رأي- هل حسم جان همام معركة رئاسة اتحاد السلة ؟!

من يعرف رئيس اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية ورئيس الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة جان همام عن كثب، ويدرك تاريخه الرياضي الذي بدأه لاعبا وقائدا ومدربا لمنتخب الكرة الطائرة ثم اداريا محنكا وصولا الى اعلى الهرم الرياضي الاهلي، لا يستغرب قراره بالترشح لرئاسة الاتحاد اللبناني لكرة السلة.
ومن يعرف موقع همام في الوسط الرياضي ومكانته بين الاتحادات والنوادي لا يفاجأ بقراره الصريح والواضح بالترشح الى رئاسة اتحاد سبق ان تولى ادارته لولايتين متتاليتين 1999 و2003.
وليس غريبا على همام الواثق من قدراته وامكاناته ومن شبكة علاقاته الواسعة، ليس فقط في ادارة وخوض اقوى واهم المعارك الرياضية الانتخابية بل الخروج منها في كل مرة منتصرا، ان يعلن نيته في ترؤس اتحاد كرة السلة قبل اكثر من سنة ويمنح منافسيه فرصة لتحضير المعركة الانتخابية لفترة لا تقل عن 12 شهرا حد ادنى.
نعم، من حق البعض ان يسأل عن الاسباب الحقيقية التي دفعت جان همام للاعلان عن رغبته بالعودة الى اتحاد السلة في هذا التوقيت؟ خصوصا ان عهديه شهدا محطات مضيئة ومشعة ترجمت انجازات ليس فقط على صعيد المنتخبات الوطنية، حيث حل منتخب الرجال وصيفا في بطولة الأمم الآسيوية في مدينة شانغهاي الصينية في تموز 2001، وتاهل الى بطولة العالم بكرة السلة 2002 في انديانابوليس في الولايات المتحدة الاميركية للمرة الاولى في تاريخ الالعاب الجماعية المحلية، واحرز منتخب السيدات لقب بطولة العرب في الجزائر، بل انتصارات خارجية لنوادي وعلى رأسها اللقبين الآسيويين لفريق الحكمة بيروت عامي 2000 و2004.
وهمام الذي يدرس خطواته جيدا ويحبك خياراته بتأن، لم يعلن ترشحه الا بعد الموقف الحاسم والواضح للرئيس الحالي للاتحاد المهندس وليد نصار بعدم رغبته في البقاء بمنصبه لولاية ثانية، وهذه الخطوة وضعها المعنيون في خانة "ضربة معلم" لانها اثبت مجددا رقي ورفعة همام في مقاربة الملفات الرياضية، ولانها قطعت الطريق على الذين يعملون في العلن او في السر لترؤس الاتحاد. ولانها اقفلت الباب على الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر في العلاقة بين همام ونصار، ولانها اكدت مرة جديدة ثقة همام بقدراته ولو قبل اكثر من سنة من موعد الانتخابات.
ولا يستبعد المعنيون ان يكون ترشح همام يعني وفي شكل شبه حاسم فوز لائحته بالتزكية خصوصا ان كل المؤشرات تدل على التأييد الواسع الذي يحظى به في الجمعية العمومية والتجارب السابقة تؤكدها الوقائع وآخرها انتخابات 21 كانون الاول 2013 التي جرت في أوديتوريوم المدرسة المركزية في جونيه وادت الى فوز اللائحة التي ترأسها المهندس وليد نصار والتي كانت مدعومة من همام وحليفه المحاضر الاولمبي الدولي جهاد سلامه حيث استعادة اللعبة في عهد الرئيس نصار رونقها بدخول مبلغ مليون و750 الف دولار الى صندوق الاتحاد خلال سنة ونصف وتالقها من خلال نتائج المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها.
نعم، ترشح همام المبكر لرئاسة اتحاد كرة السلة قلب الموازين، وخربط حسابات البعض، واربك تحركات البعض الآخر، وفرض على الجميع اعادة حساباتهم، خصوصا ان كثيرون يعتبرون ان المعركة حسمت قبل اكثر من سنة من موعدها.