الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جثة الطفل عند خليج جونية...كيف حصلت الحادثة؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
جثة الطفل عند خليج جونية...كيف حصلت الحادثة؟
جثة الطفل عند خليج جونية...كيف حصلت الحادثة؟
A+ A-

لا يزال الانتظار حاكماً لنفي أو تأكيد خبر وفاة الطفل مهدي سلامة بعد الاعلان الذي استبق نتائح فحص الحمض النووي، عن ان الجثة التي عُثِر عليها عند خليج جونية تعود للطفل الذي فقده أهله على شاطىء "القملة" في صيدا منذ 5 أيام.
فقد أعلن أمس ان الجثة العائمة التي وجدت على بعد 3 كلم من المجمع العسكري عند خليج جونية، تعود لمهدي، وان ثبت الأمر تكون الضحية قد قطعت مسافة طويلة من شاطئ صيدا قبل ان تعثر دورية من الجيش على الجثة التي لم تتحمل البقاء في الماء وسط الأسماك كل هذه المدة، فتحللت، ما طرحَ علامات استفهام عن إمكانية أن تكون الجثة عائدة لطفل آخر غيره.


الوالد المفجوع بالحادث الملعون الذي غيّر حياته إلى الأبد بعد أن قرر وعائلته الخروج للنزهة، لديه أمل في ان تكون الجثة عائدة لابنه، فقد فرغ صبرَه من التفكير بما حلّ بمهدي منذ اختفائه بلمح البصر عند شاطئ القملة في صيدا يوم الجمعة الماضي. وقال لـ"النهار" : لديّ أمل 90 في المئة أن تكون الجثة عائدة الى ابني، لا سيما انه لم يتمّ التبليغ عن ولد مفقود غيره، وأنا أنتظر نتائج فحص الحمض النووي التي من المتوقع ان تصدر الخميس أو بعده لبت الموضوع". واضاف "منعنا من رؤية الجثة التي تم نقلها الى مستشفى جونية العسكري بسبب اصابتها بتشوهات".


فاتورة باهظة
كأن القدر حرّم على العائلات الفقيرة ان تفرح، وحين حاولت عائلة مهدي ان تتحداه كانت فاتورتها باهظة، فخطف ابنها ومضى، وها هي اليوم تصارع لاستعادته، ترضى بجثته بعد ان فقدت الأمل بأن يرحمها ويعيده سالماً، يقول أحمد "كان يومًا مشؤومًا، كل ما رغبنا فيه هو الجلوس على الشاطئ وتفريغ جزء من همومنا للبحر، كأن ذلك كثير علينا، فلم تمرّ ساعة على وجودنا في مسبح القملة حتى جاءت الفاتورة وكان "الثمن" اختفاء مهدي بعد لحظات من شربه ماء عذبًا قبل ان يبتلع ملوحة البحر".
عند آذان المغرب اختفى، غربت الشمس ومعها مهدي "كم افتقد ضحكته التي تملأ المنزل وحارة صيدا حيث نسكن، طيبته وعفويته، حبه لكل من حوله، لرفاقه ومدرسته، ثلاث سنوات ونصف هو العمر الذي كتب له أن يعيشه، لله اعطى ولله أخذ".


في المنطقة الممنوعة!
غرق مهدي يطرح علامات استفهام حول السلامة العامة في المسابح الشعبية، ووجود عناصر انقاذ تراقب الشاطئ، لكن ذلك لا يلغي مسؤولية الأهل، فلم يغرق الطفل أمام أعين والديه بل اختفى، وحتى التأكد من ان البحر ابتلعه لم يتم حتى اللحظة. عن ذلك علّق رئيس بلدية صيدا محمد السعودي في اتصال مع "النهار" أن "مهدي وغيره ممن تعرّضوا للغرق في بحر صيدا سبحوا في الاماكن الممنوعة، وهناك اشارات واضحة تمنع السباحة خارج مسبح صيدا الشعبي بسبب خطورة المنطقة وعدم مراقبتها". واضاف ان "مسبح صيدا الشعبي هو فقط المراقب من قبل البلدية حيث يضم 12 عنصر انقاذ، ولم يشهد اي حالة غرق في نطاقه منذ بدء فصل الصيف".
علامات استفهام طرحها السعودي عن أسباب قصد الناس الشواطئ الخطرة وقال :"هل يعقل ان يسمح اهل لطفلهم بالسباحة في مثل هذه المنطقة الخطرة والغير المراقبة؟ لماذا لم يقصدوا وغيرهم المسبح الشعبي حيث لا بدل دخول، وقد وضعت البلدية شماسي وكراسي وحيث توجد مراقبة".


مسيرة غريق
مصادر وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني أكدت لـ"النهار" أن العثور على الجثة في جونية ان تبيّن انها عائدة لمهدي فالأمر يعتبر طبيعياً، وشرح أحد عناصرها: "عندما تغرق الجثة ترقد في قعر الماء لمدة 24 ساعة قبل أن تعود فتطفو على سطح الماء، وهذا إذا لم تعلق بصخرة، وحينها يقذفها التيار باتجاه حركته وتستمر في السير الى ان يتم اكتشافها، اما المسافة التي تقطعها فالأمر يعود الى سرعة الرياح"، واستطردت انه "في الماضي غرق شخصٌ في منطقة الروشة، وعثر على جثته بعد 15 يوماً في تركيا، كما غرقت فتاة في نهر ابرهيم عثر عليها بعد اسبوع في البياضة في الناقورة".
يوجه أحد المنقذين البحريين لوماً كبيراً لوالد الطفل الغريق، ويقول: "كيف لم ترَ عائلته كيف اختفى وخطفته موجة قبل أن تبتلعه المياه"، مؤكداً على ضرورة بقاء الأهل الى جانب أولادهم سواء على الشاطئ أم في بركة المياه، وعلى ضرورة حمايتهم من اشعة الشمس ما بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، مع وجوب شرب الماء باستمرار، الى غيرها من قواعد السلامة التي يجب مراعاتها عندما يقصدون البحر.
البحر غدار وهم لم يحترموا جبروته، فاستهانوا بقدراته وتركوا طفلهم يعبث معه، وان كان فعلاً قد أعاد قذف جثته تكون عائلة سلامة وصلت الى برّ السلامة وتأكدت من المصير الذي واجهه ابنها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم