الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أقوى موقف من الازهر عن "التشيّع"

المصدر: "النهار"
أقوى موقف من الازهر عن "التشيّع"
أقوى موقف من الازهر عن "التشيّع"
A+ A-

في ما اعتبر أقوى موقف من الأزهر عن "التشيع"، أفتى عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية في قنا حسين محمد محمود عبد المطلب ب "عدم التعبد بأي مذهب يعتقد تكفير الصحابة وتحريف القرآن ورمي أم المؤمنين عائشة ..."، مشيراً الى أن من يعتقد ذلك المذهب فهو "كافر" سواء كان من الشيعة أو الخوارج أو غيرهم.


وجاء موقف الشيخ الازهري ردا على سؤالين لمدرس مساعد في قسم الفقه في الكلية ، أحدهما يتعلق أيضاً بما تردد عن فتوى للشيخ محمود شلتوت تجيز التعبد بالمذهب الجعفري.
ردّ عبدالمطلب يثير تساءلات عما اذا كان موقفه يمثل تياراً واسعاً في الازهر، وخصوصاً وسط مساع لتجديد الخطاب الديني بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الشأن.


نبيل عبد الفتاح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة قال ل"النهار" أن هذا الرأي حاضر لدى بعض الازهريين ممن تأُثروا بالاتجاهات السلفية أو ممن استعاروا الكليشيهات والصور النمطية من مؤسسات دينية أخرى ومن تقاليد الفقه السني ، اضافة الى تأثرهم بالنزعة المذهبية في المنطقة وما يحصل في سوريا والعراق واليمن. الا أنه لا يمثل اجماعاً داخل الازهر. التوجه الاساسي داخل مؤسسة الازهر يشدد بحسب عبد الفتاح على ضرورة التقريب بين السنة والشيعة "وهو ما حصل ضمن التقليد الليبرالي المصري وضمن مسعى الشيخ محمود شلتوت الذي أفتى بجواز التعبد على المذهب الاثني عشري"، واسس مع شيخ آخر دارا للتقريب بين المذاهب حيث يتم تدريس المذهب الشيعي ولكن ضمن الرؤية السنية.


فتوى شلتوت والتساؤلات التي أثارتها تترك انطباعاً بأن هناك جدل في شأن تشيّع في مصر، فهل هناك تيار كهذا في البلاد؟
عبدالفتاح يجيب أنه يجب التمييز بين أمرين ، موضحاً أن المكوّن الشيعي الثقافي لجهة بعض انماط الطقوس حاضر ويتجلى في مظاهر الاكل والاحتفال بعاشوراء والمولد النبوي ، وهذه امور لم تستطع السلفية الجهادية حجبها. وهناك أيضاً الاحتفال الكرنفالي المستمر بأولياء الله الصالحين ولاسيما "آل بيت الرسول مثل السيدة نفيسة والسيدة زينب" واحترام مقاماتهم. وفي هذا الامر، يعتبر أن ثمة حالة مصرية خاصة تتعلق بالاضرحة والمقامات الشيعية وتختلف عما هي الاوضاع العراقية واللبنانية والايرانية، مختصراً بأن الحضور الثقافي الشيعي هو أحد عناصر أنسجة الثقافة الدينية الشعبية.ولكنه يلفت الى أنه لا يمكن القول أن هناك تياراً له ابعاده السياسية ، وإنما ثمة مجتمعات تتوارث المذهب ، ولا يتجاوز عدد أفرادها تسعة الاف وبأقصى حد عشرة الاف.


تجديد الخطاب الديني
ولا يبدو عبد الفتاح متفائلاً بالدعوة الى الى تجديد الخطاب الديني. فالازمة في رأيه ليست في الخطاب الذي هو نتاج الفكر الديني المأزوم، فحسب، وإنما أيضاً في العقل الاسلامي عموماً وفي مصر تحديدا.وفي غياب دراسات عميقة وتحديد دقيق لما هو مقصود بالخطاب الديني وأنماط هذه الخطابات، يرى أن ما يحصل حالياً هو توظيف لفظي وانشائي للمصطلح.ومع أن الازهر هو المعني الاساسي في هذا الامر، لم يحصل حتى الان ثلاثة اجتماعات برئاسة شيخ الازهر أحمد الطيب وحضور عدد من المشايخ والمثقفين، ولم تصدر وثيقة في هذا الصدد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم