"بدنا نسكّر المطمر، ولو ما بتكبر ما بتصغر"

"بدنا نسكّر المطمر، ولو ما بتكبر ما بتصغر، سكّر المطمر سكّر" أنشدوها ودخلوا الطريق الرئيسي المؤدي الى مطمر الناعمة – عين درافيل وعلى بُعد أمتار من المدخل الرئيسي وقفوا ونصبوا الخيم وأقفلوا الطريق الى المطمر.نعم، فعلتها الجمعيات والحركات البيئية التي حضرت كلها على الأرض وأقفلت مطمر الناعمة - عين درافيل في الموعد الذي كانت قد حددته الحكومة.

يوم تاريخي

إنه "يوم تاريخي" بالنسبة للناشطين الذين طالما عملوا وإعتصموا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى تمكنوا من إقفال ما أسموه ب"مطمر الموت". الحركة بدت طبيعية من والى المطمر طوال ليل أمس وحتى ساعات الفجر الأولى عندما حضرت القوى الأمنية حوالي الخامسة فجراً وإنتشرت على مدخل الطريق الرئيسي وفي الموقع الذي عادة ما كان يُتخذه المعتصمون مركزاً لتحركهم. كان همّ القوى الأمنية، حسب ما علمت "النهار"، إبعاد التحرك عن أوتوستراد الناعمة – الدامور. لكن التحركات كانت في إتجاه آخر، في إتجاه المطمر، وقال أحد الناشطين لـ"النهار": شو بدنا بالأوتوستراد، بدنا ناكل عنب ما بدنا نقتل الناطور". وهكذا كان، في تمام الثامنة وصلت طلائع المشاركين في الحملة الى مكان التجمع الذي يبعد أمتاراً عن مدخل المطمر الرئيسي في وقت توقف فيه دخول وخروج الشاحنات من والى المطمر الذي بدا وكأن لا حياة فيه إلا من الساتر الأمني الذي أقامته قوى الأمن الداخلي.

الاحتفال 

الكثير من المشاركين تجمعوا في أماكن أبرزها عرمون والشويفات وبعورته وعبيه للمشاركة في احتفال اقفال المطمر. 
بحلقات من الدبكة والرقص والأناشيد الوطنية وصل حملة الأعلام: "لا لمطمر الناعمة" ولا "لمطمر الموت" وغيرها من الشعارات. الى جانب وصول عدد من الحزبيين ومعهم حاملي الأعلام من الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني.
الناشطة البيئية في حملة "كفانا نفايات" راغدة الحلبي قالت لـ"النهار": بعد نضال دام لسنوات وسنوات اليوم نحن أبناء الشحار وعرمون والناعمة نحقق النصر العظيم، أُقفل مطمر الناعمة ومطمر الموت الى زوال. إن مكب الناعمة كان وصمة عار في تاريخ جبل لبنان، وهذه الوصمة سنسعى الى محوها نهائياً".
أما الناشط البيئي فؤاد يحي فقال: "اليوم قال المجتمع المدني كلمته، لا مجال للعودة الى الوراء وعلى كل البلديات تحمل مسؤولياتها في جمع النفايات، ونحن لن نترك هذا المكان بكل الوسائل ان كانت سلمية أو غير سلمية".

من جهته، الناشط عماد القاضي:" إنه يوم القوة التغيرية بالنسبة للمجتمع المدني في البلد ويوم مصداقية الدولة ويوم الإحتفال بإقفال المطمر".

البلديات تدعم
وحوالي الحادية عشرة والنصف بدأ عدد من رؤساء بلديات منطقة الشحار الغربي والجوار بالتوافد على رأس جموعٍ ووسط الأهازيج والهتافات. وقال رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري: "لقد وصلنا الى 17 من تموز ولم نر من الحكومة أي من الوعود التي وُعدنا بها. سنبقى نحن في عرمون مع بلديات وأهالي الشحار ثابتين حتى إقفال هذا المطمر نهائياً. نحن باقون هنا، كما أننا في عرمون بدأنا بمعالجة موضوع النفايات على طريقة سوكلين".

أما رئيس إتحاد بلديات الشحار الغربي وليد العريضي فقال:" نقول لمعالي وزير البيئية لقد طالبناك منذ خمسة شهور أو أكثر أن تعطينا الصلاحيات لإيجاد الحلول، فرفضت وقلت أنتم لا تتحملون المسؤولية. وفوجئنا مساء أمس بطلبه منا بمعالجة مسألة نفايتنا، فليطمئن وزير البيئة نحن لدينا الأماكن لطمر نفاياتنا. ونقول له هذا المطمر اُقفل الى ما نهاية عن القرار، ولن نسمح له أن يستخف بنا وبقيادتنا السياسية".
وبدوره قال رئيس بلدية عين عنوب جمال عمار ان " مطمر الناعمة أُنشأ لعشر سنوات بات عمره 17 سنة، حملناه ما فيه الكفاية ولن نتحدث عن سيئاته ولا حسناته. علينا بالنتيجة أن نتكل على أنفسنا وأن نعالج نفايتنا كل في نطاقه".

"بسنة الستة وتسعين إجتمعوا كل الكذابين وإفتتحوا في منطقة الشحار مكب زبالة لسوكلين، مكب زبالة ليل نهار عم يقتل أهل الشحار". أنشدها المشاركون، وقالوا أن هذه مرحلة طُويت الى غير رجعة، وهم ماضون في إعتصامهم، فهل يا تُرى إستطاع هذا التحرك هذه المرة من إقفال مطمر الناعمة – عين درافيل نهائياً؟.