الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وجوه المدينة الحزينة وقصص من خلف الكمّامات

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
وجوه المدينة الحزينة وقصص من خلف الكمّامات
وجوه المدينة الحزينة وقصص من خلف الكمّامات
A+ A-

يسير اللبنانيون في الشوارع واضعين الكمّامات أو واضعين أياديهم على أنوفهم. لا عجب في بلد تكاد تطمره النفايات. الجميع "قرفان"، وينتظر موعد انفراج أزمة النفايات التي تقطع الطرق، تشوّه المنظر العام للمدينة، وتتسبّب بالضرر لصحة اللبنانيين. #صحتنا_مش_زبالة، الجميع يدرك هذا الأمر، لكن للأسف، ليس من حل أو خطّة حقيقية حتّى الآن من الدولة لمعالجة الأزمة الخبيثة. 


تجوّلت "النهار" في بعض شوارع المدينة الحزينة جراء ما لحق بها من تشويه ومن اهمال متعاقب، وكانت هذه القصص من خلف الكمّامات:



يعمل الفتى الظاهر في الصورة أعلاه في محل لبيع الخضر في أحد شوارع الحمراء. بالنسبة له، "الوضع بيقرّف بس ما خفّت نسبة البيع". أما الشخص الواقف الى جانبه، فيعتبر أن الخروج الى الشارع من غير وضع كمّامة يعرّض الحياة للخطر. 



أميرة (4 سنوات) وصلت من ولاية ميامي الأميركية إلى لبنان لقضاء العطلة الصيفية، إلاّ أنها عبّرت عن انزعاجها الكبير من روائح النفايات المنبعثة في معظم شوارع بيروت. وأجابت رداً على سؤالنا عن سبب وضع الكمّامة: "أحمي صحّتي من الروائح الكريهة. لا تطاق هذه الروائح". 



ترى هذه السيدة التي كانت تتبضّع في شارع الحمراء أنّ #أزمة_النفايات "هلكتنا كلّنا". ويظهر التناقض خلفها، حيث رُميت سلّة زهور مع باقة الزبالة.



غنوة عواضة (17 سنة) ترى أن الحل لمشكلة النفايات يكون في "رمي الزبالة أمام منازل المسؤولين...فهم يتحملون مسؤولية معاناتنا". أما الطالب مصطفى عواضة، فرأى أنه "على الناس إغلاق الطرق المؤدية إلى بيوت المسؤولين، وليس قطع الطرق على المواطنين الذين لا علاقة لهم بأزمة النفايات".





بالنسبة لبعض الأشخاص، كالرجل الظاهر في الصورة أعلاه، لم يتغيّر أي شيء عندما تراكمت النفايات على الطرق. فالرجل يبحث في النفايات عن أي شيء قد يستفيد منه. للأسف، لا زال في لبنان أشخاص يبحثون في النفايات... والرجل مثال على الأوضاع الإجتماعية المزرية التي يعاني منها البعض. 



"المرّة الأخيرة التي رأيت فيها النفايات متراكمة بهذا الشكل في بيروت كانت في زمن الحرب الأهلية"، يقول الرجل الذي كان يزور شقيقه في كشك الجرائد في الحمراء. ويضيف: "لكن للأسف، حينها، كانت النفايات تزال من الشوارع في شكل أسرع من الوقت الذي استغرقته إزالة النفايات في هذين الأسبوعين". 



"نضع أنا وأولادي الكمّامات من أجل حماية صحّتنا"، يقول هذا الرجل، مضيفاً: "شو بدنا نحكي بلد ما بيسوى رح نمرض كلّنا". 



اكتفت السيدة الظاهرة بالصورة، وهي عاملة منزلية بالقول: "شو هالمُشكِل هيدا؟ !! بدنا أمرض كلّنا !" 



المستوعبان (الأحمر والأزرق) الموجودان في منطقة الأشرفية مخصّصان لفرز النفايات بحسب نوعها، لكن في ظلّ تكوّم النفايات بشكل هائل في الطرق، أصبحا مخصّصين لجميع أنواع النفايات (من دون الإنتباه إن كانت مواداً بلاستيكية أو طعاماً أو غيرها). 



بينما استخدم موظّق المرأب الكمامة لحماية صحّته من الروائح السامة للنفايات المتراكمة بقرب المطعم الذي يعمل فيه، وضعت السيّدة الواقفة الى جانبه يدها على أنفها لإبعاد روائح النفايات. يُذكر أن حريقاً كبيراً اندلع في النفايات مساء الأحد-الإثنين في منطقة الأشرفية. وعندما لم يحضر الدفاع المدني لإطفائه، بادر العاملون في المطعم المجاور لإخمادها، خصوصاً أن "رائحة الدخان وصلت الى داخل المطعم الذي كان محجوزاً بالكامل وفيه 400 شخص". 



في شارع بلس، قرب الجامعة الأميركية في بيروت، تقلّص عدد النفايات منذ إعلان وزير البيئة إزالتها من المدينة. إلاّ أنّ النفايات التي لا تزال موجودة تتسبّب بروائح كريهة جداً. وتعبّر عن هذا الواقع تعابير وجه الشاب الذي كان يمر بقرب مستوعب النفايات. 


 


لم يرَ هذا الشاب، وهو طالب في الجامعة الأميركية كميات النفايات الكبيرة التي غطّت الرصيف قرب جامعته، إلا أنه يعتبر أنّ "شو بدنا نعمل؟ خراب بخراب! بس هلّق لبيّنت القصّة"، مضيفا: "لا أعتقد أن الحل سيرضي أي شخص، لكن النتيجة ستكون في إيجاد شركة أخرى وفي التعتيم على القضيّة كي ننساها". 



الطالبات الثلاث ترين أن "الدولة لن تجد الحل المناسب لقضيّة النفايات، وأننا سننساها بعد فترة وجيزة، تماماً كما يحصل في أي موضوع في لبنان".


 


محمود أبو الحسن، مالك كشك الجرائد الشهير في شارع الحمراء يعاني من أمراض تنفّسيّة. لكنّه لا يضع الكمّامة لأنه "تعوّد على روائح الزبالة من زمان". بالنسبة له، لن تجد الدولة أي حل لصالح المواطنين، بل ستجد الطرق الكفيلة في زيادة دخل "حيتان المال" . 


(تصوير زينة ناصر)

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم