لأن الاستسلام لروائح الفساد والنفايات ليس قدراً...موعدنا في ساحة الشهداء اليوم

استكمالاً لتحرّكات #طلعت_ريحتكم، التي بدأت في 21 تموز، وبالتنسيق معها، دعت مجموعات شبابية وطلابية تحت عنوان#لا_للنظام_الزبالة، للتحرّك في أحياء وشوارع عدّة في بيروت، رفضاً للأوضاع المتردّية التي وصلت إليها البلاد، نتيجة الإهمال والفساد السياسي والإداري.

ووجّه الشباب الدعوة لكلّ المتضرّري نوالصامتين الذين يرزحون تحت وطأة الإستغلال ويدفعون ثمن سرقات الطبقة الحاكمة.
وتنطلق التحرّكات من حيّ كرم الزيتون في الأشرفية وشارع قصقص (مقابل حرج بيروت) في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر، قبل انضمامها للإعتصام الذي دعت إليه حملة #طلعت_ريحتكم في ساحة الشهداء عند الساعة السادسة عصراً.
وتعتبر فرح قبيسي (من المنتدى الإشتراكي)، وهي إحدى المشاركين في #لا_للنظام_الزبالة، أنّ النفايات ليست المشكلة الوحيدة، والناس تريد أن تعبّر عن غضبها نتيجة الوضع الإجتماعي المتردّي، لذا كانت فكرة المسيرة"، مضيفة أن "هناك الكثيرين من الذين لم يعرفوا أي شيء عن التحرّك سوى من خلال البيانات... ونحن سنذهب إليهم".
وقالت أن هناك حاجة للفعل السياسي المباشر ، فالناس يريدون رفع صوتهم في وجه الطبقة السياسية للمطالبة بالحقوق. فرح تعتبر أنّ التغيير والبدائل تنطلق من الناس.
أما في ما يتعلّق باعلان نتائج المناقصات التي أعلنها وزير البيئة محمد المشنوق، فقالت: "نعلم مسبقاً أنه لن تكون هناك أي حلول مطابقة لسلامة وصحة الناس وسيتم انشاء مطامر جديدة. وقد طرح الحلول الحقيقية مختصون بيئيون".

أشارك لأقول #لا_للنظام الزبالة
يشارك وليد ض. في التحرك اليوم ليقول "كفى لهذا النظام"، ولأنه لا يريد الهجرة ولا الموت صامتاً"، مضيفاً: "تظنّ السلطة انها في منأى عن المحاسبة، ولكن في كل مرة نقول لا، نقترب من محاسبتهم، على هدرهم حقوقنا وتهجيرهم مئات الآلاف، وسرقة المليارات، واستمرار الاستغلال، وتدميرهم المنظومة البيئية في هذا البلد". وقال وليد بغضب: "أعلم ان هذه المسيرة وحدها لن تسقط النظام، ولكن فلينتظروا كرة الثلج، لن أنسى ولنأسامح".

من جهتها، تشارك إسلام في التحرك لأنها كلاجئة فلسطينية،" جزء من الطبقةالمستغلة والمضطهدة من اصحاب رؤوس الاموال كباقي افراد الشعب اللبنانيً". كما تشارك ايماناً بالمجموعات الشبابية والطلابية التي تملك القدرة "لانشاء بديل يضع حداً للنظام الطائفي".

اما مشاركة الناشط باسل صالح فدافعها الـ17,000 مفقود ومخطوف منذ الحربالاهلية الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً. ويقول باسل بانفعال: "أشارك لأن معظم اصدقائي باتوا خارج البلد. ولأن هناك كثيرون لا يملكون الاموال للذهاب الى قبرص وعقد قرانهم المدني، ولأن اسعار الشقق ليست في متناول غالبية الشعب، ولأن معظم محصول البطاطا لا يصرف، ولأن احداً من زعماء الحرب ليس في مقدوره بناء دولة او التأسيس لعدالة".

أما هاني ع.، فيشارك لأنه لم يعد لديه أي خيار آخر غير المواجهةالسياسية، كفردٍ وناشط سياسي واجتماعي. كما يعتبر نفسه فيموقع كل المتضرّرين من الشعب ضد السلطة الطائفية الحاكمة، ويدعو الناس "لمشاركتنا اليوم وغداً وفي كل لحظة سنعلن فيهاعن تحرّك جديد، ويشجّعها لتبادر إلى تنظيم تحرّكاتها واجتماعاتها ومواجهة أتباع السلطة من دون خوفٍ وتردّد".
ويضيف الناشط: "أوضاع غالبية الناس وصلت لدرجة الموت من المرض والقهر والبطالة والفقر، ونسب الجريمة والعنف ترتفع، كما يسيطر اليأس على الشباب الذي يتخّذ الهجرة خياراً. ولكن هناك خيار المواجهة الكريمة، خيار النضال الذي سنضعه مجدداً علىالطاولة".

#طلعت_ريحتكم... كرة الثلج تكبر
فيما نلاحظ أنّ عدد المشاركين في تحرّكات حملة #طلعت_ريحتكم يزدادون يوماً بعد يوم، لا تزال الحملة تنظّم تحرّكاتها وتخطّط لها، كما نلاحظ على صفحتها عبر "فايسبوك". ورداً على سؤالنا إن كان التحرّك قادراً على التأثير في الرأي العام وحثّه على المشاركة، خصوصاً أن #طلعت_ريحتكم تكاد تختصر الحراك الشعبي المناهض لادارة الحكومة ازمة النفايات، أجاب الناشط عماد بزّي، وهو أحد منظّمي الحملة: " طلعت ريحتكم ليست تنظيماً حزبياً وهذا سبب نجاحها"، شارحاً المطالب الأساسية للحملة:
1- المطلوب سحب النفايات فوراً من كل المناطق اللبنانية.
2- نطالب الدولة باللجوء إلى معامل الفرز.
3- نطالب بسياسة بيئية واضحة وغير مبنية على صفقات (لا يجب ان يكون لأي من النواب شركات تتعلّق بموضوع النفايات)، إضافة إلى المطالبة بتفعيل دور البلديات (فرز من المصدر).

ومن شعارات الحملة:
-لا للحرق، لا للطمر، لا لردم البحر.
نعم للفرز من المصدر ، نعم للجمع والترحيل، نعم للمعالجة في كل قضاء.

نتوجّه لكلّ لبناني متضرّر
أما أمير الفقيه، وهو أحد منظّمي الحملة، فيقول أنّ #طلعت_ريحتكم لم تخلق رأياً عاماً جديداً، وإنّما عرفت كيف توجّه الرأي العام الموجود، "من أجل المطالبة بحقوقنا بطريقة منظّمة".
وأجاب رداً على سؤالنا عن تقصير المجتمع المدني في استهداف جماهير الأحزاب المتضرّرة من السلطة قائلاً: "لسنا مجتمعاً مدنياً ولكن مجموعة مواطنين تمثّل فئة من اللبنانيين"، شارحاً أن الفرق بين المتحزّبين هو ان بعضهم قرّر المطالبة بحقوقه، فيما بقي البعض الآخر خاضعاً لأحزابه".
لكن هل المجتمع المدني موحّد؟ يجيب أمير أن "المجتمع المدني خاض أكثر من معركة وكان يفشل سواء لسوء التنظيم او لمحاربة الدولة الشرسة له، لكنه لا يزال يحاول النجاح".

ولا يمكننا إغفال الأحزاب غير الممثّلة في السلطة، والمشاركة في هذه التحرّكات، وهنا يقول فقيه أنها "ليست مشاركة بشكل مباشر من سلطة هذه الاحزاب ولكن من المواطنين المنتمين لها".

اليوم البداية ... لاقونا في ساحة الشهداء
اليوم في ساحة الشهداء، "نازلين نطالب بحقوق كل الشعب.. لا نستثني أحداً، خصوصاً المناصرين لأحزاب"، ويتحدث امير عن نشاطات مرافقة للتظاهرة والإعتصام السلمي، منها تحضير أكبر كيس زبالة، وحضور أشخاص يفرزون النفايات.
سنرى ماذا سيحصل عصر السبت في ساحة الشهداء، ونلحظ اعداد المشاركين ومدى قدرتهم على ايصال رسالة حادّة الى السلطة. لا يهم اختلاف الرؤى حول التركيز على أزمة النفايات او توسعة البيكار ليشمل اهدافاً "حالمة" كاسقاط شبكة معقدة طائفية- سياسية-اقتصادية تحكّمت بها مصالح اقليمية وخارجية منذ عقود لتوّلد نظاماً يؤسس لدولة فاشلة. فلينزل الجميع الى الشارع وليكن الصوت عالياً حتى تصل الصرخة الى حيث يجب... في الدرجة الاولى الى أذن مواطن بات يملك قناعة دهرية بأنه غير قادر على الفعل، قبل ان تبلغ أذن مسؤول وترتطم بالاستكبار. الا يجب ان يشكر كل واحد منا سيعتكف في منزله اليوم اخواناً له في المواطنية تحركوا ليثبتوا ان بيننا أحياء لم يهزمهم الاحباط.