السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التقارب الاميركي الكوبي ينعش السياحة في الجزيرة الشيوعية

المصدر: (أ ف ب)
التقارب الاميركي الكوبي ينعش السياحة في الجزيرة الشيوعية
التقارب الاميركي الكوبي ينعش السياحة في الجزيرة الشيوعية
A+ A-

أدى التقارب مع الولايات المتحدة الى ازدهار سياحي في كوبا مع نمو هذا القطاع اسرع باربع مرات مقارنة بمجالات الاقتصاد الاخرى ليقترب بذلك من المستويات المسجلة في التسعينات.


وتشير الارقام الرسمية الى ان قطاع السياحة سجل نموا بنسبة 15,9 % في النصف الاول من العام الحالي مقارنة مع الاشهر الستة الاولى من العام الماضي.


ويرى خوسيه لويس بيريو الاستاذ في كلية السياحة في جامعة هافانا في حديث لوكالة فرانس برس ان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا وعودة السفارات شجعت الحركة السياحية، ليس في صفوف الاميركيين فحسب، وانما على مستوى العالم.


فقد ارتفعت وتيرة زيارة الاميركيين الى كوبا بنسبة 50,1 % بعد قرار الرئيس باراك اوباما تسهيل سفر مواطنيه اليها، فيما ارتفعت حركة السياح الفرنسيين بنسبة 28,5 % والبريطانيين 27,5 %، والالمان 21,7 %، اما السياح الكنديون الذين كانوا يشكلون العدد الاكبر من زوار الجزيرة (مليون سائح من اصل اجمالي سياحها البالغ ثلاثة ملايين) فقد ارتفع عددهم بنسبة 13,2 %.


وفتحت كوبا ذات الاحد عشر مليون نسمة ابوابها امام السياح في التسعينات، بقرار من الزعيم السابق فيديل كاسترو، في ظل ازمة اقتصادية حادة ضربت الجزيرة اثر انهيار الاتحاد السوفياتي.


بعد ذلك سجل قطاع السياحية على مدى العقد الاخير من القرن العشرين نموا بنسبة 15 % سنويا، لكنه عاد الى التباطؤ بعد العام 2001 ليقف عند معدل 5 % سنويا.


يرى الخبراء ان الارقام الكبيرة المسجلة في الاشهر الست الاولى من العام 2015 يعود الفضل فيها الى انهاء القطيعة بين واشنطن وهافانا في منتصف كانون الاول الماضي، بعد نصف قرن من الخصومة.


ويقول الخبير الاقتصادي الكوبي بافيل فيدال الاستاذ في جامعة كالي في كولومبيا لوكالة "في الظروف الدولية الجديدة التي تعيشها كوبا، يبدو ان قطاع السياحة سيكون الاكثر استفادة، وقد بدأ ذلك يظهر في العام الحالي".


ويضيف "سيشكل هذا القطاع عامل جذب للاستثمارات الاجنبية والمشاريع العقارية، مع توقع ان تكون الخطوة الاميركية الجديدة هي التحرير التام لحركة السفر" الى كوبا.


في 20 تموز الماضي، استأنفت واشنطن وهافانا العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ كانون الثاني من العام 1961، وفي الرابع عشر من آب الحالي، يزور وزير الخارجية الاميركية جون كيري هافانا لافتتاح سفارة بلاده فيها.


ومنذ مطلع العام الحالي، تكتظ الفنادق في هافانا وفي منتجع فاراديرو بالزوار، وهي ظاهرة لم يسبق لها مثيل في الجزيرة، تدفع المجموعات الفندقية الى الاستثمار هناك في الوقت الذي بدأت فيه شركات الطيران والملاحة البحرية الاميركية تستعد لاطلاق رحلاتها اليها انطلاقا من فلوريدا على بعد 160 كيلومترا.


وبدأت شركة "بي تي بي بويغ" الفرنسية اعمال الترميم في مبنى "منسانا دي غوميز" الذي كان مبنى تجاريا يعود الى مطالع القرن العشرين في هافانا القديمة، لتحويله الى فندق خمسة نجوم مع 246 غرفة فاخرة، اضافة الى مشاريع اخرى مماثلة.


ومن المستفيدين من حركة السياحة، المطاعم الصغيرة التي ظهرت بفضل سياسة الانفتاح الخجول التي اعتمدها الزعيم الحالي راوول كاسترو، وهي تعمل على التكيف مع رغبات السياح.


ويقول كارلوس ماركيز مدير احد هذه المطاعم "نعمل على تكييف الاطباق التي نقدمها مع ذائقة السياح الاميركيين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم