السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الأسلحة النوعيّة تتدفّق ... هكذا يؤكّد العالم جدّيّته في تسليح مصر

المصدر: جورج عيسى
الأسلحة النوعيّة تتدفّق ... هكذا يؤكّد العالم جدّيّته في تسليح مصر
الأسلحة النوعيّة تتدفّق ... هكذا يؤكّد العالم جدّيّته في تسليح مصر
A+ A-

"هي الأولى من نوعها في #الشرق_الاوسط، وإحدى أحدث وأكثر الصناعات تطوّراً في العالم." هكذا عرّف الاميرال المصري أسامة ربيع الفرقاطة فريم التي وصلت الى شواطئ الاسكندريّة منذ أسبوعين تقريباً بعد تسلّمها من فرنسا. البحريّة المصريّة، بحضور الملحق العسكري الفرنسي في #القاهرة الى جانب رسميّين، احتفلت بتلك الفرقاطة يوم الجمعة في 24 تموز الماضي، بعد يوم واحد على وصولها. وستشارك فريم في الاحتفالات المقرّرةبمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة الاسبوع المقبل.


الفرقاطة الجديدة فريم (المختصر الفرنسي لعبارة الفرقاطة الاوروبية المتعدّدة المهام) والتي أصبح اسمها "تحيا مصر"، تزن حوالي ستّة آلاف طنّ ويبلغ طولها 142 متراً. هي مشروع فرنسي إيطالي مشترك ذو أهداف دفاعيّة وهجوميّة، برّية وبحريّة وجوّية. فهي قادرة على تدمير الغواصات أو الطوربيدات التي تطلقها، كما تستطيع تدمير طائرات عبر منظومة من الصواريخ المتطوّرة بالاضافة الى قدرتها على استهداف سفن عسكريّة متنوّعة.


#فرنسا دخلت سوق التصدير الى مصر من بابه العريض. فالدولتان وقّعتا على اتفاق في شباط الماضي قضى بشراء مصر لأربع وعشرين طائرة من نوع رافال بالاضافة الى الفرقاطة وبعض المعدّات العسكريّة الأخرى بكلفة إجماليّة ناهزت تقريباً ستة مليارات دولار. وفي العشرين من تمّوز الماضي استلمت مصر الدفعة الاولى من الطائرات. رافال تتمتّع بمرونة جويّة عالية لأنّها تستطيع الطيران لمسافة 3700 كلم بسرعة تقارب الالفي كيلومتر في الساعة على علوّ مرتفع، وبإمكانها أيضاً إطلاق صواريخ جو-بحر جو-أرض و جو-جو.


وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان لم يخْفِ دعمه لمصر في مواجهة الإرهاب خصوصاً أنّ لها "حاجة استراتيجيّة تكمن في ضمان أمن قناة السويس".


من ناحية أخرى، لا يبدو مستبعداً إجراء صفقات جديدة بين #مصر و #روسيا. تاريخيّاً كانت مصر مستورداً مهماً للأسلحة السوفياتيّة، واستمرّ هذا الامر حتى بعد سقوط الاتحاد.


وتسلّمت القاهرة في تشرين الثاني من العام الماضي منظومة صواريخ من طراز أس 300 بي. أم. المضادّة للصواريخ الباليستيّة. جاء الأمر تنفيذاً لصفقة الاسلحة التي وقّعها الجانبان والتي شملت أيضاً مقاتلات ميغ 29 وسوخوي 30 وأنظمة دفاعيّة وهجوميّة أخرى.


وفي شهر أيّار الماضي، أعلن وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس منتوروف عن إمكانيّة عقد صفقة أسلحة جديدة مع مصر تضم طائرات وحوّامات وآليّات برّية وغيرها.


من جهة أخرى شاركت وحدات من الجيش المصري في تدريبات عسكريّة مشتركة مع قوّات روسيّة في عمليّة عرفت باسم "جسر الصداقة 2015". التدريب الذي انطلق في السادس من حزيران الماضي وانتهى في الخامس عشر منه، كان مسرحه البحر الابيض المتوسّط حيث كان أوّل تدريب بحري يجريه الطرفان لتعزيز وتطوير قوّتيهما البحريّة المشتركة.


وبحسب مجلّة "نيوزويك" الأميركية، فإنّ بريطانيا تابعت، سرّاً، ، تصدير اسلحة بملايين الدولارات الى مصر. ففي الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي وافقت لندن على بيع أسلحة بقيمة 76 مليون دولار الى القاهرة بما فيها "مكوّنات لمركبات عسكريّة قتاليّة" بحسب المجلّة نفسهاالتي نقلت معلوماتها عن بيانات منشورة حكوميّاً وجمعتها منظّمة "الحملة ضد تجارة الاسلحة". ويمثّل هذا الأمر زيادة بنسبة هائلة بلغت 3000% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وكانت بريطانيا قد عاقبت مصر على صعيد الصفقات العسكريّة بعد انقلاب #السيسي على مرسي بحسب تعبير المجلّة نفسها. رئيس الحكومة البريطانيّة دايفيد #كاميرون، ولتحسين العلاقات المصريّة البريطانيّة، دعا الرئيس السيسي في حزيران الماضي لزيارة لندن على رغم ادانة اثنين وثلاثين نائباً ل"سجلّ الرئيس المصري الحالي في مجال حقوق الانسان".


#الولايات_المتحدة وجدت هي أيضاً الفرصة سانحة لرفع حظر الاسلحة التي كانت فرضته على مصر في تشرين الاوّل من عام 2013 بعد سقوط حكم الاخوان بقيادة محمّد مرسي. ففي آخر يوم من شهر آذار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي مع نظيره المصري خبر استئناف تصدير الاسلحة الى مصر، ما سمح مبدئيّاً باعادة شحن اثنتي عشرة طائرة أف 16 من أصل ستّ عشرة، وعشرين صاروخاً من نوع هاربون وحوالي مئة وخمس وعشرين دبّابة من نوع أم 1 أبرامز.وتبلغ المساعدات العسكريّة المقدّمة من الولايات المتحدة لمصر حوالي 1.3 مليار دولار سنويّاً. وأعلن أوباما أنّ الولايات المتحدة ستقوم عام 2018 بفرز تصنيفات أربعة جديدة لتصدير الاسلحة الى مصر هي مكافحة الارهاب، أمن الحدود، أمن سيناء والامن البحري. وفي الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، احتفلت القوّات الجوّيّة المصريّة بتسلّم ثماني طائرات من طراز أف 16.


وقد استأنفت الولايات المتحدة اليوم الاحد "الحوار الاستراتيجي" مع مصر بعد انقطاع دام ستّ سنوات. وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون #كيري من القاهرة أن مصر هي مركز العالم العربي وهي تدفع ثمناً كبيراً في مواجهة التطرف وأكّد استمرار الدعم الاميركي العسكري للقوات المصريّة من أجل مكافحة #التطرّف.


تواجه دول العالم اليوم معضلة كبرى تتعلّق بمواجهةالارهاب. ومصر بموقعها الاستراتيجي لم تشكّل استثناء لتلك القاعدة، لأنّ التجارب دلّت مؤخّراً على أنّها هدف لمختلف الشبكات التخريبيّة. ولذلك سارعت دول العالم الى "إغداقها" بالاسلحة الكمّيّة والنوعيّة من أجل مواجهة التنظيمات المتطرّفة. فالدول الغربيّة ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، وإن كانت غير متحمّسة لكيفيّة استلام الرئيس السيسي لمقاليد الحكم، إلّا أنّها تدرك جيّداً أنّ سقوط مصر تحت ضربات الارهاب يعني أنّ الشرق الاوسط بمعظمه سيكون معرّضاً لتلك الضربات، ما يعني أنّ هزّات كبرى ستجتاح مصالح الدول الغربيّة أو مصالح حلفائها على أقلّ تقدير.


ولهذا السبب أعلن أوباما للسيسي في آذار الماضي، أنّ الخطوات التي اتخذها تجاه مصر أتت لتقوية "موقفنا في التعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه المصالح المصريّة الاميركية في منطقة غير مستقرّة". أمّا بالنسبة لتعاطي الغرب والولايات المتحدة مع قضايا حقوق الانسان في مصر، فشدّد أوباما على "قلق واشنطن من استمرار اعتقال الناشطين السلميّين واستمرار المحاكمات الجماعيّة". لكن يبدو أنّ الموضوع الأخير، أيّاً يكن المسار الذي سيسلكه، لن يغيّر من النظرة الانفتاحيّة لواشنطن ولندن وغيرهما تجاه مسألة تسليح مصر، لأنّه يصنّف ضمن خانة "الواقعيّة السياسيّة" أو الـ realpolitik ذاك المصطلح التي أعادت مجلّة "التايم" التذكير به في تعليقها على سياسات #أوباما الاخيرة تجاه مصر.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم