اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"الطاولة" اللبنانية وصلت إلى العالمية!
أن يحتلَّ مطعم لبناني المرتبة الثامنة ضمن لائحة تضمُّ أفضل 50 مطعماً حول العالم، يعتبر إنجازاً لا لإسم المطعم فقط، بل للبنان كذلك. فقد تمكَّن مطعم "الطاولة" الذي يمتلكه السيد كمال مزوق صاحب فكرة "سوق الطيب"، من تحقيق هذا الإنجاز لما تمتاز به "الطاولة" من ديكور بسيط يرافقه أطباق لبنانية عريقة وصحية مصنوعة من الأغذية الطبيعية التي لا تحتوي على مواد حافظة أو كيمائية.
"الطاولة" الأفضل بالنسبة لـ Monocle
جاءت فكرة اختيار أفضل "قائمة طعام" للمطاعم من حول العالم، بعد سؤال مفاده "متى كانت آخر مرة كنت راضياً فيها عن قائمة الطعام الذي تتناوله؟". فالمطاعم العالمية تشتهر أكثر وينتشر اسمها جراء الدعاية والتبجيل والديكورات الفخمة التي تخولها احتلال مراكز متقدمة أكثر من غيرها. ولكننا غالباً ما ننسى الأمور المبتكرة وفن الضيافة التي ترافقها البساطة والمذاق اللذيذ.
Monocle مجلة بريطانية انطلقت عام 2007 وتتناول الشؤون العالمية، والأعمال التجارية والثقافية. حصلت عام 2010 على شهرةً واسعة في دول عدَّة منها الولايات المتحدة الأميركية، كندا، بريطانيا، أوستراليا، سنغافورة، ألمانيا، هونغ كونغ، البرتغال، فرنسا وإيطاليا. وشهدت مبيعاتها ارتفاعاً في جنوب شرق آسيا وصلت إلى أكثر من 81000 نسخة. خصصت عام 2015 الجائزة السنوية الأولى التي تحمل اسم The Monocle Restaurant Awards، وطلبت من محرريها ومراسليها الموجودين في مختلف دول العالم البحث عن أكثر المطاعم جودةً من لندن، مروراً بنيويورك وتورونتو، هونغ كونغ، وزيوريخ، اسطنبول وطوكيو وسنغافورة، وصولاً إلى بوغوتا وبيروت.
نالت بيروت حصتها، ففرضت نفسها على قائمة المطاعم ووصلت إلى العالمية بعدما اختارت Monocle "الطاولة" الأفضل لبنانياً وعربياً. يخبر السيد كمال مزوق "النهار" قائلاً: "لم نعرف أي شيء عن تلك المسابقة، بل تلقينا بريداً إلكترونياً يفيد بأننا نلنا الجائزة، واحتللنا المرتبة الثامنة. علمنا أنَّ المجلة أرسلت محررين من كل أنحاء العالم، وهؤلاء اختاروا بين المطاعم، نحن لم نتواصل وإياهم ولكن سبق لهم أن زاروا "الطاولة". علمنا المعايير الرئيسة للاختيار بعدما فسَّروها لنا في البريد الإلكتروني الذي وصلنا. ولم نعرف أية تفاصيل أخرى، بل فرحنا بالجائزة".
"الطاولة" هويتنا وتراثنا
"لم يكن هناك أي مطعم لبناني أو عربي ضمن تلك القائمة سوى "الطاولة"، بحسب السيد مزوق الذي يضيف، "نحن فرحون بهذا التقدير ونُدرك أننا نقوم بالعمل الصحيح، وهذه الجائزة ستجعلنا نندفع للقيام بما هو أفضل. فـ"الطاولة" ليست مطعماً، بل مطبخ المزارعين والمزارعات، حيث تأتي أمهات وسيدات من مناطق لبنانية مختلفة لطهي الأطباق الشهية التي يشتهرون بها في مناطقهم. مصدر قوَّة "الطاولة" الأكل المنزلي، فقد ابتكرنا هذا المكان ليجمع الناس من كل المناطق اللبنانية. فالزي التقليدي، والهندسة المعمارية، والموسيقى التقليدية، كلها اندثرت، وبات التراث ينتقل من جيل إلى آخر من خلال الطعام بغية الحفاظ عليه. وهذا الكلام لا يقتصر على لذَّة الطعام وجمالية تحضيره، بل يؤكد أنَّ الطعام جزء من هويتنا".
"هذه الخطوة لا تقتصر على ترسيخ الطعام اللبناني فقط"، بحسب السيد مزوق، بل "عمِلنا مع سيدات لاجئات فلسطينيات في المخيمات، ولاجئات سوريات في لبنان على تحضير وتقديم أطباق تقليدية خاصة ببلادهن، فهنَّ لم يحملنَ معهنَّ من بلادهنَّ سوى الطعام الذي يشتهر بلدهن به، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من هويتهنَّ".
"الطاولة" إلى باريس
يؤكد السيد مزوق أنَّ "تطوير العمل مستمر، في بيروت توجد "طاولة" وطنية جامعة لتقاليد كل لبنان، في عمِّيق - البقاع الغربي هناك طاولة "مناطقية". كذلك، توجد كافيتيريا في مركز اللاجئين التابع للأمم المتحدة حيث تحضر اللاجئات السوريات والفلسطينيات والعاملات الأجنبيات في لبنان أطباقهنَّ. وحالياً نحضِّر "طاولة" في منطقة دير القمر لسيدات تلك المنطقة. نحلم أن نأخذ "الطاولة" إلى خارج لبنان، الخطوة الأولى ستبدأ من باريس، حيث سترتكز الفكرة على تقديم أطباق تقليدية فرنسية ستقوم بطهيها نساء فرنسيات. ومن سيزور "طاولة باريس" سيأكل الأطباق الباريسية الشبيهة بأهل باريس وفرنسا، فكل شخص يخبر قصته من خلال التقاليد الغذائية والأكل البيتي الخاص ببلده. ولكن الأطباق اللبنانية ستقوم بزيارة "طاولة باريس" لبضعة أيام حيث سيُخصّص جزء لسيدات لبنانيات في "طاولة باريس" ليتمكنَّ من تحضير بعض الأطباق اللبنانية".
العشرة الأوائل
Monocle أعلنت عن قائمة المطاعم من 1 إلى 50، حيث احتلَّت "الطاولة" المركز الثامن، وتمكَّن لبنان من منافسة اليابان والمملكة المتحدة، والسويد، وسويسرا، وأوستراليا وتايوان. ونذكر تالياً أسماء المطاعم التي احتلت المراتب العشر الأولى:
1- Beard طوكيو، اليابان.
2- The River Café لندن، المملكة المتحدة.
3- Pa&Co ستوكهولم، السويد.
4- Le Pavillonبونتريسنا، سويسرا.
5- Cho Cho San سيدني، أوستراليا.
6- Din Tai Fung تايبيه، تايوان.
7- ZumSchwarzenKameel فيينا، النمسا.
8- Tawletبيروت، لبنان.
9- Maru Aoyama طوكيو، اليابان.
10- Kronenhalle زيورخ، سويسرا.
Twitter: @Salwabouchacra
