اشترِك في نشرتنا الإخبارية
اتفاق اليوم...لا اتفاق اليوم.هكذا بدت أجواء التصريحات الصادرة من فيينا وواشنطن وطهران قبل ساعات من انتهاء المهلة الممددة للتوصل الى اتفاق نووي بين ايران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ، الى المانيا.
تغريدة للديبلوماسي الايراني علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع "تويتر" من فيينا رفعت أسهم سيناريو حصول اتفاق اليوم.إذ كتب إن امكان التوصل الى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني "في متناول اليد... انه يتطلب فقط ارادة سياسية في هذه المرحلة".
هذه التغريدة تبعتها معلومات عن مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موسكو في طريقه الى فيينا.وكرت بعد ذلك سبحة التصريحات المتفائلة، وإن مع بعض التحفظ.
وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال: "نقترب من قرارات فعلية"، وأبدى مرتين "تفاؤله" على رغم "بعض النقاط التي لا تزال عالقة".
الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني غردت على حسابها على موقع "تويتر" ان المفاوضات وصلت الى "الساعات الحاسمة".
وبدوره، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المفاوضات الدولية حول برنامج ايران النووي دخلت "مرحلتها الاخيرة". وقال في فيينا "آمل ان نكون دخلنا المرحلة الاخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. اعتقد ذلك".
وبذلك بدا أنه بعد 15 يوماً تقريبا من المحادثات الماراتونية ، اقتربت طهران ومجموعة الست من انجاز اتفاق تاريخي يرفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية في مقابل ضمان الطابع السلمي لبرنامجها النووي.
ولكن بعد الظهر، بدأت أسهم التفاؤل باتفاق "اليوم" تتراجع ، مع قول مسؤولين ايرانيين وغربيين أنه من المستبعد انجاز اتفاق اليوم ، وأن الموعد الاقرب هو الاثنين على الارجح.
ميريوسفي نفسه وفي تغريدة بعد الظهر كتب: "نعمل بجهد، ولكن التوصل الى اتفاق الليلة هو ببساطة مستحيل لوجيستيا...انها وثيقة من مئة صفحة في النهاية".
وأوضح مسؤول غربي أن طهران وواشنطن تحتاجان الى مراجعة حكومتيهما لدى التوصل الى اتفاق.
وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بعض الصعوبات في اليوم السادس عشر من المفاوضات.
وأبلغ الى الصحافيين في العاصمة النمسوية: "أعتقد اننا في صدد اتخاذ قرارات حقيقية... لذا سأقول انه لا يزال لدينا بعض الأشياء الصعبة لننجزها فانا لاأزال متفائل. متفائل."
نقاط الخلاف
ومن بين نقاط الخلاف القائمة في الوقت الراهن إصرار إيران على رفع حظر على الأسلحة وحظر على برنامجها للصواريخ الباليستية يفرضهما مجلس الأمن الدولي عليها منذ 2006 بمجرد التوصل لاتفاق.
وتساند روسيا التي تبيع ايران السلاح ، طهران علنا في هذه المسألة. لكن ديبلوماسيا غربيا كبيرا قال الأسبوع الماضي إن القوى الست لا تزال متفقة على رأي واحد في هذه المسألة على رغم استياء بيجينغ وموسكو المعروف من الحظر.
وتشتبه القوى الغربية منذ فترة طويلة في أن إيران تهدف إلى إنتاج قنابل نووية وتتخذ من برنامجها النووي المدني ستاراً لإخفاء نواياها، وهو اتهام تنفيه إيران. والهدف من الاتفاق هو زيادة الوقت المتاح لايران لانتاج ما يكفي من وقود الاورانيوم المخصب لتصنيع سلاح نووي واحد إلى سنة على الأقل، اذ تشير التقديرات الحالية الى أنها تحتاج الى ما بين شهرين وثلاثة أشهر لتحقيق هذا.
وإذا أمكن التوصل الى اتفاق يتوقع أن تستمر القيود على برنامج ايران لتخصيب الاورانيوم لعشر سنوات على الأقل.
ومن المشاكل الأخرى في المحادثات مسألة دخول مفتشين مواقع عسكرية في إيران وإجابة طهران عن أسئلة في شأن نشاطات سابقة ووتيرة تخفيف العقوبات.
واجتمع كيري مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يومياً تقريبا منذ وصل كيري إلى فيينا قبل أكثر من أسبوعين للمشاركة في ما كان يفترض أن تكون المرحلة النهائية من عملية التفاوض التي بدأت باتفاق نووي موقت وقع في ن تشرين الثاني 2013. ويلتقي خبراء ومسؤولون كبار من ايران والولايات المتحدة والقوى الأخرى على نحو متواصل منذ أشهر ويعملون أحيانا حتى الساعات الأولى من الصباح لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق من 80 ورقة على الأقل وسيتضمن خمسة ملاحق.
وسيكون الاتفاق أكبر خطوة نحو المصالحة بين إيران والغرب منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 ، زلكن من المرجح أن يبقى كل طرف على حذره من الآخر حتى لو وقع الاتفاق. وفي تعليقات منفصلة، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن المفاوضات قد تنجح وقد تفشل، بينما قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي إن طهران ستواصل معركتها ضد "الغطرسة العالمية" في إشارة للولايات المتحدة.
ووفقا لموقعه على الإنترنت ، سأل طالب خامنئي عما قد يحدث "للمعركة ضد الغطرسة العالمية" بعد انتهاء المفاوضات النووية ، فرد المرشد بأن المعركة يجب أن تستمر. ونقل عن خامنئي إن "المعركة ضد الغطرسة العالمية هي جوهر ثورتنا ولا يمكننا إيقافها. استعدوا لمواصلة قتالكم ضد الغطرسة العالمية...الولايات المتحدة هي التجسيد الحقيقي للغطرسة العالمية."
لكن خامنئي لم يضع "خطوطا حمرا " جديدة لفريق التفاوض الإيراني كما فعل في خطاب سابق قبل أسبوعين.
وفي واشنطن، شكك كبير الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الأميركي السناتور ميتش مكونيل في قدرة الرئيس باراك أوباما على نيل موافقة الكونغرس على أي اتفاق. وقال في مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي": "أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية تمرير الاتفاق- إذا ما تم- في الكونغرس...نعرف بالفعل انه (الاتفاق) سيترك ايران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية."
