان نركز ان المطار المزة هو من اعتق نقاط الاسد في جنوب سوريا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم