السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل فَقَدَ عابد فهد وهجه؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
هل فَقَدَ عابد فهد وهجه؟
هل فَقَدَ عابد فهد وهجه؟
A+ A-

نشتاق إلى عابد فهد في أدوارٍ ليست للممثل العادي، لكنه دَرَج أخيراً على اختيار أدوار أقلّ من قدرته. ندرك أنّ الممثل يصنع من الدور شأناً مهما بدا للمُشاهد قليل الحجم، ضعيف الأثر. وإنما فهد عوَّد الناس على القمة، ثم راح يُدرِج نفسه في موضعٍ مختلف. أُصيب منذ "لو" (رمضان 2014) بانتكاسة، وفي "24 قيراط" ("أم تي في"، "أو أس أن") لم يستعد سلطته. السؤال المطروح لا شأن له بجماهيرية المسلسل وأرقام المُشاهدة: هل فقد عابد فهد وهجه؟


عابد فهد وهّاج لا يليق الخفوت به. المسألة أنّ دوره في "24 قيراط" بيّنه ساذجاً ركيكاً. نتكلّم على الشخصية لا الشخص. آدم الطفل في مظهر رجل، تحدٍ درامي، افتقد الانضباط المطلوب لئلا يخسر قيمته. نصدّق فهد أمام كاميرا الليث حجو، فلِمَ ذَهَب في تعابير الوجه أكثر مما ننتظر من فاقد ذاكرته؟ منذ "لو"، ونحن نطالبه بأن يعود الأول. ليس ذلك انتقاصاً من حضور سيرين عبد النور أو نادين نسيب نجيم وحتى ماغي بو غصن. كلّ ما في الأمر أنّ فهد حين يحلّ على مسلسل يفرض مكانته. تلك مكانةٌ لا تكفلها الذاكرة حين تُفقَد وتُستَرجع، ولا الوجه بهزلية حركته. قلنا في رمضان 2013 أنّ عابد فهد لا يُقارن. في رمضان 2014 انتظرنا الدور، فلم يأتِ. لم يكن ذلك فهد الذي عهدناه، فكان رجاءٌ بأن يُعوِّض رمضان 2015 التراجع. نجزم بأنّ دوره في "24 قيراط" يفوق دوره في "لو" وهجاً (لنوعية الشخصية، لا بسبب بُعدها من الواقع والمبالغة في المسار الهوليوودي السطحي)، لكنه ليس الدور المُنتَظر بعد الضابط رؤوف في "الولادة من الخاصرة" وعاصم في "لعبة الموت" (رمضان 2013). تذكّر "24 قيراط" متأخراً أنّ الحوادث لا بدّ أن تنطلق، وأفسح لفهد مجالاً للظهور كما يستحق. وإنما الدور بدا هجيناً، كأنه يمتّ إلى غير رجل. ثمة مَشاهد لا يجيدها إلا فهد، وأخرى كثيرة يمكن ممثلاً سواه أن يؤديها ويضمن نجاحه. نحبّذ عدم القول إنّ الوهج خَفَت، بل إنّ الدور لم يستفزّ الشخص اللامع. سيحلو الظنّ أنّ عابد فهد لم يتعب ولا بدّ أنه سيعيد حساباته.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم