كأس من النبيذ يقيك سرطان الأمعاء

وجد باحثون بريطانيون من جامعة ليستر في دراسة نشرت في 29 تموز 2015، مادة سحرية في النبيذ الأحمر تدعى "ريسفيراترول" تحمي الجسم من الإصابة بسرطان الأمعاء. وتبيَّن أنَّ شرب كأس واحدة كبيرة له آثار مذهلة لاحتوائه على ما يكفي من هذه المادة.

في الواقع، إنَّ وجود كمية ضئيلة من "ريسفيراترول" في مشروب واحد له مفعول أكثر من الكمية الموجودة في المكملات الغذائية التي تباع في محلات الأغذية الصحية. وهذه المادة موجودة في قشرة العنب الأحمر وتمنح الثمرة لونها، وتحوي مجموعة من الفوائد الصحية الأخرى، المساهمة في درء أمراض القلب وإبقاء العقل متوقداً.

وفي هذا السياق، أجرت الباحثة كارين براون دراسة للتأكد من قدرة "ريسفيراترول" على الوقاية من سرطان القولون لدى الفئران المبرمجة وراثياً لتطوير هذا المرض. في التجربة أعطي الفئران ما يعادل الجرعة التي يستوعبها جسم الإنسان من كأس كبيرة من النبيذ الأحمر، وتبيَّن أنَّ جرعة منخفضة من النبيذ الأحمر ساهمت في وقف الأورام من النمو. الدراسة التي نشرت في دورية Science Translational Medicine ونقل تفاصيلها موقع صحيفة "الدايلي ميل" البريطاني، أشارت فيها براون قائلةً: "إنَّ النظام الغذائي كتناول الأطعمة الدهنية، ونمط حياة الشخص وجيناته يمكن أن يحدَّ من الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الجسم من مادة ريسفيراترول".

وتضيف براون: "تبيَّن من هذه الدراسة أنَّ الحصول على كميات منخفضة يمنع الأورام بشكل أفعل من أخذ جرعة عالية، والأمر نفسه بالنسبة إلى المواد الكيميائية الأخرى المشتقة من النباتات والفيتامينات التي تجري دراستها للوقاية من السرطان. لذا، يجب أن يكون هناك مزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير جرعات منخفضة". ولكنَّ الباحثين حذروا من تناول كمية من الكحول بناءً على رأي شخصي ومن دون استشارة طبيب. وفي هذا الصدد، أشار الدكتور جولي شارب، من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذا لا يعني أنَّ كأساً من النبيذ الأحمر تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، لأنه لا يمكن فصل الريسفيراترول عن الكحول. كما أنَّ مخاطر الإصابة بالسرطان جراء شرب كميات كبيرة من الكحول تفوق أي فوائد ممكنة للريسفيراترول".