بلطجي" يحرّر" شقيقه في مفرزة صور

يبدو ان من مسلسل الفلتان الامني واعمال القتل التي استهدفت اكثر من منطقة لبنانية في عطلة عيد الفطر وصلت طلائعها الى صور، المدينة التي تعج بأفواج من السياح فضلاً عن المغتربين اللبنانيين الذين يقصدونها في اشهر الصيف.
ما حصل في صور بعد ظهر السبت الفائت ليس فيلماً سينمائياً يتحدث عن مطاردات بين تجار للمخدرات ورجال الشرطة في كولومبيا، بل تمثل بالواقع وعلى الارض في مفرزة  صور في مشهد لم يحصل حتى في عز اعوام الحرب وسيطرة الميلشيات. وفي التفاصيل التي حصلت عليها " النهار" من مصادر امنية في بيروت انه جرى توقيف ب.س واقتيد الى النظارة، الامر الذي ادى إلى غضب شقيقه عباس.س فأعلن ثورة على طريقته (يملك مقهى شيّده بالقوة على على مساحة تعود للدولة)، فأقدم على جمع عدد من رفاقه المشهود لهم بتنفيذ اعمال الاعتداءات على المواطنين وترويعهم، فانتظروه عند مدخل المفرزة. ودخل عباس بسلاحه وعلى مرأى العناصر الامنية وخلع باب النظارة و"حرر" شقيقه من دون اي مقاومة او توجيه سؤال اليه!

هذه الواقعة التي يتناقلها الصوريون وابناء المنطقة تحكي عن واحدة من المخالفات التي تشهدها المدينة بفعل حال الفوضى وتهاوي سلطة الدولة امام هذا النوع من العصابات والشبيحة الذين يسيئون الى سمعة صور واسمها واهاليها.
بعد مرور ثلاثة ايام على "انتاج" هذا الفيلم، يتنقل الشقيقان س. في ارجاء المدينة، وكأن شيئاً لم يحدث. ويحلو لأحدهم وهو يرتشف القهوة ان يروي تفاصيل ما فعله من دون ان "تجرؤ" القوى الامنية على توقيفه في مدينة تحولت مسرحاً لامثاله ومن دون ان يكترث نوابها الاربعة لهذه الفوضى واعمال الفلتان أو أن يلتفتوا إلى حال اهلها الذين يسألون وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن هذه الواقعة اذا تلقى تفاصيلها.
ابناء صور يناشدون المشنوق التدخل لحمايتهم . واذا لم يوقّف س. ورفاقه من "البلطجية" (بعضهم يحظى بتغطية حزبية) ما نفع وجود هذه المفرزة في مدينتهم واذا لم تستطع القيام بواجباتها فلينقل ضباطها وعناصرها الى منطقة اخرى رأفة بما تبقى من كراماتهم ومعنوياتهم العسكرية وترك المدينة واحيائها لـ "س." ورفاقه الذين يسرحون ويمرحون من دون رادع.

وبعد نشر القصة، جاءنا رد من عباس س. نفى فيها القصة مؤكداً انه ليس من أصحاب السوابق ولم يقدم على فعل منافٍ للقانون. 

الا ان مصدراً في قوى الامن عاد واكد وقائع الحادثة مشيراً الى انه سيصار الى اتخاذ الاجراءات المطلوبة.