السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما هي حدود وساطة "حزب الله" بين بري وعون؟

المصدر: "النهار"
ابرهيم بيرم
ما هي حدود وساطة "حزب الله" بين بري وعون؟
ما هي حدود وساطة "حزب الله" بين بري وعون؟
A+ A-

ليست المرة الاولى التي يتدخل فيها "حزب الله" بوساطة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وبين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرأب صدع بينهما او لازالة توتر طرأ على العلاقة بينهما لانها ليست المرة الاولى التي يقف كليهما على طرف نقيض من الاخر وتنفتح بينهما ابواب التباين والخلاف، فثمة اكثر من دليل يظهر ان العلاقة بينهما اتسمت دوما بمناخات من التناقض رغم وجودهما نظريا في اصطفاف سياسي واحد .


وكانت مبادرة " حزب الله" تنجح الى حد بعيد في تهدئة الامور اولا ومن اعادة العلاقة الى مجراها بين قطبي عين التينة والرابية، مقرونة بالسؤال عن متى تنفتح ابواب الخلاف بينهما من جديد لأن مساحة التباين في الرؤى والحسابات بينهما كبيرة .


في الايام القليلة الماضية ومع " الانتفاضة البرتقالية " بدأ الخلاف بينهما اعمق فضلاً عن كونه ظهر الى العلن اضافة انه تجسد واقعا عمليا في وقوف الرئيس بري جهارا ضد مطالب عون في مجلس الوزراء لجهة ادراج بند التعيينات الامنية على جدول اعمال المجلس .


وعليه فالسؤال المطروح الآن هو ما حدود هذه الوساطة التي شرع "حزب الله" بها ؟ وهل سينجح في مسعاه المستجد لاعادة وصل ما انقطع بين الطرفين وبالتالي صون المحور السياسي الذي يشكل هو رافعته وقطب الرحى فيه من الانفراط ؟


يقول عضو تكتل التغيير والاصلاح النا ئب الان عون ل " النهار" ان ثمة وساطة بدأها فعلا "حزب الله" بيننا وبين عين التينة ولكن لها غايتين، الاول تهدئة الاجواء والثاني البحث في موضوع فتح الدورة التشريعية الاستثنائية في مجلس النواب والتي يسعى اليها الرئيس بري ويريد الحزب من التكتل ان يعيد النطر في موقفه المعروف من الموضوع .


وعن دقة المعلومات التي سرت اخيرا عن التحضير للقاء بين الرئيس بري والعماد عون او لقاء على مستوى الاقطاب الاربعة لقوى 8 اذار اجاب النائب عون : "حسب معلوماتي الامر لم يطرح بعد جدياً على هذا النحو وهو يحتاج الى مزيد من الاتصالات والجهود لبلورته علما اننا كتكتل منفتوحون للبحث حول كل الامور ".


في موازاة ذلك، ثمة معلومات في اوساط 8 اذار تشير الى ان "حزب الله" بدأ وساطته من منطلق ايجاد ارضية تفاهم على موضوع الدورة التشريعية الاستثنائية في مجلس النواب ليكون بعدها كلام اخر عن موضوع عقد لقاء للاقطاب الاربعة مع علمه بان الامر يحتاج منه الى جهد استثنائي والى وقت للاتصالات .


فضلا عن ذلك، فان ثمة من يرى في الاوساط نفسها ان جهود الحزب البعيدة عن الأضواء نجحت في ايجاد هدنة اعلامية بين الطرفين خصوصا ان الرئيس بري نفسه اعلن عشية انعقاد الجلسة الاخيرة للمجلس الوزراء انه ليس في صدد مساجلة العماد عون وانه سيكف عن اطلاق الكلام حول الحراك العوني، فعدّ البعض ذلك مؤشراً على رغبة ضمنية من بري بالتزام حدود معينة في خلافه مع زعيم التيار الوطني الحر " وعدم الجنوح الى اشتباك سياسي " مفتوح بين الطرفين .


في الاطار عينه، يذهب البعض الى حد القول انه على رغم كل ما جرى فان الاتصالات بين الطرفين لم تنقطع نهائيا وان التيار البرتقالي ليس في صدد قطع كل خيوط التواصل مع بري بدليل ان 6 من نواب التكتل ظلوا مواظبين على المشاركة في لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة وبقوا يردون على اسئلة الاعلاميين المعتمدين بان لا خلاف مع الرئيس بري.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم