الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الردع النووي وليد كارثة هيروشيما

المصدر: (أ ف ب)
الردع النووي وليد كارثة هيروشيما
الردع النووي وليد كارثة هيروشيما
A+ A-

بعد سبعين عاماً على القاء القنبلة الذرية على هيروشيما، لا يزال الردع النووي يشكل احدى ركائز النظام العالمي الذي تبناه خوفا من تكرار الكابوس المدمر ولابعاد شبح الحرب، وذلك بالرغم من انتشار الاسلحة النووية.


وقال فيليب فودكا-غاليان خبير الاسلحة النووية في مجلة "الدفاع الوطني" الفرنسية ان "السلاح النووي كان الاساس الذي ارتكزت عليه الحرب الباردة، ثم تجاوز جدار برلين ليبقى اداة للاستراتيجيات الدفاعية ولتاكيد القوة".


وطوال الحرب الباردة تحصنت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلف ترسانة من الرؤوس النووية وهددت كل منهما بتدمير البلد الآخر في حال تعرض مصالحها الحيوية للخطر.


وبعد مضي عشرين عاما، ما زال السلاح النووي الذي تملكه ثماني بلدان هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية والارجح اسرائيل، يستخدم كوسيلة ردع بالرغم من الجدل المفتوح حول مخاطر اندلاع نزاع نووي وضرورة الحد من انتشار الاسلحة النووية.
وقال برونو تيرتريه الخبير في معهد الابحاث الاستراتيجية في باريس "كيف نفسر ذلك الوضع غير المسبوق حيث للمرة الاولى لا يقوم اي صراع بين الدول الكبرى بمنذ سبعين عاما لو لم يكن هناك الردع النووي؟".


واعتبر ان الردع "يمنع حصول نزاعات" بين الدول الكبرى موردا مثالا ازمة اوكرانيا واضاف ان "نزاعا عسكريا واسع النطاق بين روسيا والحلف الاطلسي يبدو اليوم امرا غير وارد بسبب السلاح النووي".


غير ان هذه الحجة التي تبدو كاسحة ظاهريا لا تحظى بالاجماع وقال وارد ويلسون مدير مشروع "اعادة صياغة مفهوم الاسلحة النووية" في مركز بايسيك البريطاني للدراسات انه مع صور الكارثة المروعة في هيروشيما من خراب واجساد تعرضت للاشعاعات فان "هيروشيما تحرك الكثير من المشاعر التي تمنعنا من النظر الى الوقائع بموضوعية".


وهو يرى ان اليابانيين لم يستسلموا تحت وطأة الصدمة بعد القاء القنبلة الذرية بل لان السوفيات دخلوا الحرب ضدهم في 8 اب/اغسطس 1945.
وقال وارد ويلوسن ملخصا نظريته انه باسم السلام "نبقى تحت رحمة اندلاع حرب نووية قد تتسبب بسقوط 300 الف قتيل" مبديا مخاوف من اطلاق السلاح النووي "بالخطأ".


وقال "ان السلاح الذري بالنسبة لبلد هو اشبه بحمل النتروغليسرين كوسيلة حماية شخصية. فان كنت تخشى التعرض لهجوم وكنت تحمل هذه المادة، اياك ان تستخدمها، فقد تفجر نفسك".


كيف نرد ان بادر الخصم الى مهاجمتنا؟ وان تعرضت منشآت نووية لهجوم الكتروني؟ ماذا لو قام قادة متهورون بتشغيل شيفرة اطلاق السلاح النووي او لو استولى ارهابيون على مثل هذا السلاح؟


رغم كل ذلك لا يزال عدد الدول التي تملك السلاح النووي او تشعر بان الردع النووي يحميها (في اطار الحلف الاطلسي) في تزايد وقد انضمت كوريا الشمالية الى نادي القوى النووية هذا. اما ايران، وبالرغم من نفيها المتواصل، فهي لم تثبت يوما انها لا تطمح الى امتلاك هذا السلاح.


كل ذلك يشجع على سباق للتسلح وانتشار الاسلحة النووية يضعف القوة الرادعة لهذا السلاح. وقال برونو تيرتري ان "خطر الكارثة النووية لم يعد قائما لكن من المفارقة ان مخاطر استخدام السلاح النووي ازدادت ربما".


فاطلاق السلاح النووي ليس مستبعدا في كوريا الشمالية على سبيل المثال ان اعتبر النظام انه مهدد وقال تيرتري "ان بيونغ يانغ اثبتت منذ اربع او خمس سنوات عن استعداد قوي للغاية للمخاطرة".


وادى ظهور لاعبين غير حكوميين مثل المجموعات الارهابية الى بلبلة المسلمات. ويذكر العديد من الخبراء في هذا السياق سيناريو وقوع اعتداء جديد كالذي نفذ في بومباي عام 2008 (166 قتيلا) والذي نسبته الهند الى حركة قريبة من اجهزة الاستخبارات الباكستانية، ما قد يؤدي الى خروج الوضع عن السيطرة وصولا الى اطلاق السلاح النووي.


من جهة اخرى فان عودة التوتر بين روسيا والغرب وتلويح فلاديمير بوتين باستمرار بالتهديد النووي، يعيدان المصداقية الى الردع بعد ان اسقطها كثيرون بعد الحرب الباردة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم