الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هذه أسوأ المسلسلات في رمضان وهذه أفضلها!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
هذه أسوأ المسلسلات في رمضان وهذه أفضلها!
هذه أسوأ المسلسلات في رمضان وهذه أفضلها!
A+ A-

نعتذر إلى الذين لن يتقبّلوا أن نُدرِج مسلسلهم المفضّل في خانة أسوأ المسلسلات. ذلك صعبٌ، ويستدعي ردَّ فعل نألفها، وإنما الرجاء التفهُّم بأنّ الجماهيرية ليست دائماً معيار الإبداع. لا يمكن أن نقارن مسلسلاً مثل "بانتظار الياسمين" ("دبي") بترّهات "باب الحارة" ("أم بي سي"، "أل بي سي آي") على رغم اختلاف طبيعة العملين. نتكلّم على الجوهر والقيمة، لا على الصدى والشعبوية. المسلسل الجيّد، في رأينا، ليس بالضرورة مُحطِّم أرقام المُشاهدة. نبحث عن نصّ متين وإخراج لامع، وممثلين لا يستغبون المُشاهد. وفق هذا الثلاثية، نقوِّم مسلسلات رمضان السنة، مكررين الاعتذار إلى مَن لديهم معايير أخرى غالباً ما تكون عاطفية.


لا أعمال ساحرة بالمطلق، فالموسم ضعيفٌ زائل، وما الانتاجات "الضخمة" التي شاهدناها سوى هَوَس بالشكل على حساب النصّ، وبهرجة فاتها الالتفات إلى العُمق. أفضل المسلسلات "غداً نلتقي" ("أل بي سي آي")، أحد أصدق أعمال السنة وأكثرها مَسَّاً بالجرح. متواضعٌ حضوره بين الأعمال المُنافِسة، وإنما في عمقه يملك صوت المتألمين وأنّات الضحايا. باختصار، مسلسلٌ رائع. شأنه كـ"بانتظار الياسمين"، عن إنسان الحرب المُعذَّب من دون مزايدات. عملٌ حوَّل حديقة دمشقية مسرحاً لشقاء شعب، جاعلاً الإنسان قضيته، لا الخراب وصنّاعه. 


"تحت السيطرة" ("دبي"، "سي بي سي") أحد الأعمال الجيدة، رغم التطويل وجمود بعض المواقف. يُقال بالمصرية "هايل"، ولعلّه وصفٌ يليق بأداء نيللي كريم، وجميلة عوض، وكلّ الفريق. كان الظنّ أنّ الإدمان تيمة مُستَهلكة تبعث على النفور والضجر، إلى أن جعلها المسلسل جديرة بالمدح. البشر تعساء، يفضّلون الهروب على المواجهة، لم يقل المسلسل جديداً، وعلى رغم ذلك، تفوَّق. "العهد" ("أم بي سي") عملٌ جيّد، لا يشبه ما عُرِض. قاتمٌ وجاذب، خرافي وعميق. لم ينل ضجيجاً يستحقّه، لكنه يُقدَّر.


مسلسلات بين الجيّد والأقل جودة


لم نجد غير أعمالٍ نرفعها إلى مستوى مسلسلاتنا المفضّلة، ونصارح القارئ بأنّ بعض المسلسلات فاتنا كـ"حق ميت"، و"الصعلوك" و"لعبة إبليس" و"حواري بوخارست"، وتلك المُستنسخة عن "باب الحارة"، وأخرى لم تحظَ إلا بضيق الانتشار. نعود إلى مسلسلات هي في الوسط بين الجيّد والأقل جودة، يعتريها نقصٌ، هو إما الحبكة أو الأداء أو الملل. "طريقي" ("الجديد"، "سي بي سي") أحدها، رغم البساطة الجميلة في أداء شيرين عبد الوهاب. لا جديد في النصّ ولا مفاجآت، لكنّ العودة إلى زمن الفنّ الراقي تجعل المسلسل ذا شأن يصعب إغفاله. "حارة اليهود" ("دبي") من الأعمال الوسط، حُكي الكثير عن مغالطات تاريخية وحسابات سياسية حالا دون ثقة الجمهور به. قوّته في جرأته، والجرأة غير كافية للدفاع عن مسلسل وإعلاء مرتبته. نستمرّ في الحديث عن أعمال أمكن أن تكون الأفضل، ولم يتحقق الحلم. "مريم" ("النهار" المصرية) من النوع الجيّد، لكنّ النصّ راح في أحيان يلامس السطح ويفتقد لمعان الأعماق. المسألة أنّ ثمة مَن يفرغ من الكلام فيما حلقات المسلسل لم تبلغ نصف الدرب. سنعتبر أنّ "الكابوس" ("أل بي سي آي"، "سي بي سي"، "أبو ظبي") خارج الكلام الفارغ، لكنّ مزاجيته السوداء انقلبت إلى نفور. في المسلسل ثقلٌ درامي يُرهِق المُشاهد ويُضيِّق أنفاسه، باستثناء جمهور غادة عبد الرازق المُستعدّ لتحمّل واقعين: كوابيس يوميات العيش، وكوابيس التلفزيون المرعب.


"أستاذ ورئيس قسم" ("أم بي سي") أيضاً من الأعمال الوسط بين الجيّد والسيئ. عادل إمام محبوبٌ ولو اكتفى بتحريك رمشه لأضحَكَ المُشاهد، وإنما نبض الشارع بعد الثورة لم يأتِ بالأثر المُرتَقب. نتابع إمام لذاته مهما جَنَح النصّ في الخيال والمَشهد في الالتفاف على واقعيته. يختزل بحضوره النصوص والصور. مبدع.


لم ينل "بنت الشهبندر" ("المستقبل") فرصة إثبات النفس وسط الزحمة. ظلّ على هامش صراع المتقاتلين على المراتب. نصّه ليس الأفضل ولا إخراجه. عملٌ عادي يُزيّنه قصي خولي وبعض الوجوه المُشارِكة. نختم الأعمال الوسط بـ"ذهاب وعودة" ("المستقبل") حيث أحمد السقا دائماً رجلٌ قاهر، و"دنيا" ("الجديد"، "أبو ظبي") التي كادت أن تفقد مجدها لولا وفاء الناس، و"مولانا العاشق" ("أم بي سي") رغم تفاوت المَشاهد، و"الحرائر" ("أل بي سي آي") على رغم المجاهرة بتقليد "باب الحارة".


السيئ وأفضل الأسوأ


نجدد الاعتذار إلى كلّ مَن يرى أنّ أكثر الأعمال مُشاهدةً هي بالضرورة الأفضل. لا شأن للأرقام بالقيمة وللبروباغندا بتصديق المعروض. "باب الحارة 7" ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") أحد أسوأ مسلسلات السنة. تركيبة مُفتَعلة، زجَّت اليهود في السياق زجاً بائساً. عمل تجاري مُفلِس، يُسذِّج العقول ليكدّس أرباحه.


كنا نودّ ألا نعتبر "24 قيراط" ("أم تي في") من الأعمال السيئة، لكنه لم يترك لنا رأياً آخر. قصة مفككة وتمثيل ضعيف والاقتناع بالمصائب واجبٌ مستحيل. طبيعة الحقائق أن تكون مُرّة، لكننا لا نملك سبباً للتزلُّف. "تشيللو" ("المستقبل"، "أم بي سي") ليس بحالٍ أفضل على رغم متعة أداء الأبطال. عانى النصّ تطويلاً مزعجاً وحشواً ضعَّف قيمته، حائلاً دون رفعه إلى مصاف الأعمال الجيدة. ندرك أنّ "أحمد وكريستينا" ("الجديد") أراد كيَّ الجُرح، لكنه أفرط في التنظير فوق قيحه. المسلسل أفضل الأعمال السيئة، يُشبهنا في بساطته وبعض حديث ناسه. شَطَحَ في الدراميات المُراد منها مَدّ الأحداث على ثلاثين حلقة، وأكثَرَ في الشعارات والوعظ. جوّ القرية فيه لافت، وأداء بعض ممثليه.


"العراب" ("الجديد") أيضاً، أحد أسوأ المسلسلات. ظنَّ أنّ اسم "العراب" سيمنحه المجد، فإذا به يصبح النموذج في تشويه الروائع. "العراب- نادي الشرق" ("أل بي سي آي"، "أبو ظبي") أفضل حالاً رغم التطويل الممل. يصعب وَضْع أيٍّ من العملين في خانة الجيّد، مع تفوُّق "نادي الشرق" بالجديّة والصورة على "العراب" المُنافِس. وإنما الصور لا تشفع دائماً بالأعمال. "ألف ليلة وليلة" ("أم بي سي"، "أم تي في") من الأعمال السيئة، لا تنقذه صورة ولا أسطورة. عملٌ جعل شهرزاد لا تُطاق وشهريار عقاباً لا نحتمله. أما "قلبي دَق" ("أل بي سي آي") فنعترف بأننا حاولنا رؤيته بعيون جماهيره ولم نستطع. مسلسلٌ مفتَعل، أغلبية ممثليه من الصنف المُصطَنع، ونحو ما يزيد على نصف تطوّراته لامنطقيّ نرفض مجاراته. صَدَق مَن قال أنّ الحظّ يصنع العجائب وينتصر.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم