الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في الضفة الغربية.. فلسطينيون يتأهبون ليوم هدم قريتهم

المصدر: "رويترز"
في الضفة الغربية.. فلسطينيون يتأهبون ليوم هدم قريتهم
في الضفة الغربية.. فلسطينيون يتأهبون ليوم هدم قريتهم
A+ A-

جلس جهاد نواجعة تحت شجرة تين هربا من الحر القائظ يتطلع إلى الأرض الوحيدة التي عرفها في حياته على امتداد تلال الخليل القاحلة في جنوب الضفة الغربية. ففي خلال أيام من المنتظر هدم بيته وطرده هو وزوجته وأولادهما العشرة.


وقال الرجل البالغ عمره 47 سنة وهو يمسك بثمرة تين من الشجرة المحملة بالثمار ليختبر مدى نضجها "يبدو أنها النهاية. سيأتون ويهدمون بيوتنا ولن يكون لنا مكان نذهب إليه. في الأيام التالية سأشاهد تشريد 100 طفل".


وأسرة نواجعة بين عدد محدود من الأسر تعيش في خيام ومبان سابقة التجهيز في قرية سوسيا الفلسطينية تمتد على جوانب عدة تلال صخرية بين مستوطنة يهودية إلى الجنوب وموقع أثري يهودي إلى الشمال على أرض تحتلها اسرائيل منذ حرب 1967.


وترجع حكاية سوسيا لعشرات السنين لكنها بلغت ذروتها في ايار عندما رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية طلبا لوقف هدم القرية. ومع استنفاد سبل الطعن في القرار وانتهاء شهر رمضان من المتوقع أن يبدأ الهدم في أي يوم.


بل إن الجنرال الاسرائيلي المكلف بتنفيذ عملية الهدم أبلغ سكان القرية بذلك الاسبوع الماضي.


وقد نشأت نزاعات عديدة مثل هذا النزاع عن الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية على مدى 48 عاما حيث توسعت المستوطنات اليهودية بسرعة. وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات غير قانونية.


غير أن سوسيا لها وضع فريد بسبب مدى الظلم الواقع على أهلها فيما يبدو.


ويعتقد كثير من الاسرائيليين من مسؤولين سابقين بوزارة الدفاع إلى نشطاء المستوطنات وجماعة حاخامات من أجل حقوق الانسان أن الحكومة الاسرائيلية ترتكب خطأ ويشيرون إلى وثائق توضح ملكية الفلسطينيين للارض وأنهم زرعوها وسكنوها منذ نحو عام 1830.


وفي الماضي كان الفلسطينيون يعيشون في كهوف لكنهم طُردوا من مساكنهم الاصلية عام 1986 بعد اكتشاف الموقع الأثري وتم تدمير الكهوف في موقعها الحالي في التسعينات وأوائل الألفية الثالثة بعد سلسلة من المواجهات بما في ذلك مقتل أحد المستوطنين.


ونتيجة لذلك أصبحوا يعيشون في خيام ومبان سابقة التجهيز غير أن اسرائيل لم تمنحهم أي تصاريح لبناء هذه الهياكل ولذلك فقد حكمت المحكمة العليا أن من الممكن هدمها.


معارضة أمريكية..


في الأيام الأخيرة زار دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون سوسيا لابداء تضامنهم مع سكان القرية الذين يبلغ عددهم إجمالا نحو 350 فردا يعيشون في نحو 80 خيمة وهيكل. ولم يكن هناك من يستخدم في حر النهار معدات لعب أطفال زاهية الألوان تبرعت بها وكالات مساعدات إغاثة عالمية لكن الاقبال عليها يشتد في المساء.


وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح نادر عن هذه القضية "نحن نتابع التطورات عن كثب... ونحث السلطات الاسرائيلية بقوة على الامتناع عن تنفيذ أي من عمليات الهدم في القرية".


وأضاف أن "هدم هذه القرية الفلسطينية أو أجزاء منها وطرد الفلسطينيين من بيوتهم سيكون أمرا ضارا واستفزازيا".


وتطالب حركة المستوطنين التي لها نفوذ كبير في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية بالمضي قدما على الفور في عملية الهدم وتقول إنه لا توجد عراقيل قانونية أخرى ويشير يوشاي دامري الزعيم المحلي للمستوطنين إلى الموقع الأثري وأدلة على وجود معبد قديم للإصرار على أن اليهود كانوا موجودين في المنطقة أولاً.


وقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ"رويترز" إن الحكومة تبنت قرار المحكمة تماما مثلما حدث حين أمر القضاء بإجلاء مستوطنين يهود.


وأضاف "إذا أقرت المحكمة العليا القرار بإجلاء الناس فسيصبح أمرا يتوجب علينا تنفيذه. يجب إجلاء (المستوطنين) الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين الذين يسكنون أرضا لا يملكونها.. هذا شيء لا نقوم به مع الفلسطينيين وحدهم".


وخوفا من رد الفعل الدولي قال الميجر جنرال يواف مودخاي المسؤول عن الهدم إنه يدرس "الحلول البديلة".


لكن سكان سوسيا يقولون إنهم لم يتسلموا أي شيء ويخشون أن يكون الأمر مسألة وقت. وقال جهاد نواجعة المولود في سوسيا عام 1967 ولم يبتعد عن التلال "نحن ننتظر فقط البلدوزرات." وهو يعيش على رعي الغنم ومحصول التين والزيتون وبيع عسل النحل.


وأضاف "الحياة في الكهوف والخيام ليست مريحة. لكن الشعور بعدم الراحة سيتفاقم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم