الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بين النفايات وعريضة "البابا الأخضر"... المطلوب واحد!

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
بين النفايات وعريضة "البابا الأخضر"... المطلوب واحد!
بين النفايات وعريضة "البابا الأخضر"... المطلوب واحد!
A+ A-

ليس مشهد النفايات المتراكمة على الطرق والتي "تقفز" من فوق البراميل سوى انعكاس لصورة شلل السلطات وجمود المؤسسات. فالحكومة شبة مشلولة ومجلس النواب عاطل من العمل، والوزراء ضائعون بين ايجاد آلية استمرار عمل الحكومة و"انصاف المسيحيين"، فيما الجميع "يغرق" في النفايات!


انه مشهد بيئي لا مثيل له سوى في الدول الأقل من نامية، وربما ليست النفايات سوى تعبير عن تراكم الازمات التي ورثتها الحكومات المتعاقبة، فالجميع افاد والسرقة "تضاعف" منسوبها، فيما المطلوب واحد: حل بسيط جدا هو فرز النفايات واعادة تدويرها. ولكن، ربما تقف عندها الافادة من الاموال!


وبعدما طافت شوارعنا بالنفايات، اختارت بلدة عرمون الحل، فأقدم "تجمع عرمون بلدتي" و"الجمعية الثقافية – عرمون" على المعالجة الجذرية للنفايات عبر مشروع يهدف الى الوصول الى "صفر نفايات"، بكلفة 58 دولارا للطن الواحد، الى جانب تحويل النفايات العضوية سمادا وبنوعية قابلة للتسويق.
بهذه الطريقة انتهت عرمون من نفاياتها، وما على البلديات الاخرى سوى الامتثال والبدء بالحل. والاهم البدء باعتماد ثقافة جديدة عند اللبناني تتلّخص بشراء الكمية التي يريد فقط استهلاكها لا اكثر، فيخفف من ذلك من كمية النفايات، ثم اعتماد فرز النفايات داخل كل بيت.


بعدها، يأتي دور البلديات عبر التخلص من النفايات من خلال اعتماد مشاريع مماثلة كتلك التي اعتمدتها عرمون، وما اكثر الحلول واسهلها اذا انفقت الاموال في مكانها المناسب.


هكذا، ليس المطلوب سوى حلول منطقية وعلمية بسيطة، بدل التفتيش عن مطامر جديدة، تارة باعتماد "مناطق الكسارات"، وطورا بنقل "جبل النفايات" من منطقة الى اخرى.


سلّة الحل تبدأ بكل بيت وتنتهي عند البلديات، فتتوقف السمسارات ولعبة احتكار الشركات، وعبرها الصفقات والسرقات.
ولعلّها ليست مصادفة، وفي الوقت الذي نغرق فيه في "زبالتنا" ان يطالعنا خبر مصدره الفاتيكان يخبر كيف يعمل البابا فرنسيس على الحفاظ على البيئة. انه "البابا الاخضر". وهذه المرة، لم يتوانَ عن اصدار عريضة موجهة الى "رؤساء الدول والحكومات المشاركة في المؤتمر العالمي الحادي والعشرين حول المناخ"، يدعوهم فيها الى الحد من ضحايا التلوث.


والخبر ليس في العريضة بذاتها انما في عدد الموقعين عليها حتى الان، اذ بلغ العدد 40153 موقعا، (حتى كتابة هذه السطور) فيما الهدف المنشود هو الوصول الى الـ50 الف.


وجاء في العريضة: "باسم أطفالنا الذين، دون جهودكم، سيرثون كوكباً أسوأ حالاً وخطيراً، باسم فقراء هذه الأرض، أول ضحايا التلوث وآثار التغيرات المناخية. باسم كل العائلة البشرية التي تختفي في كفنها الحدود والحواجز السياسية والاجتماعية التي تمنعكم من تحمل مسؤولياتكم، أطلب منكم تلقّف الدعوة التي وجهها البابا فرنسيس في منشوره البابوي "المجد لك" حول المحافظة على المنزل المشترك، حيث يعترف انه لا يزال أمام البشرية فرصة لتلافي الكارثة البيئية، وأطلب منكم عقد التزامات ملموسة من أجل بيئة انسانية حقيقة".


واذ شدد البابا على "اعتبار البيئة ملكاً مشتركاً لنا جميعاً ومن أجلنا جميعا"، اعتبر ان "التغيّر المناخي مشكلة عالمية يترتب عنها تابعات بيئية واجتماعية اقتصادية وتوزيعية وسياسية خطيرة كما يشكل أبرز تحديات عصرنا. وقد تظهر أسوأ التابعات خلال العقود المقبلة في البلدان النامية".


وقال: "من الضروري الآن تطوير سياسات تسمح بالتخفيض من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وغيره من الغازات الملوثة بصورةٍ جذرية عبر استبدال استخدام الوقود الأحفوري وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة".


والسؤال، حين يشاهد البابا منظر النفايات المبعثرة في لبنان والذباب الازرق الذي بدأ "يأكل" اطفالنا، ما تراه يقول او يكتب في عريضته؟ ربما لا نحتاج الى عرائض او الى تحركات اهلية، انما الى مسؤولين على غرار البابا، يعرف كيف يخاف على صحة اطفالنا وكيف يحدّ من ضحايا التلوث، وما اكثره في لبنان.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم